تحديات أمام مونديال 2022.. هآرتس: قطر "مملة وليست وجهة سياحية"
كتبت- رنا أسامة:
ما إن اختُتِمت فعاليات مونديال روسيا، حتى كثّفت قطر استعداداتها لاستضافة البطولة التالية لكأس العالم في شتاء 2022، لكن تقول صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن الإمارة الخليجية- التي مُنحِت حق استضافة مونديال 2022 قبل 8 أعوام في عملية اقتراع شابتها مزاعم بالتزوير والفساد- "تواجه تحديّات كبيرة في مراحلها الأخيرة من بناء الملاعب الخاصة بالمونديال".
وذكرت الصحيفة، في تقريرها المنشور عبر موقعها الرقمي، الأربعاء، أن قطر أرسلت أكثر من 100 خبير من مختلف المجالات لمونديال روسيا 2018، لتعلّم كيفية إدارة بطولة كأس العالم - ليس فقط على صعيد الحدث الرياضي في حدّ ذاته- لكن أيضًا لتعلّم كيفية استضافة عشرات الآلاف من المُشجّعين، السُيّاح، ووسائل الإعلام، الذين سيتوافدون لحضور مونديال 2022 في العاصمة القطرية، الدوحة.
دولة صغيرة
لم تحسِم قطر أو الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، مسألة زيادة عدد الفِرق المُشاركة في مونديال 2022 إلى 48 -كما مونديال 2026 في كوريا الشمالية- أو الاكتفاء بـ 32 فريقًا فقط كما كان عام 1998. ومن شأن هذا القرار، وفق هآرتس، أن يُحدّد عدد الزائرين والغُرف الفندقية وطرق الوصول ومرافق البِنية التحتية من الماء والكهرباء، التي تحتاج الدوحة لتوفيرها.
وفي وقت سابق، أعلن جياني إنفانتينو، رئيس الفيفا، أن الاتحاد ما زال يدرس مقترح زيادة عدد الفرق في مونديال 2022 بهدوء مع قطر، خاصة وأن الأمر يمثل إشكالية لأن "قطر دولة صغيرة، وقد أعرب المنظمون القطريون عن قلقهم حيال تنظيم بطولة أكبر"، وفق قوله.
تعكُف قطر الآن على بناء 4 ملاعب، (يقول الفيفا إنها تهدف إلى بناء 9 ملاعب جُدد إجمالًا)، ووفقًا لمُراجعي الاتحاد الدولي لكرة القدم، تجري أعمال البنية التحتية وفق جدول زمني مُحدّد.
ومن المُقرر إقامة المونديال القطري في الفترة بين 21 نوفمبر و18 ديسمبر، بدلًا من الموعد المعتاد للبطولة في الصيف، نظرًا للظروف المناخية القاسية في الدولة الخليجية.
وأشارت هآرتس إلى أن الدوحة، التي خصّصت ميزانية تقترب من 20 مليار دولار لاستعدادات المونديال في البداية، خفّضت ميزانيتها بمقدار النصف تقريبًا العام الماضي. غير أن هذا الأمر لن يُعيق عملية الاستعدادات لأنه، وبحسب مسؤولين قطريين بارزين، وُضِع تقدير مبدئي للميزانية أعلى بكثير من اللازم.
ليست وجهة سياحية
ما يبقى مجهولًا إلى الآن، وفق هآرتس، هو كمّ المُشجّعين المُرجّح حضورهم مونديال 2022، لاسيّما وأن الدوحة تختلف عن موسكو بمقاييس الحجم وأشكال الترفيه المُقدّمة في كليهما. على سبيل المثال، الكحول محظور في قطر باستثناء بعض الفنادق المُصمّمة خصيصًا لهذا الغرض. لا توجد ملاهي ليلية أو حانات، بشكل رسمي على الأقل. كما أن المطاعم الموجودة لن تستوعب آلاف الزائرين المُحتملين.
بخلاف روسيا، بشكل عام، وموسكو وسوتشي، بشكل خاص، تقول هآرتس إن قطر "ليست وجهة سياحية"، أو بشكل أكثر دقة فإنها "مملة على نحو مروّع". أي شخص يُخطط لحضور المونديال القطري لا ينبغي أن يتوقع جولة سياحية جذابة على غِرار مونديال روسيا. علاوة على ذلك ، فإن أي شخص من دبي أو السعودية سيذهب لحضور مونديال 2022 في قطر سيجد نفسه في مأزق سياسي، في ظل المُقاطعة المفروضة منذ عام على الدوحة.
وقطعت دول مصر والسعودية والبحرين والإمارات علاقاتها الدبلوماسية وروابطها التجارية مع قطر، 5 يونيو 2017، مُتهمة إيّاها بدعم وتمويل الإرهاب والتقارب مع إيران. الأمر الذي تواصل الدوحة نفيه وإنكاره بشدة وتزعم أن الدول الأربع تفرض حصارًا ينتهك سيادتها. ومنذ ذلك الحين، قُطِعت الاتصالات البرية والبحرية بشكل شبه تام بين قطر والدول الأربع المُقاطعة.
اقراء أيضا :
"من المساحات الخضراء إلى تبريد الملاعب".. كيف تستعد قطر لمونديال 2022؟
فيديو قد يعجبك: