"فورين بوليسي": ترامب لن يستطيع الضغط على بوتين لإخراج إيران من سوريا
كتب - هشام عبد الخالق:
يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لن يحصل على الإجابة التي يرغب فيها إذا ما أراد استغلال قمة هلسنكي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، للضغط عليه من أجل إخراج القوات الإيرانية من سوريا.
ويعتقد محللون وخبراء أن بوتين ليس لديه الرغبة في إخراج إيران من المعادلة التي تزداد تعقيدًا في سوريا، وحتى لو أراد هذا، فليس لديه ورقة الضغط اللازمة لتحقيق هذا الهدف.
جون بولتون، مسؤول الأمن القومي الأمريكي، قال الأسبوع الماضي، إن القمة تعرض فرصة لمفاوضات كبرى حول إخراج الإيرانيين من سوريا، تلك الدولة التي أرهقتها الحرب الأهلية منذ 2011، مضيفًا أن مثل تلك المفاوضات ستكون بمثابة خطوة كبرى للترويج لمصالح الولايات المتحدة في المنطقة، والتي من ضمنها التقليل من النفوذ الإيراني.
مجلة "فورين بوليسي" تحدثت مع عدد من الخبراء والمحللين، الذين صرحوا بأن هذا البيان كان بمثابة عرض خاطئ من جانب الولايات المتحدة للوضع الذي تلعبه روسيا في المنطقة.
مايكل ماكفويل، السفير الأمريكي السابق لروسيا، قال: "اعتقاد أن بوتين بإمكانه أن يأمر الإيرانيين بالخروج من سوريا مبالغة كبرى، فهو لا يمتلك مثل هذا النفوذ على إيران".
وتدعم إيران وروسيا الرئيس السوري بشار الأسد، ويدعم عشرات الآلاف من المقاتلين الذين تدعمهم إيران قوات الأسد ضد المجموعات المتمردة، أما روسيا فكانت مترددة في إلزام جنودها بخوض القتال، ولكنها تقوم بضربات جوية نيابة عن النظام السوري منذ عام 2015.
وعلى الرغم من أن موسكو وطهران لا يوافقان بعضهما البعض في جميع الأمور، إلا أن تدخلهما لصالح الأسد قلب دفة الأمور في الحرب السورية، وعجّل بتحقيق الهدف الذي تسعى إليه روسيا وهو منع تغيير النظام في سوريا، الذي يمثل موطئ قدمها الأساسي في الشرق الأوسط.
يوري بارمين، خبير في شؤون الشرق الأوسط بمجلس الشؤون الدولية الروسية قال في تصريح للمجلة: "أعتقد أنه أصبح من الواضح الآن أن روسيا لا تتخلى عن شركائها بسهولة، حيث كانت ستتخلى عن الأسد وإيران منذ وقت طويل إذا ما كانت تفعل هذا".
من المقرر أن يعقد ترامب وبوتين قمتهما الأولى معًا في 16 يوليو بمدينة هلسنكي الفنلندية، ولم يتم الإعلان عن أي أجندة رسمية لهذه القمة حتى الآن، ولكن وزير الخارجية مايك بومبيو قال في ظهور أمام الكونجرس يوم 27 يونيو إنه سيستحسن الأمر إذا ما استطاعت روسيا إخراج إيران من سوريا، ولكنه اعترف أيضًا بأنه سؤال ليس له إجابة محددة.
ريتشارد نيفيو، نائب المنسق الرئيسي السابق لمركز العقوبات بوزارة الخارجية، قال إنه في الوقت الذي تشارك فيه موسكو في الصفقات التفاوضية، إلا أن جعل بوتين يتحرك ضد إيران سيتطلب من الولايات المتحدة تقديم تنازلات كبرى.
وأضاف نيفيو، الذي كان جزءًا من المفاوضات مع روسيا حول العقوبات ضد إيران، إذا ما أعلنت الإدارة الأمريكية أنها تريد إجلاء الإيرانيين وحزب الله خارج سوريا وإسقاط الأسد، وإتمام عملية ديمقراطية وسلمية للعملية الانتقالية داخل سوريا، فإن الروسيين سيضحكون كثيرًا على هذا.
وقال مسؤولو الإدارة إن الزعيمين سيبحثان أيضًا الوضع في أوكرانيا ومسألة التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016.
دانييل فريد، مساعد وزير الخارجية السابق للشؤون الأوروبية والأوراسية، نفى أن يكون ترامب غير واضح الرؤية حول القمة، ولكنه عبّر عن قلقه من عدم توضيح الأمور داخل الإدارة حول أهداف القمة.
واختتمت المجلة تقريرها بقول فريد: "لا يمكنني أن أقول أنه لا توجد فرصة لترامب في الاعتراف بضم روسيا للقرم، فقد يحدث هذا في القمة".
فيديو قد يعجبك: