تقارير إسرائيلية: أردوغان يبني "الحي التركي" في القدس.. ودول عربية تحذر
كتبت- رنا أسامة:
تحت عنوان "أردوغان يبني الحي التركي في القدس"، سلّطت صحيفة "إسرائيل هيوم" الضوء، في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، على تنامي النفوذ التركي في المدينة المُحتلة.
وقالت الصحيفة إن تركيا تسعى إلى تعزيز سيطرتها ونفوذها في القدس الشرقية عبر جمعية "ميراثنا" وجمعيات أخرى لها نشاطات إنسانية واجتماعية، فيما يُعد انتهاكًا للسيادة الإسرائيلية في القدس الشرقية، بحسب وصف "إسرائيل هيوم".
تأسّست "ميراثنا"، وهي جمعية تركية غير حكومية، عام 2008، بهدف حماية وإحياء التراث العثماني في مدينة القدس، وتسعى إلى التعريف بالمسجد الأقصى والتراث العثماني في بيت المقدس، بحسب الموقع الرسمي للجمعية.
النفوذ التركي
ويبدو أن مظاهر النفوذ التركي في القدس الشرقية تتجلّى في التمويل الذي تغدقه تركيا على التنظيمات الإسلامية، ومحاولتها خلق حركات سياسية موالية لها في القدس، ومساعيها لاستعراض حجم الحضور التركي بتظاهرات ينظمها ناشطون في حزب العدالة والتنمية في القدس.
وهو ما كشف عنّه الدبلوماسي الإسرائيلي السابق إيلي شاكيد، لدويتشه فيله، مُعتبرًا أن "الأتراك يمولون منظمات فلسطينية معينة، وينفقون لهذه الغاية أموالاً طائلة، لا أعرف مقدارها بالضبط، لكنهم يفعلون كل ما بوسعهم ليكونوا حاضرين في القدس الشرقية".
وفي هذا الشأن، قالت "إسرائيل هيوم" إن النشاط التركي المُكثّف في القدس الشرقية، يجري تحت إشراف أردوغان وتوجيهاته، بهدف "تعميق السيطرة التركية في القدس الشرقية، في الوقت الذي يهاجم فيه إسرائيل بدون انقطاع"، وفق قولها.
وأبرزت أحدث نشاطات "ميراثنا" التركية وهي ترميم بيوت عائلات فلسطينية، إلى جانب توزيع الغذاء للمحتاجين وإجراء مسابقات مالية موضوعها القدس، ومدّ يد العون للمحتاجين في رمضان. وقالت إنها تهدف إلى "كسب تعاطف المجتمع الفلسطيني في القدس مع تركيا ورئيسها أردوغان".
بدورها استنكرت النائبة الإسرائيلية، عنات بركو، عن حزب الليكود، المُخطط التركي الذي وصفته بأنه "خطير للغاية وبمثابة تقويض للسيادة الإسرائيلية". وقالت "أردوغان بنفسه يشرف على هذه النشاطات. إنه يعد نفسه سلطانا. يجب صد هذا التقويض، قبل أن نفقد السيطرة".
وقال رئيس حركة "من أجلك يا قدس" اليهودية، ماؤور تسيمح، لإسرائيل هيوم ، "يجب وقف النشاط المكثف الذي تقوم به تركيا في القدس الشرقية عبر جمعيات ذات طابع اجتماعي. التدخل التركي في القدس الشرقية ينتهك السيادة الإسرائيلية. تركيا تحاول كسب قلوب سكان القدس الشرقية عبر أموالها وتشن معركة ضد خطط تهويد القدس".
تحذيرات عربية
وفي تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، على موقعها الإلكتروني يوم الأحد، زعمت أن "السلطة الفلسطينية والسعودية حذّرتا إسرائيل العام الماضي من تنامي حجم النفوذ التركي في القدس".
وكتبت هآرتس، المعروفة بتوجهاتها اليسارية، أن "السلطة الفلسطينية تبدو قلِقة حيال دعم أنقرة لتنظيمات إسلامية في منطقة نفوذها، لأنّ مثل هذه التنظيمات ستكون على صلة أوثق بحماس وهي غريم السلطة في غزة". الأمر الذي نفاه أحمد مجدلاني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
كما لفتت هآرتس إلى أن "السعودية تخشى من تعاظم نفوذ أردوغان في شرقي القدس؛ لأنها تعتبره منافسًا لريادتها للعالم الإسلامي ولدورها التقليدي كحامية للفلسطينيين".
وفي أواخر يونيو الماضي، نشرت الصحيفة ذاتها تقريرًا أفادت فيه بأن الأردن والسعودية والسلطة الفلسطينية حضّت دولة الاحتلال على التحرّك لكبح جِماح النفوذ التركي في القدس الشرقية.
ونقلت عن دبلوماسيين أمنيين إسرائيليين، قالت إنهم على دِراية بالأمر، إن "الأردن أعربت عن قلقها للقدس قبل نحو عام واتهمت الحكومة بالنوم على عجلة القيادة". وأضافوا أن "السلطة الفلسطينية قلقة أيضًا من محاولة إردوغان فرض نفسه".
كما لفتت إلى تخوّف الرياض من محاولة إردوغان استخدام نفوذه في القدس لتعزيز تأثيره المتزايد على العالم العربي الإسلامي، وأن يصبح المتحدث باسمه في مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة فيما يتعلق بالمدينة المُحتلة.
وسارع مسؤولون في وزارة الدفاع الإسرائيلية إلى تأكيد التحذير الذي نشرته "هآرتس"، وكشفوا أنّ نشاط تركيا في القدس الشرقية، كان يجري دائمًا تحت مراقبة إسرائيل الدقيقة.
فيديو قد يعجبك: