ميركل: ألمانيا تدعم إسبانيا في المفاوضات مع المغرب لتقليص تدفق المهاجرين
شلوقة (د ب أ)
قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن بلادها تدعم جهود إسبانيا الرامية إلى تقليص التدفق المتزايد للمهاجرين من المغرب عبر البحر المتوسط إلى أوروبا.
وفي مستهل زيارتها لرئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، صرحت ميركل اليوم السبت، في الجنوب الإسباني، بأن إسبانيا تضطلع بالمسؤولية الرئيسية في المحادثات مع المغرب في هذا الشأن، والتي تتعلق بتعاون "أمين" مع افريقيا في إعادة طالبي اللجوء المرفوضين.
واتسم رد ميركل بالمراوغة في الإجابة على سؤال حول ما إذا كان يتعين على إسبانيا أن توقف اللاجئين الراغبين في مواصلة السفر إلى ألمانيا، وقالت إن نظام دبلن الحالي " ليس فعالا" لأنه نظريا لا يسمح لأي لاجئ أبدا بالوصول إلى ألمانيا.
يذكر أن هذا النظام ينص على أن مسؤولية التعامل مع طلب اللجوء تقع على أول دولة كان اللاجئ وصل إليها داخل دول الاتحاد الأوروبي.
وذكرت ميركل أنه على الرغم من هذه القاعدة إلا أن المهاجرين يمثلون مشكلة لكل دول الاتحاد الأوروبي وليس فقط للدول التي وصل إليها أولا على ساحل المتوسط.
وأضافت ميركل أنه يتعين الوصول إلى نظام توزيع عادل والحديث مع الدول التي ينحدر منها المهاجرون للقضاء على أنشطة المهربين وإبرام اتفاقيات لإعادة اللاجئين المرفوضين، ورأت ميركل أن مشكلة توزيع اللاجئين داخل الاتحاد الأوروبي " قابلة للحل"، ولفتت إلى أنها عازمة على حلها " في إطار روح الشراكة".
وأعربت ميركل عن اعتقادها بأنه يجب على الاتحاد الأوروبي أن يراعي في معالجة قضية اللجوء، قيمه الأساسية ومن بين ذلك الكرامة الإنسانية، وأوضحت أن العنصرية تتعارض مع هذه القيم الأساسية، وقالت إنها ستتصدى بحزم للتوجهات العنصرية.
يذكر أن موضوع الهجرة سيكون هو الموضوع الرئيسي في هذا اللقاء غير الرسمي الذي يستغرق يومين.
وكانت إسبانيا أول دولة بالاتحاد الأوروبي تعقد معها ألمانيا يوم الاثنين الماضي اتفاقا بشأن إعادة طالبي اللجوء، وذكر بيان للحكومة الإسبانية أن مدريد وبرلين قامتا بـ" بادرة مشتركة" في موضوع الهجرة.
واستقبل سانشيز وزوجته بيجونا جوميز المستشارة الألمانية وزوجها يواخيم زاور في ضيعة بالحديقة الوطنية دونانا، التي تبعد نحو 50 كيلومترا جنوبي غرب مدينة اشبيليه عاصمة اقليم الاندلس، ويقضي سانشيز الذي تولى مهام منصبه منذ مطلع يونيو الماضي، عطلة لبعض أيام.
وتشعر المغرب بأن الاتحاد الأوروبي تخلى عنها في مسألة الهجرة وتحث على تعزيز المساعدة المالية لاسيما وأن وصول المهاجرين إليها يثير توترات اجتماعية.
وتشير توقعات الحكومة المغربية إلى أن عدد المهاجرين الموجودين لديها يبلغ نحو 18 ألف مهاجر، وقال سانشيز:" في الوقت الحالي، تواجه البلاد ضغط هجرة هائلا مصدره الدول الواقعة جنوب الصحراء الكبرى".
وأضاف سانشيز أن المغرب يمكنها، في حال حصولها على دعم كاف، أن تلعب " دورا محوريا في تنظيم تدفقات الهجرة"، وأشار إلى أن بعضا من سواحل إسبانيا وأوروبا لا تبعد سوى 14 كيلومترا فقط من افريقيا " لكن هناك مسافة أكبر وغير متكافئة بيننا في نطاق التطور الاقتصادي والاجتماعي وحقوق الإنسان"، ولم يفصح سانشيز عن مقدار المساعدات الإضافية اللازم منحها إلى المغرب.
من جانبها، أكدت ميركل أن النجاح في المحادثات مع الدول التي ينحدر منها المهاجرون ودول العبور مرهونة بتوفير مكسب للجانبين و"عندما يكون للجانبين نصيب من هذا"، وأضافت ميركل أنه " لا يكفي أن نتحدث عن افريقيا بل يجب أن نتحدث مع افريقيا".
وينص الاتفاق الموقع بين برلين ومدريد على السماح لألمانيا بإعادة اللاجئين من عند الحدود الألمانية النمساوية و الذين كانوا سجلوا طلبات لجوء لدى السلطات الإسبانية، إلى إسبانيا في غضون 48 ساعة.
ولم تتوصل بعد ألمانيا إلى نتائج في محادثات مشابهة تجريها مع كل من اليونان وإيطاليا، على الرغم من أن وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر كان يرغب في إجلاء هذا الأمر خلال الأيام الماضية.
ووجهت ميركل الشكر إلى سانشيز على التوقيع على الاتفاق، وفي تعليقها على الرأي بأن الاتفاق ربما لن يكون " اتفاقا رمزيا" لأنه يسري على عدد قليل للغاية من طالبي اللجوء، قالت ميركل إن قيمة الاتفاق تكمن في أن ألمانيا وإسبانيا " تعولان على الحلول الأوروبية"، وأكدت ميركل على أن الاتفاق مهم للغاية.
وقالت ميركل إن المهاجرين هم من شأن كل دول الاتحاد الأوروبي وليس دول الوصول وحدها الواقعة على المتوسط وأضافت أن هذه الدول كانت محقة في قولها" هذا تحد لنا جميعا".
ولم تتمكن دول الاتحاد الأوروبي منذ سنوات من الاتفاق على تعديل نظام اللجوء المشترك، حيث يمثل توزيع اللاجئين داخل أوروبا نقطة خلافية مركزية في هذا الموضوع.
فيديو قد يعجبك: