بعد قمة هلسنكي: هل أصبح ترامب "في جيب بوتين"؟
(بي بي سي)
تناولت صحف عربية بصورتيها الورقية والإلكترونية القمة التي جمعت لأول مرة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة الفنلندية هلسنكي الاثنين.
ووصفت صحف أداء ترامب في القمة بأنه كان "ضعيفاً"، بينما سجل بوتين "فوزاً كاسحاً".
ونقلت صحف الانتقادات الأمريكية التي طالت ترامب بسبب تصريحاته في القمة التي ناقضت أقوال سابقة له بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
"فوز كاسح"
ويقول عريب الرنتاوي في الدستور الأردنية: "هيمن الأداء 'المخزي' و 'الضعيف' للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في هلسنكي على التقارير والتغطيات وردود الأفعال التي صاحبت القمة وأعقبتها".
ويضيف: "ثمة إجماع في أوساط المراقبين والمتتبعين على أن القمة 'التاريخية' المنتظرة انتهت بتسجيل فوز كاسح للرئيس الروسي على نظيره الأمريكي. الأول بدا منتشياً بما أنجز، والثاني بدا تبريرياً دفاعياً".
وتحت عنوان "بوتين دمَّر ترامب"، يصف راجح خوري في النهار اللبنانية الرئيس الأمريكي بأنه خرج من القمة مع بوتين "أشبه بحطام سياسي".
وفي الصحيفة ذاتها، تقول موناليزا فريحة: "سيكون صعباً على الأمريكيين مسامحة رئيسهم على ما فعله بهم وببلادهم خلال إطلالته في هلسنكي".
وتضيف أن ترامب "وقف في صف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضد أمريكا وأجهزة استخباراتها، مقوضاً هيبتها".
وتحت عنوان "ترامب في جيب بوتين"، يقول أحمد جميل عزم في الغد الأردنية: "ما حدث في هذه القمة وما أعقبها لن ينسى بسهولة ... وأنّ هناك ممارسة لرئيس أمريكي لا يقدم عليها حتى رئيس دولة في العالم الثالث، من أن ينصِّب نفسه محامياً لرئيس بلد آخر تتهمه أجهزة الأمن في بلد هذا الرئيس (المحامي)، ومن دون أن يوضح حقاً الفائدة المتوخاة من أدائه المتراخي مع موسكو".
ما حققته القمة
وبالنسبة لما حققته القمة، يرى رامي الخليفة العلي في عكاظ السعودية أن القمة "حققت مسألتين حتى قبل أن تبدأ. أولاهما أنها أعادت مرة أخرى روسيا باعتبارها قوة عالمية تناقش القضايا الدولية والتوازنات الاستراتيجية مع الدولة الأقوى على الصعيد العالمي من موقع الند للند".
ويقول: "أما الأخرى فقد أبانت أن التفاهم الروسي-الأمريكي يمكن أن يكون بديلاً عن تفاهمات موسعة تخص قضايا متفجرة، وقد أثبتت هذه التفاهمات عدم جدواها خلال السنوات القليلة الماضية".
ويضيف الكاتب أن "الأهم بالنسبة لنا أنها ناقشت قضايا منطقة الشرق الأوسط وعلى رأسها الملف الإيراني والأزمة السورية".
وفي صحيفة رأي اليوم الإلكترونية اللندنية، يشير رئيس التحرير عبد الباري عطوان إلى "نقطتين خطيرتين" تتعلقان بالأزمة السورية وردتا في المؤتمر الصحفي الذي عقده الزعيمان.
الأولى "العمل بشكل مشترك للحفاظ على أمن إسرائيل، وتفعيل العمل باتفاق فك الاشتباك المتعلق بهضبة الجولان وجرى توقيعه عام 1974".
الثانية "عدم السماح لإيران بالاستفادة من هزيمة الدولة الإسلامية (داعش) واستمرار التنسيق بين القوات الروسية والأمريكية في الأراضي السورية".
ويشير إلى أن عدم تعليق بوتين على النقطة الثانية في المؤتمر الصحفي "قد يثير قلق المسؤولين الإيرانيين، لأنها يمكن أن تفسَّر باتفاق الجانبين الروسي والأمريكي على العمل معا على إنهاء الوجود الإيراني ليس في سوريا فقط، وإنما في العراق أيضاً".
ويتساءل: "هل تمت مقايضة رفع العقوبات الأمريكية عن روسيا والتسليم بضمها لشبه جزيرة القرم مقابل إنهاء، أو احتواء، الوجود الإيراني في سوريا؟".
ويجيب عطوان بأنه "يصعب علينا إعطاء إجابات حاسمة في هذا الصدد، فالمؤتمرات الصحفية للزعماء لا تقول كل شيء، وتنطوي على الكثير من المجاملات ذات الطابع الدبلوماسي".
فيديو قد يعجبك: