"قرية بلا فتيات" في سوريا.. حكايات أسر مسيحية تحت حكم داعش
كتب – محمد عطايا:
أصبحت بعض القرى المسيحية في سوريا خالية، لا يوجد بها بشر، خلال سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي، فتحولت الكنائس إلى أكوام من الركام والتراب.
وبحسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أصبحت المنازل التي كانت مكتظة بالسكان خاوية، لا يوجد بها إلا شخصيات قليلة للغاية.
وقال أحد بائعي الزيت في إحدى القرى المسيحية، يدعى إشاق نيسان: "إن المنازل اعتادت أن تمتلئ بالبشر، والآن في الشارع المطل على منزلي لا يوجد سواي وجاري فقط".
أضافت "نيويورك تايمز"، أن المصير نفسه أحاط بجميع القرى المسيحية التابعة لطائفة الأشوريين، وهي مجموعة عرقية دينية ساميّة مسيحية تسكن في شمال ما بين النهرين في العراق وسوريا وتركيا.
هاجم تنظيم داعش المنطقة التي يقطن بها مسيحيي الطائفة الأشورية، على ضفاف نهر الخابور، في 2015 اختطفوا أكثر من 220 من أهل القرية.
دمرت العناصر الإرهابية وقتها العديد من الكنائس في المنطقة قبل مغادرتهم القرية على يد الأكراد والقوات المحلية، إلا أن جميع العائلات غادرت القرية وجعلتها خوية كـ"قرية أشباح".
وأكدت رامينا نويا، 23 عامًا، عضوة المجلس المحلي لإحدى القرى المسيحية: "الحياة هنا جميلة جدًا، ولكن لا يوجد أي شخص".
سبع سنوات من الحرب في سوريا، غيرت من التوزيع الجغرافي للسكان، وأدت إلى نزوح الملايين من أهل سوريا إلى خارج البلاد.
بحسب الصحيفة الأمريكية، بعض المجتمعات غير حصينة، مثل قرية تل طال، حيث لا يمكنها التعافي مما أصابها جراء الحرب، ما أدى إلى إصابتها بدمار كبير.
وقال شليمون بارشام المسؤول في الكنيسة الأشورية، في تصريحات لـ"نيويورك تايمز"، إن أكثر من 10 آلاف مسيحي سوري من قرية الأشوريين، يعيشون في أكثر من 30 قرية قبل بداية الحرب الأهلية في 2011، مشيرًا إلى أنه كان يوجد أكثر من عشرين كنيسة.
وتابع، أنه حاليًا لا يوجد أكثر من 900 شخص باقين في تلك القرى، وكنيسة واحدة فقط تقوم على تقديم الخدمات المحلية والكنسية.
وشكك بارشام في عودة أي شخص من المهاجرين، قائلًا: "يقولون جميعًا أشياء جميلة بشأن رغبتهم في العودة، ولكن لا اعتقد أنهم سيعودون حقًا".
وصرح اوشانا كاشو البالغ من العمر 81 عامًا، أنه اختطف من قبل تنظيم داعش، واحتجز لمدة 30 يومًا، مشيرًا إلى أن عائلته فاوضت العناصر الإرهابية، وتمكنوا من إطلاق سراحه بدفع 13 ألف دولار كفدية.
وبحسب "نيويورك تايمز"، فإن العديد من أفراد عائلة كاشو كانوا بالخارج قبل اختطافه، وسافر إليهم الأخير بعد تحريريه، ولم يتبق من أسرته سوى ابن وحيد يعيش في قرية غير التي عاشوا بها.
في قرية تل شاميران، لا يوجد بها سوى سميرة نيكولا، 65 عامًا، باقية في القرية.
وبالرغم من اختطافها مع أطفالها من قبل تنظيم داعش إلا أنها رفضت الخروج منها، وعاشت على تربية الماشية والزراعة.
وقال ابنها نبيل يوكحانا، 35 عامًا، أنه ظل متواجدًا في القرية ليكون بالقرب من والدته، مشيرًا إلى أنه لن يظل مقيمًا هناك طويلًا.
وأضاف: "سنبقى بالقرية، ولكن إلى متى، فإذا أردت الزواج، لا توجد فتيات هنا".
فيديو قد يعجبك: