بوليتيكو: القصة الخفية لخسارة أمريكا حرب المخدرات ضد طالبان
واشنطن - (أ ش أ)
كشفت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، اليوم الأحد، عن تجاهل إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما والحالي دونالد ترامب لخطة محكمة وضعت منذ 5 سنوات بهدف كبح تجارة حركة طالبان في المخدرات والحيلولة دون تحول أفغانستان إلى دولة مخدرات.
وذكرت المجلة في تحقيق نشرته بعنوان "القصة الخفية لخسارة أمريكا حرب المخدرات ضد طالبان"، إن فريقا من المسؤولين الأمريكيين البارزين في كابول اقترحوا الخطة المفصلة على إدارة أوباما لاستخدام المحاكم الأمريكية لمحاكمة قادة طالبان وكبار تجار المخدرات الموالين لهم، والذين ينتجون أكثر من 90% من مخدر الهيروين في العالم.
وأشارت المجلة إلى أن الخطة، حسب من صاغوها، كانت طريقة لوقف الانتشار المدمر للمخدرات في العالم وكذلك نهجا جديدا وعاجلا لمواجهة الإحباطات المتوالية مع طالبان التي تمول هجماتها ضد الجيش الأفغاني والأمريكي بأرباح المخدرات.
لكن نائب رئيس البعثة الأمريكية في كابول أثناء إدارة أوباما أمر المسؤولين عن الخطة بوضعها على الرف، مستندا إلى مخاوف سياسية.
وصممت الخطة التي تحمل الاسم الرمزي عملية "المعاملة بالمثل" على غرار استراتيجية قانونية اعتمدتها وزارة العدل الأمريكية قبل 10 سنوات لمكافحة القوات المسلحة الثورية "فارك" في كولومبيا، وكان هدف الخطة الأفغانية إحضار 26 مشتبها به من طالبان، قائد التنظيم آنذاك الملا عمر و25 من كبار معاونيه، إلى نفس المحكمة التي حاكمت قادة "فارك" في نيويورك، وتأليبهم على بعضهم البعض وعلى الحركة بأكملها، وتوجيه تهم التآمر لهم واحتجازهم.
وقالت المجلة إنه باكتمال صياغة الخطة الموضوعة في مايو 2013، كان الصراع في أفغانستان قد كلف دافعي الضرائب الأمريكيين ما لا يقل عن 686 مليار دولار أمريكي، وحصد أرواح 2000 جندي أمريكي، وكانت إدارة أوباما قد أعلنت بالفعل عن انسحابها من أفغانستان بشكل شبه كامل بحلول العام التالي، بعد أن خلصت مثل سابقتها إدارة بوش بأن قواتها العسكرية أو خططها لإعادة الإعمار لن تتمكن من اجتثات هذه الحركة التي تمولها شبكات إجرامية عميقة الجذور وطال فسادها الحكومة الأفغانية نفسها.
وجاءت وثيقة الخطة، المكونة من إجمالي 940 صفحة، نتيجة لـ10 سنوات من التحقيقات التي أجرتها إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية بالتعاون مع الجيش الأمريكي وقوات التحالف في أفغانستان والمستشارين القانونيين من وزارتي العدل والخارجية الأمريكيتين في السفارة بكابول، وصادق عليها في مايو 2013 أكبر مسؤول لوزارة العدل الأمريكية في كابول، والذي أوصى بإرسالها إلى الوحدة المتخصصة في الإرهاب والمخدرات الدولية في منهاتن، والتي وافقت بدورها على القضية وكلفت أحد أفضل المدعين لديها وأكثرهم خبرة ليتولى زمام الأمر.
ويعتقد واضعو الخطة أن السبب الحقيقي وراء إيقاف تنفيذها هو المخاوف من أن تقوض جهود الإدارة الأمريكية الرامية إلى إشراك طالبان في محادثات السلام ومفاوضات تبادل الأسرى التي ما زالت سرية وكانت تتضمن إطلاق سراح الجندي الأمريكي روبرت برجدال الذي كان أسيرا لدى طالبان.
وحذرت "بوليتيكو" من أن زراعة الخشخاش وإنتاج الهيروين والهجمات الإرهابية وحجم المناطق التي تسيطر عليها طالبان اقتربوا من الأرقام القياسية السابقة للحركة المتمردة، لافتة إلى أن الرئيس الأفغاني أشرف عبد الغني قال مؤخرا إن الحكومة والجيش سيكونان في خطر محدق بالانهيار خلال أيام إذا توقفت المساعدة الأمريكية لكابول.
إلا أنه رغم انتقاد ترامب الشديد لنهج أوباما في أفغانستان، فإن إدارته تستخدم مسارا مماثلا بما في ذلك رفع عدد الجنود الأمريكيين هناك العام الماضي، بجانب زيادة أخرى محتملة للقوات، وكذلك استعدادها مؤخرا للانخراط في محادثات سلام مع طالبان.
وذكرت المجلة أن مؤلفي الخطة، وهم عملاء في قوات مكافحة المخدرات الأمريكية ومستشارون في وزارة العدل بإدارة أوباما، يعربون عن غضبهم الآن وأملهم في أن يتبنى ترامب خطتهم كجزء من الاستراتيجية المستمرة في التطور بأفغانستان.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: