"أدخنة ونيران وبحر هائج".. كيف شارك مصري في إنقاذ ضحايا حرائق اليونان؟
كتب – محمد الصباغ:
كانت صرخات الاستغاثة مسموعة وسط الأدخنة السوداء. عشرات الأشخاص في البحر، أجبرتهم الحرائق في اليونان على اختيار البحر كملاذ آمن. الأطفال على ظهور البالغين، ومن لا يستطيعون السباحة يعتمدون على من بإمكانهم ذلك.
هكذا وصف الصياد المصري توفيق خليل وآخرون المشهد على الشواطئ اليونانية حينما اتجهوا لمساعدة ضحايا الحرائق المميتة في المنتجعات الساحلية بالقرب من العاصمة أثينا.
وذكرت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية أن المصري صاحب 42 عاما، كان من بين عشرات المتطوعين الذين ساعدوا مئات الأشخاص المحاصرين في على الشواطئ وسط الأمواج العاتية، بسبب قوة الرياح.
وقال خليل للوكالة الأمريكية: "كان الأمر فوضوي، هل تدرك؟ هل تعلم ما معنى أن تكون وسط كل هذه الأدخنة، وألا تكون قادرا على الرؤية في ظل وجود أشخاص يحتاجون إلى المساعدة؟".
وقتل ما لا يقل عن 80 شخصًا وأصيب حوالي 200 آخرين بفعل الحرائق التي بدأت بالغابات وامتدت لتصل إلى الشواطئ القريبة والتي تبعد عن العاصمة أثينا بحوالي 40 كيلومتر.
وأضاف الصياد المصري أنه لا يتذكر عدد الأشخاص الذين أنقذهم، لكنه وآخر وفعلوا ما بوسعهم لإخراج الصغار والكبار من الماء.
وتابع حديثه للوكالة: "لا ترى شيئًا وسط الأدخنة والنيران، مع الرياح أيضًا. لم تقدر على التنفس. تقريبا تعرضت للإغماء في لحظة ما بسبب الدخان الكثيف، وكان الأمر صعبا جدا. لم أتعرض لمثل ذلك من قبل".
ولفت إلى أن الناس كانوا محاصرين "خلفهم النيران وأمامهم البحر. ماذا عليهم أن يفعلوا؟ قفزوا إلى البحر".
وبحسب حديثه، تراوحت أعمار من كانوا في البحر بين 8 و70 عامًا، وجميعهم كانوا يصرخون من أجل المساعدة. وأضاف: "كل هذا العدد في المياه، بعضهم كان يستطيع السباحة والبعض الآخر لا. أنقذنا من يستطيعون السباحة، ومن لا يستطيعون لم نعرف إذا كانوا موجودين بالأساس، ما إذا كانوا أحياء أم ماتوا. لكننا فعلنا ما باستطاعتنا".
ويعيش توفيق في اليونان ويعمل صيادًا هناك منذ عشرين عاما، وأضاف أنها كانت المرة الثانية التي يتعامل فيها مع كارثة إنسانية. الأولى كانت إنقاذ المهاجرين السوريين على شواطئ اليونان.
وكانت الحرائق اندلعت بعد ظهر الإثنين، وتسببت الرياح القوية في الانتشار السريع للحرائق التي وصلت إلى الشواطئ وتسببت في كتلة دخانية فوق رؤوس المصطافين.
كما أصيب أيضًا أكثر من 200 شخص وأجبر المئات على مغادرة الشواطئ وبعضهم احتمى بالبحر للهروب من النيران التي التهمت المنازل والسيارات والمباني. وذكرت السلطات اليونانية أن 1500 منزل دمرتها الحرائق.
فيديو قد يعجبك: