إعلان

من داخل مخيم اليرموك.. سوريات يروين آلام المجاعة والحرب وحُكم داعش

10:12 م الخميس 19 يوليو 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبد الخالق:

عندما وصل الجنود السوريون إلى مخيم اللاجئين الفلسطينيين في مدينة اليرموك بالعاصمة السورية دمشق، سألتهم النساء الموجودات هناك اللائي يختبئن في شققهن: "هل أنتم تابعون للجيش السوري أم للمجموعات المسلحة؟" ليقترب بعدها أحد الجنود ويظهر بطاقته التعريفية التي تدل على كونه عضوًا في الجيش السوري.

بدأت النساء - اللاتي كان منهن أربع شقيقات - في البكاء بشكل هستيري، غير مصدقات أن حكم تنظيم داعش على المنطقة - والذي استمر لمدة 3 سنوات - قد انتهى أخيرًا.
تقول إحدى السيدات، وتُدعى ازدهار عبد المحمود لوكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية: "انتهى الكابوس.. لقد ذهبوا".

يقع مخيم اليرموك في جنوب العاصمة دمشق، وكان فيما مضى مقرًا لأكبر تجمعات الفلسطينيين خارج بلادهم، حيث استضاف ما يقرب من 160 ألف شخص، ولكن سنوات الحرب السبع التهمت المخيم، وصُدم سكانه بالحرب الدائرة بين الجانبين والحصار والمجاعات، وقدر المسؤولون أنه ليستعيد المخيم رونقه القديم فإن أكثر من 80% من المنازل المتواجدة به بحاجة لإعادة ترميم مرة أخرى.

مخيم اليرموك

وكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية، قامت بجولة في المخيم وتحدثت مع عائلة عبد المحمود المكونة من أربع شقيقات، عن الذكريات المرعبة التي عاشوها في السنوات الماضية، مستمتعات بضوء الشمس خارج شقتهم، حيث لم يسمح لهم تنظيم داعش حتى بالخروج والجلوس أمام منزلهن.

ازدهار، قالت في بداية حديثها: "في بداية الحصار - أواخر 2014 وأوائل 2014 - كنت أزن ما يقرب من 87 كيلوجرامًا، ولكن الآن أزن 49 كيلوجرامًا فقط".
بدأت المظاهرات في المخيم مع اندلاع التظاهرات ضد الرئيس بشار الأسد في مارس 2011، ولكن بحلول ديسمبر 2012، استولى المتمردون - الذين كان يُشار إليهم في ذلك الوقت بـ "الجيش السوري الحر" - على المخيم من القوات الحكومية، وبدأت قوات بشار في قصف المخيم بالطائرات واعتاد المقيمون في المخيم على هذا، واستمرت مجموعات المتمردين في محاربة بعضهم البعض حتى عام 2015 عندما استولى تنظيم داعش على أغلب المخيم بعد اشتباكات عنيفة مع "أكناف بيت المقدس" وهو فصيل مرتبط بحركة حماس الفلسطينية.
وأدى الحصار الذي فرضته قوات الحكومة على المخيم في الفترة بين 2013 و2014 إلى مقتل ما يقرب من 200 شخص من الجوع والأمراض المتربطة به، وكذلك نقص الأدوية والإمدادات الطبية.

النازحين السوريين

وتُبين إحدى الصور التي اُلتقطت خلال توزيع الأمم المتحدة للطعام في المخيم في يناير 2014، آلاف المقيمين الجائعين الذين غصت بهم الشوارع وسط مباني مُدمرة على الجانبين، منتظرين توزيع الطعام، وأصبحت هذه الصورة أيقونة تعكس الظروف الإنسانية للمخيم، والمعاناة التي خلفتها الحرب الأهلية.
حنان عبد المحمود، البالغة من العمر 52 عامًا، قالت: "كان الناس على حافة حدوث مجاعة في 2014، عندما قامت وكالة الأونروا - التي تهتم بشؤون اللاجئين الفلسطينيين - بجلب المساعدات والتي تمثلت في صندوق من المواد الغذائية لكل عائلة، والتي انتهت بعد شهر".

الأخت الصغرى لعائلة عبد المحمود، أمل، البالغة من العمر 45 عامًا، قالت: "عندما أكلنا الخبز لأول مرة بعد فترة طويلة، واجهتنا صعوبة في ابتلاعه، بعد أن تعودنا على الحساء فقط".

اللاجئين السوريين

عندما استولى تنظيم داعش على المخيم في 2015، ساءت حياة الأخوات أكثر، بعد أن طبق التنظيم الإرهابي تعاليم متشددة من الإسلام، حيث أجبرهم على ارتداء معاطف سوداء طويلة، تغطية وجوههن وارتداء قفازات، أو مواجهة محاكمة إسلامية، واستطاعت سيدات عائلة عبد المحمود اتباع التعليمات والتكيف عليها، ولكنهن لم يخرجن من منزلهن عندما طلب التنظيم منهن مغادرته لقربه من خطوط المواجهة الأمامية مع قوات الحكومة، وتقول ازدهار عن تلك الفترة: "كانت قوات داعش تأتي إلينا وتدخل المنزل، وتفتش هواتفنا شاكّين كوننا عملاء للنظام السوري".

عماد عمر، البالغ من العمر 60 عامًا، وأحد جيران عائلة عبد المحمود، قال: "إن مقاتلي داعش كانوا يجبرون الشباب والأولاد الصغار على حضور المدرسة التي أقاموها، وذلك ليتعلموا كيفية تصنيع السلاح، وكيفية قطع الرؤوس بتدريبهم على قطع رؤوس الدمى".
وتقول الوكالة، كان أحد الرجال الذين حاول التنظيم تجنيدهم رامي أحمد، خيّاط بالغ من العمر 28 عامًا، وعندما رفض تجنيده تم احتجازه وتعريضه لأنواع من التعذيب منها الجلد والصدمات الكهربائية، ويقول رامي عن هذا: "أطلق التنظيم سراحي بعد ذلك، وفررت إلى ضاحية مدينة يلدا القريبة التي كانت تسيطر عليها قوات المعارضة، وعدت إلى المخيم في مايو الماضي، بعد ثلاث سنوات من المغادرة".

صورة رقم 3

العيش بالقرب من الخطوط الأمامية جعل سيدات عائلة عبد المحمود عرضة للقتال، ولكن أيضًا حماهم من الهجمات الجوية التي كانت تستهدف الأجزاء الداخلية من مخيم اليرموك، فمعظم المباني المتواجدة في شارع اللد ما زالت سليمة بسبب عدم استهداف الطائرات الحربية لها خوفًا من استهداف أماكن لتجمع الجيش السوري بالخطأ.

في 19 أبريل، بدأت قوات الحكومة السورية والقوات الموالية لها، حملة كبرى بغرض استعادة السيطرة على المخيم وإنهاء وجود المتطرفين فيه، ووافق المتطرفون على الخروج منه مع عائلاتهم بعد شهر من القتال العنيف، لمناطق يسيطر عليها التنظيم في شرق سوريا.
وتقول حنان في ختام تقرير الوكالة: إن "أكثر اللحظات العاطفية التي تأثرن بها، كانت زيارة أخيهم ياسر لهم، الذي يعيش على بعد عدة أميال في مدينة جرمانا السورية، بعد أن توقف عن رؤيتهن لأكثر من ست سنوات"، وتضيف ازدهار: "لا أعرف كيف مرت هذه السنوات علينا".

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان