إعلان

انهيار اقتصادي وانقسام سياسي.. فرحة العيد تغيب عن سكان غزة

06:40 م الثلاثاء 21 أغسطس 2018

ارشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

رام الله - (أ ش أ)

غابت فرحة عيد الأضحى هذا العام عن سكان قطاع غزة ، في ظل استمرار الأوضاع الاقتصادية الحرجة التي يعانيها القطاع وحصاره المتواصل من قبل الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 10 أعوام، واستمرار حالة الانقسام الفلسطيني، وما أضيف هذا العام من معاناة آلاف الجرحى الذين أصيبوا برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال مشاركتهم في مسيرات العودة للمطالبة بفك الحصار ورفض إلغاء حق عودة اللاجئين ومحاولات إلغاء الأونروا .

وقالت المحللة الفلسطينية بقطاع غزة ريهام عودة - لوكالة أنباء الشرق الأوسط - إن العيد جاء هذا العام في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي الخانق على القطاع، وتزايد ارتفاع معدلات الفقر وتردي الأوضاع الاقتصادية واعتماد الكثير من الناس على لحوم الأضاحي التي توزعها الجمعيات الخيرية وأصحاب رؤوس الأموال ورجال الأعمال، إلى جانب معاناة أهل القطاع بسبب الحر الشديد والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي .

وأضافت ريهام عودة أن العيد جاء قبل صرف رواتب الموظفين هذا الشهر، مما زاد من معاناتهم وانعكس على عدم قدرتهم على شراء حاجياتهم سواء من ملابس لأطفالهم أو أضاحي العيد، فبدت الأسواق شبه خالية من المشترين رغم تكدس البضائع لدى التجار، مشيرة إلى أن من يستطيع الشراء فقط هم العاملون في مؤسسات غير حكومية وأصحاب الأعمال الحرة.

ورأت أنه كان من المفترض ولظروف العيد أن يتم صرف الرواتب مبكرا بشكل استثنائي هذا الشهر، وهو ما لم يحدث، لافتة إلى استمرار أزمة الموظفين العموميين بسبب خصم رواتبهم بنسبة 50 % وهو ما يضعهم في أزمة سواء تم صرف الرواتب مبكرا أو لا.

وأشارت إلى أن بهجة العيد اختفت من وجوه أهالي الشهداء في مسيرات العودة، كما أن الجرحى لا يشعرون بقدوم العيد في ظل ظروفهم القاسية وألمهم المستمر بسبب عدم قدرتهم على تلقي العلاج اللازم، لقلة الأدوية في المستشفيات وعدم تمكنهم على الحصول على تحويلات للخارج، لاسيما وأن معظمهم يعانون من إصابات صعبة ومستعصية خاصة من يعانون من بتر في أطرافهم ويحتاجون إلى علاج خاص وإعادة تأهيل.. كما لفتت إلى معاناة مستشفيات القطاع من النقص الكبير في الأدوية لاسيما أدوية مرض السرطان.

وأشادت بالدور المصري في التخفيف عن أهالي قطاع غزة وتقديم المساعدات الإنسانية وإدخال البضائع إلى القطاع، والسماح للحجاج بالعبور عبر معبر رفح لأداء فريضة الحج وتسهيل سفرهم، مشيرة إلى أن مصر بالنسبة للفلسطينيين هي صمام الأمان وبالذات للقطاع بسبب الموقع الجغرافي وعلاقات الجيرة والنسب والتاريخ المشترك، معربة عن أملها في المزيد من الدعم المصري للشعب الفلسطيني واستمرار فتح معبر رفح والذي يمثل شريان الحياة للقطاع، وتسهيل حركة المسافرين.

وقالت عودة ان الوضع الحالي في القطاع صعب للغاية في ظل استمرار حالة اللا حرب واللا سلم، واستمرار الأخبار المتضاربة عن هدنة أو تهدئة متوسطة الأجل أو طويلة مع الاحتلال الإسرائيلي، مشيرة إلى أن كل التوقعات مطروحة على الطاولة والقرار مازال غامضا لاسيما مع استمرار مسيرات العودة.

أما الناشط والباحث السياسي بقطاع غزة الدكتور بلال ياسين فرأى أن الشعب الفلسطيني دائما ما يحاول التغلب على الظروف المحيطة به والمستمرة بسبب الاحتلال الإسرائيلي، مما يجعلنا نصنع الفرحة صناعة، برغم الألم والجرح وكل الدماء التي سالت على مدار السنوات، مشيرا إلى أن الفلسطينيين لا يعرفون اليأس أو الاستسلام ونحاول دائما أن نتعايش مع الحياة بشكل أفضل مهما بلغت الظروف.

وقال ياسين لـ/أ ش أ/ إن مسيرات العودة خلفت حتى الآن أكثر من 170 شهيدا و40 ألف مصاب، ورغم هذا الجو النازف ورغم الحصار إلا أن الشعب الفلسطيني يصر على الاحتفال بالعيد، مشيرا إلى أن هناك أجواء من الفرح - وإن كانت خجولة مقارنة ببعض السنوات - لكنها ظاهرة.

وأشار إلى أن الملفات المطروحة على الساحة الفلسطينية حاليا أهمها التهدئة والمصالحة والصراع الدائر حول ما إذا كان هذان الملفان سيبقيان متلازمين أم سيتم الفصل بينهما، وهو ما ستكشف عنه الأيام القادمة.

يشار، إلى أن موسمي المدارس وعيد الأضحى المبارك جاءت متزامنة هذا العام، وأن الكثير من المواطنين لم تسعفهم ظروفهم المادية لشراء احتياجات أبناءهم سواء للمدارس أو في العيد.

وأشارت إحصائية رسمية إلى أن الحصار الذي تفرضه "إسرائيل" على قطاع غزة للعام العاشر على التوالي رفع نسبة الفقر بين سكانه إلى 65%.

وأوضحت الاحصائية أن نسبة البطالة في غزة ارتفعت في الآونة الأخيرة إلى 47%، وأن 80% من سكان القطاع باتوا يعتمدون على المساعدات الخارجية لتأمين الحد الأدنى من متطلبات المعيشة اليومية.

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان