هل تورط أردوغان في فوز شركة تركية بعقد بناء السفارة الأمريكية؟
كتب - محمد عطايا:
مغلقًا يده على السبابة والإبهام، وملوحًا بها بالقرب من رأسه في حركة لا إرادية، تعطي ترجمة واضحة بما يشعر به من قوة زائفة، ليحرك فمه قائلًا: "حان الوقت للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل".
إعلان الرئيس الأمريكي في ديسمبر العالم الماضي، أشعل اللهيب داخل نفوس الملايين من المسلمين حول العالم، بعدما رحلت المدينة المقدسة إلى يد الكيان المُحتل.
تصدرت تركيا المشهد، وهدد رئيسها بلهجة توحي بإعلان حرب قريبة، إسرائيل، وحذر من أنه إذا ما تم الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهويني، سيقطع العلاقات مع تل أبيب.
تطورت الأوضاع بشكل سريع للغاية، وافتتحت في الرابع عشر من مايو الماضي، السفارة الإسرائيلية في المدينة العتيقة المقدسة لدى الديانات السماوية الثلاثة.
نزف الشعب الفلسطيني بشكل هائل خلال الشهور الماضية، في محاولة لإثبات وجودهم أمام العالم، إلا أن النتيجة واحدة، تم نقل السفارة وفي انتظار إنشاء المبنى الجديد التي وعد بها رئيس الولايات المتحدة.
المعضلة الكبيرة للرئيس الأمريكي، لم تكن في عدد القتلى من الجانب الفلسطيني، ولكن في وضع حد مالي معين لبناء السفارة، مؤكدًا أنها لن تتخطى من 200 إلى 300 ألف دولار أمريكي.
يبدو أن خطة ترامب تغيرت، لأن الرئيس الأمريكي سيضطر إلى دفع 20 مليون دولار إضافية عن المبلغ الذي كان حدده في وقت سابق، بعدما دخلت الشركات العالمية والقومية في المنافسة، ومن بين تلك الشركات، ليماك القابضة، وهي مؤسسة تركية، يرأسها نهات أوزدمير، المشهور بعلاقته الوثيقة بالرئيس رجب طيب أردوغان.
شركة ليماك القابضة
فازت الشركة التركية بمناقصة إنشاء السفارة الأمريكية في القدس، وذلك بحسب ما ذكرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
ليماك القابضة ليست بغريبة عن الشرق الأوسط، كما أن رئيسها نهاد أوزدمير لديه علاقات قوية للغاية بالرئيس رجب طيب أردوغان.
عملت شركة ليماك في عدد كبير من المشاريع بالشرق الأوسط، أبرزها في مصر، مشروع إنشاء مبنى رقم 2 بمطار القاهرة.
لدى المؤسسة التركية فروع عدة، ولكن الشركة الأم تأسست عام 1976، وانبثق عنها بعد ذلك عدد من الشركات، كما تمكنت من شراء كبرى المصانع في العالم.
في 2006؛ كانت الصفقة الأكبر، بشراء مصنع إسمنت غازي عنتاب، ومن ثم الحصول على مصنع أسمنت Ergani.
كما فازت شركة ليماك التركية للإنشاءات في 2015، بعطاء مشروع إنشاء صالة مسافرين جديدة في مطار الكويت الدولي.
وأفاد بيان صادر عن الشركة، وقتها، أن لجنة المناقصات المركزية بالكويت، صادقت على العطاء، الذي يقدر قيمته بـ4.34 مليار دولار.
وأشار بيان الشركة إلى أن هذا العطاء يتميز بأنه أكبر العقود التي فاز بها مقاولون أتراك في حزمة واحدة بالخارج.
وأوضح نهاد أوزدمير، رئيس مجلس إدارة ليماك، في البيان نفسه، أنهم "كانوا يراقبون المشروع منذ فترة طويلة"، مشيراً إلى أن "المباشرة في عمليات الإنشاء ستبدأ عقب الانتهاء من الإجراءات القانونية اللازمة لاستكمال المشروع ووضعه بالخدمة".
وقال أوزدمير، إن الشركة نفذت العديد من المشاريع المهمة في السنوات الأخيرة في مجال بناء وتشغيل المطارات، منها إنشاء وتشغيل القاعة الجديدة لمطار صبيحة كوكجة بولاية إسطنبول التركية، وقاعة مطار بريشتينا في كوسوفو، كما أننا نستمر في إنشاء قاعة ثانية لمطار القاهرة في مصر، وأخيرًا فزنا بمناقصة إنشاء قاعة جديدة في مطار روستوف الروسي.
رجل الأعمال الكردي المفضل لرجب طيب أردوغان، نهاد اوزدمير، لديه العديد من الصداقات، بعضها وصل إلى مناصب وحقب وزارية في حكومة الرئيس الجديدة.
صديق أردوغان
يحظى أوزدمير ذا الأصول الكردية، بمكانة مرموقة في المجتمع التركي، كما أنه مقرب للغاية من الرئيس التركي، وظهر معه في أكثر من مناسبة.
حالياً ، نهاد أوزدمير، رئيس مجلس إدارة شركة ليماك القابضة، هو أيضًا الرئيس الثاني السابق لنادي فنربهجه الرياضي.
جاء اسم التركي أوزدمير، ضمن أغنى أغنياء العالم للعام الماضي، التي أعلنتها مجلة فوربس الامريكية، والتي تضمنت أيضًا الشخصية الأهم، والأكثر قربًا من الرئيس التركي، حمدي أيكن.
وورد في القائمة اسم الكوردي نهاد اوزدمير وهو من أهالي مدينة ديار بكر ذات الأغلبية الكردية في تركيا، وهو واحد من أغنى أصحاب رؤوس الأموال في تركيا والعالم وتبلغ ثروته نحو مليار و600 مليون دولار.
في إشارة واضحة لقرب رئيس ليماك من الحكومة التركية، تم تعيين محمد جاهد طوران، وزيرًا للنقل والبنية التحتية في الحكومة الرئاسية التي أعلنها أردوغان، وهو يعمل في الوقت نفسه مديرًا تنفيذيًا لائتلاف شركات إنشاء طريق شمال مرمرة السريع والطرق المؤدية إلى المطار الثالث التي تتولى إنشاءه شركة جنكيز للإنشاءات والمقاولات المملوكة لمحمد جنكيز، وشركة ليماك للإنشاءات والمقاولات المملوكة لنهاد أوزدمير.
ومن المعروف أن محمد جنكيز شكل ائتلافات تجارية مع نهاد أوزدمير وأصحاب شركات، كولين للإنشاءات والمقاولات المملوكة لجلال كولو أوغلو، وكاليون للإنشاءات والمقاولات المقربة من أردوغان، ومن خلال شركة جنكيز للإنشاءات والمقاولات والتابعة لمحمد جنكيز التي تنفذ مشاريع المواصلات والنقل العامة والبنية التحتية "بضمان الخزانة العامة" وبتكلفة ممليارات الدولارات، وعبر نموذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص، فقد تولى إنشاء طريق شمال مرمرة السريع والطرق المؤدية مقابل 4.5 مليار ليرة تركية بالشراكة مع شركة ليماك في مايو 2016.
وفازت شركة ليماك مؤخرًا بمناقصة تنفيذ جسر (جناق قلعه) الدردنيل والطريق المؤدية إليه. ويتولى كل من أوزدمير وجنكيز عمليات تنفيذ أعمال طرق وإسكان ومطارات عملاقة بمليارات الدولارات في كل من الكويت وقطر بدعم وتوصية من أردوغان، وهما من أكثر المقاولين قربًا وحظوة لدى أردوغان.
فيديو قد يعجبك: