لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"رجل العصابات المُثقّف".. من هو رضوان فايد الذي خدع الشرطة الفرنسية؟

01:58 م الثلاثاء 03 يوليو 2018

رضوان فايد

كتبت- رنا أسامة:

نجح رضوان فايد، فرنسي ذو أصول جزائرية، في مراوغة السلطات الفرنسية مُجددًا عندما نجح، "في بِضع دقائق"، وللمرة الثانية خلال 5 أعوام، في الفرار من سجنه في العاصمة باريس، بطريقة تُحاكي أفلام هوليوود.

وأقرّت وزارة العدل الفرنسية بإمكانية وجود خلل في سجن "ريو" في ضاحية "سين إي مارن" الباريسية، مستخدمًا طائرة هليكوبتر، بمساعدة 3 أشخاص مُسلّحين ببنادق رشاشة من نوع كلاشنيكوف وقنابل مولوتوف.

وقالت وزيرة العدل الفرنسية، نيكول بيلوبيه، في بيان الاثنين، إن طائرة هليكوبتر حطت في فناء بالسجن لم يكن مُغطّى بشبكة واقية. وأضافت: "إنها عملية هروب مثيرة. لقد كانت وحدة كوماندوس معدة بشكل جيد جدا، وربما استخدمت طائرات بلا طيار لمراقبة المنطقة قبل هذه العملية".

وكشفت السلطات الفرنسية أن المسلحين الثلاثة المُعاونين لفايد، سبق وأن سيطروا على طائرة مروحية وأجبروا قائدها على تنفيذ هذه العملية، ومن ثم أطلقوا سراحه فيما بعد.

نفّذت هذه العملية قرابة الساعة 11:30 مساء الأحد بالتوقيت المحلي، ولم تستغرق سوى "بضع دقائق" ولم تسفر عن أي إصابات، وفقًا لسلطات السجون. وتُعد أول عملية من نوعها يتعرّض لها سجن فرنسي، حسبما أعلنت السلطات.

ملك الهروب

يُعرف رضوان فايد، البالغ من العمر 46 عامًا، بأنه واحد من أشهر رجال العصابات في فرنسا وله باع طويل في عالم الجريمة وكواليس المهمشين في عاصمة الأنوار باريس. ويحظى بألقاب عِدة منها "اللص الذكي" و"ملك الهروب" و"رجل العصابات".

ويعد واحدًا من عشاق أفلام الأكشن والإثارة، لاسيّما أفلام العصابات. وأوضح في كتابه أنه معجب كبير بأفلام المخرج مارتن سكورسيزي، أحد أهم مخرجي هوليوود، الحائز على جائزة الأوسكار، بحسب تقارير إعلامية.

بدأت مسيرته في عالم السطو والسرقة عام 1990، بينما كان في الـ18 من عمره، ومارس أعمال السرقة والعنف لمدة 8 أعوام، قبل أن يجري اعتقاله في 28 ديسمبر 1998 في باريس، وحكم عليه بالسجن لمدة 31 سنة بعد إدانته بعدة تهم من خطف رهائن وتكوين عصابة منظمة للسرقة والسطو المسلح.

غير أنه حصل على إطلاق سراح مشروط في 30 مارس 2009، أمًا في أن يندمج في المجتمع ويتخلّى عن ماضيه الإجرامي.

وذكرت صحيفة "النهار" اللبنانية، في تقرير عبر موقعها الالكتروني، أن رضوان -الذي يتمتع بخيال خصب وفانتازيا غير معهودة- كان يقضي حكمًا بالسجن لمدة 25 عامًا بعد تورطه في محاولة سطو فاشلة قتل خلالها شرطية فرنسية عام 2010.

وأكدت أنها ليست المرة الأولى التي يهرب فيها فايد من حراسه. ففي تسعينات القرن الماضي، أمضى 3 سنوات بين سويسرا وإسرائيل للإفلات من الشرطة بعد هروبه الأول من محبسه.

لكن هروبه الثاني، الأحد الماضي، كان استثنائيًا ودراميا إلى حد مثير، بحسب تعبير الصحيفة، في عملية مسلحة لم تستغرق إلا بضع دقائق دون احتجاز أي رهائن أو وقوع جرحى وقتلى.

اللص الأديب

وأوردت "النهار" أن فايد يتمتع بشعبية واحترام كبيرين بين الجانحين المبتدئين ورجال العصابات في المناطق الشعبية الفرنسية، وحتى بين اللصوص المحترفين.

ويطلق عليه رجال الشرطة لقب "اللص الأديب" أو "المُجرم المثقف"؛ لأنه ألّف عام 2009 كتابًا يتحدث فيه عن تجربة نشأته في ضواحي باريس، حيث تتفشى هناك الجريمة وشريعة الغاب وسيادة رجال العصابات.

اكتسب شهرة واسعة بعدما أطل على كل القنوات التلفزيونية الفرنسية تقريباً للحديث عن تجربته في عالم الجريمة وكتابه عن عالم باريس السفلي بين المهمشين والبؤساء والمنبوذين.

وحكى فايد، المتأثر جدًا بالسينما، في كتابه عملية السطو التي قام بها على مصرف على طريقة فيلمه المُفضّل، "هيت"، للمخرج الأمريكي مايكل مان.

وفي إطلالاته التلفزيونية، ادعى بأنه لن يعود مُجددًا إلى عالم العصابات والسرقة والإجرام، وأكد مع ذلك أنه لن يعتذر عمّا ارتكبه لأن ما فات مات. وقال إنه عثر على عمل في التجارة وأنه سيكرس حياته لابنه.

فيما اتضح لاحقًا أنه كان يكذب على نحو مُقنع للغاية؛ ففي العام ذاته، وتحديدًا في 20 مايو 2010، أطلق مع عصابته من اللصوص النار على دورية لقوى الأمن الفرنسي على أوتوستراد سريع وجرحوا مدنيين.

وفي 13 أبريل 2013، فر خلال نصف ساعة من سجن ليل سكيدان بعدما أخذ 4 من حراسه رهائن ودروعًا بشرية. وقام بتفجير 5 أبواب قبل أن يصل إلى سيارة كانت تنتظره. واستمر هروبه بضعة أسابيع.

كذلك، حُكِم عليه مرتين عام 2017، بالسجن 10 سنوات لهروبه من سجن ليل عام 2013 وبالسجن 18 عامًا بسبب هجومه على شاحنة في بادو كاليه عام 2011. وقام هو باستئناف الحكمين.

وفي أبريل 2018، دانت محكمة الاستئناف فايد بهذه العملية في دعوى استئنافه، بعد إدانته بمحاولة سرقة قتل فيها شرطي.

ولم يتخل فايد عن فكرة الهروب مُطلقًا، فخلف مظهره الذي يغلب عليه طابع التهذيب والأناقة، تتوارى دائمًا خططه الجُهنمية الإجرامية، حسبما قال أحد الحراس الذين عرفوه عن كثب في السجن الذي كان يحتجز فيه.

ووصفه خبراء في الطب النفسي في إحدى محاكماته عام 2016 بأنه "مفترس اجتماعي" يستخدم صفات شخصيته وسحره وجاذبيته وذكاءه وشجاعته وتفاعله للسيطرة على الآخرين والحصول على ما يريد وما يرغب به، وفق النهار اللبنانية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان