تطورات جديدة في قضية "داعية الراقصات التركي": أوكتار يطلب إخلاء سبيله
كتبت- رنا أسامة:
شهدت قضية الداعية التركي الشهير، عدنان أوكتار، تطورًا لافتًا، بعد نفي أوكتار التُهم الموجّهة إليه ومُطالبته بإخلاء سبيله على الفور، خلال إفادته بمحكمة اسطنبول، الخميس، بعد ساعات من إيداع 30 من الموقوفين على ذمة القضية إلى السجن.
وقال أوكتار، المتهم بتأسيس تنظيم إجرامي، إن دخله الشهر لا يتجاوز 3500 ليرة تركية (730 دولار أمريكي)، وإن الذين تقدّموا بشكوى قضائية ضده، يتآمرون ويفترون عليه، حسبما نقلت وسائل إعلام محلية.
وادّعى أوكتار أنه لا يستخدم اسمًا مُستعارًا، وأن ما يروّج عنه بأنه يعمل ضد جهاز الشرطة التركية، "محض افتراء لا أساس له من الصحة". كما رفض التهم الموجهة ضده بخصوص جلب الفتيات الصغيرات إلى منزله واستغلالهن جنسيًا.
وأوضح أوكتار أن اتصالاته الخارجية لا تهدف إلى النيل من الدولة التركية، بل "على العكس تمامًا، هي اتصالات لصالح البلاد"، وفق قوله.
وطالب المحكمة بإخلاء سبيله على الفور، مُدعيًا براءته من كافة التهم الموجّهة إليه، ومؤكدًا أنه يرعى القوانين والدساتير ولا يخرج عن إطار القانون.
وتابع: "أعيش مثل عامة الشعب، والناس يشاهدونني عبر شاشة التلفزيون، والأماكن التي أرتادها معروفة للجميع. لست زعيمًا لتنظيم مشبوه، وأحب أن أتعامل مع الناس الصادقين، وأعرف المجموعة التي تعاديني وهي عبارة عن 25 إلى 30 شخصًا".
وبدأت الجهات المختصة بتسجيل أقوال المتهمين الذين ارتفع عددهم إلى 193 شخصًا، من بينهم 108 فتيات وسيدات، فيما لاتزال التحقيقات جارية مع 146 آخرين، بينهم أوكتار نفسه.
والأربعاء الماضي، أوقف الأمن التركي، عدنان أوكتار، استنادًا إلى مذكرة توقيف أصدرها الادعاء العام، في إطار عملية أمنية شملت 4 ولايات بينها اسطنبول، للقبض عليه و235 من أتباعه، على خلفية تهم مختلفة. وأوقِف أوكتار أثناء محاولته الهرب من منزله في اسطنبول، وضُبِطت لديه كمية من الأسلحة والدروع الفولاذية.
ويواجه أوكتار، المعروف باسم هارون يحيى، وأتباعه من التنظيم الذي يُطلق عليه "القطط الصغيرة"، عدة اتهامات بينها تأسيس تنظيم لارتكاب جرائم، واستغلال الأطفال جنسيًا، والاعتداء الجنسي، واحتجاز الأطفال، والابتزاز، والتجسس السياسي والعسكري.
كما يواجه المذكورون تهمًا أخرى، بينها استغلال المشاعر والمعتقدات الدينية بغرض الاحتيال، وانتهاك حرمة الحياة الخاصة، والتزوير، ومخالفة قوانين مكافحة الإرهاب والتهريب، من خلال تنظيم يحمل اسم "عدنان أوكتار".
حيلة أوكتار لاستمالة الفتيات
كانت صحيفة "يني شفق" التركية نقلت عن مصادر وصفتها بالمُطلعة، قولها إن "الأعضاء الذكور ضمن شبكة أوكتار، كانوا يستأجرون المنازل بالقرب من الفتيات اللواتي يريدون غسل عقولهنّ للانضمام إلى تلك الشبكة، وكانوا يقيمون علاقات وثيقة مع عائلات تلك الفتيات".
وأضافت المصادر أن "أولئك الرجال كانوا يتعرفون إلى الفتيات اللواتي يريدون إيقاعهن في شراكهم، وأنهم كانوا يتابعونهن خطوة بخطوة"، وفق الصحيفة.
وروت إحدى "القطط الصغيرة" كيفية انضمامها إلى شبكة أوكتار، قائلة "أحد أعضاء الشبكة تقرّب مني حينها، استأجر شقة في العمارة التي أسكن بها لنصبح جيرانًا. حاول جرّي لمدة 3 سنوات، وكأنّه كان يحاصرني، فانضممت بمرور الوقت إلى التنظيم".
كما أفادت المتهمة- التي عرّفتها صحيفة "صباح" المحلية بأول حرفين من اسمها "إ.إ"- بأن أعضاء التنظيم كانوا يتتبعون الأشخاص الذين يستهدفونهم، حتى أنه عندما كان أولئك الأشخاص يسافرون لقضاء عُطلة صيفية ، كان أتباع أوكتار يسافرون إلى المنطقة ذاتها ليتعرفوا إليهم ويحاولوا ضمّهم، وفق قولها
ووفق صحيفة "يني شفق"، أقدم أعضاء التنظيم على استئجار الشقق للتقرب إلى الفتيات عبر التعرف أولًا إلى أمهاتهن وإخوتهن وسائر أقاربهنّ للوصول إليهن، كما كانوا يتابعون من فشلوا في ضمه للتنظيم ويحاولون معه مُجددًا على مدار فترة طويلة تصل إلى 4-5 أعوام حتى ينجحوا في ضمهم في النهاية.
استهداف شباب المدارس والجامعات
وفي تصريح سابق لعضوة سابقة بالتنظيم استطاعت الهرب من جماعة أوكتار العام الماضي، بعد استغلالها 10 أعوام، أقرّت سيلان أوزغول بأنهم "يستهدفون الشباب الصغار من العائلات التي لها شأن، وما زالوا في الجامعات والمدارس".
وقالت سيلان، "هذه المنظمة مليئة بالقذارة من الداخل؛ الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 7 إلى 17 عامًا يتعرضون للإيذاء الجنسي. كما تعرضت بعض الفتيات للاغتصاب مرارًا وتكرارًا".
وأوضحت أوزغول، في تصريحات نقلتها صحيفة "حرييت ديلي نيوز" التركية، أن أوكتار وجماعته "يستهدفون الشباب الصغار من العائلات رفيعة الشأن تحت ستار الدين، لذلك نجحوا في خداعي باسم الإسلام بينما كنت لا أزال صغيرة".
وذكرت أنها كانت تبحث عن الدين في البداية وكانت تريد أن تتخصص في هذا الشأن، فاصطدمت بهذه الجماعة التي أقنعتها بالانضمام إليهم بحديثهم المُقنع عن الدين.
وبيّنت أنها تلقّت تهديدات عِدة بالتعرّض لها ولأهلها بالأذى حال انسلخت عن "جماعة أوكتار"، ما دفعها للتراجع عن تقديم شكوى فور هروبها، لافتة إلى أن "معرفتها بخيانة أوكتار لدولته وتواطؤه مع الموساد الإسرائيلي" مثّل الدافع الرئيسي للهروب.
وفي الوقت نفسه، أشارت إلى ما وصفته بـ"الوجه الآخر للقطط"؛ إذ يتجوّلن في الشوارع حاملات الأسلحة ويقمن بعمليات اختطاف للفتيات الصغيرات، إلى جانب جرائم أخرى"، وفق قولها.
فيديو قد يعجبك: