قمة "الخيانة".. سياسيون أمريكيون يهاجمون اجتماع بوتين وترامب
كتب - محمد عطايا:
انتهت القمة التي وصفت بالتاريخية وجمعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، في العاصمة الفنلندية هلسنكي، وخرجت بعدد من التوصيات أبرزها إحلال السلام في سوريا، والاتفاق حول الحد من انتشار الأسلحة النووية، والضغط على طهران.
قال بوتين، يوم الإثنين، إن موسكو اتفقت مع واشنطن على إعادة الوضع في الجولان المحتلة في سوريا إلى ما كان عليه قبل الحرب الأهلية عام 2011. أما ترامب فأكد أنه لن يتم السماح لإيران باستغلال الانتصار على داعش في سوريا.
تابع العالم القمة التي جمعت الزعيمين، إلا أنه من الواضح كان لها أثرًا كبيرًا في الداخل الأمريكي، نظرًا للرفض الكبير من قبل عدد من السياسين والمسؤولين هناك، لدرجة اعتبار القمة في حد ذاتها "خيانة" للولايات المتحدة.
عضو الكونجرس الأمريكي الجمهوري، ليندسي جراهام، أكد أنه من المخيب للآمال أن يسمع العالم عن تعاون بين واشنطن وموسكو في سوريا، متجاهلين وجود إيران الحليف الأبرز لبشار الأسد.
وكتب جراهام عبر موقع تويتر: "إذا كنت محل ترامب، لتفقدت الكرة للنظر حول احتمالية وجود جهاز تصنت بداخلها، وعدم السماح بدخولها البيت الأبيض".
وكان بوتين، أهدى ترامب كرة كأس العالم التي نظمتها روسيا خلال الشهر الماضي والذي ألقاها بدروه إلى زوجته ميلانيا التي كانت تجلس في الصف الأول المقابل للمنصة
ويشتهر السياسي الجمهوري جراهام، بمواقفه العدائية للرئيس الأمريكي الحالي، وحذر خلال الانتخابات الرئاسية من اختيار ترامب، قائلًا: "إذا اخترنا ترامب سيتم تدميرنا جميعًا".
بينما قال السكرتير الصحفي للرئيس الأسبق، جورج بوش، أري فليشر، إنه كان يؤمن بعدم وجود أي نوع من تورط بوتين في حملة نظيره ترامب الرئاسية، مضيفًا بسخرية: "ولكن عندما اقتنع ترامب بسهولة وسذاجة مزاعم بوتين حول عدم تدخله، يمكن الفهم لماذا لا يزال يأمل الرئيس خيرًا من روسيا".
وقال ترامب، خلال القمة أيضًا أنه لم يعرف الرئيس بوتين أو أي شخص يتواصل معه خلال الانتخابات الأمريكية.
وأشار إلى أن الديمقراطيين هم من صنعوا هذه الأخبار، مشيرًا إلى أن البعض قالوا إن هناك بعض الأكاذيب.
المدير السابق لوكالة المخابرات الأمريكية، جون برينان، أكد أن القمة تعد "خيانة"، فلم تكن تصريحات ترامب أشبه بالـ"المعتوهين"، ولكن وصفه بأن بوتين سيطر بشكل كامل على رئيس الولايات المتحدة.
وهاجم جون برينان، في وقت سابق الرئيس الأمريكي، بعد إشادته بإقالة نائب مدير مكتب التحقيقات الفدرالي "أف بي آي"، أندرو ماكيب.
وكتب برينان في تغريدة: "حين يتضح النطاق الكامل لفسادك وانحطاطك الأخلاقي وفسادك السياسي، ستأخذ مكانك المناسب كديماجوجي منبوذ في مزبلة التاريخ.. يمكنك أن تضحي بأندرو ماكيب، لكنك لن تدمر أمريكا.. أمريكا ستنتصر عليك".
فيما أكد عضو الكونجرس الجمهوري عن ولاية ميتشجان، جاستن اماش، أنه لا يمكن التعليق على شخص يدعي الشعور بالفخر لتحسين العلاقات مع روسيا، ومقابلة بوتين، ويظل يتسائل حول إذا ما كان هناك شيء غير صحيح.
على الجانب الآخر، يرى محللون سياسيون أن القمة لم تكن الأفضل، وأن تصريحات الجانبين أظهرت رغبتهما في تحقيق التعاون بشتى الطرق.
في هذا الصدد، قال المحلل والخبير السياسي الروسي، مارك جاليوتي، إن المؤتمر الصحفي الذي عقب اللقاء، والتصريحات التي انتشرت فيه، مرضية للغاية للكرملين.
وتابع أن بوتين أراد أن يقدم روسيا على أساس أنها القوة والمزود الأفضل بالطاقة للولايات المتحدة الأمريكية، مشيرًا إلى أنه على الجانب الآخر، استغنى ترامب عن مبادئ دولته، وسلم شبه جزيرة القرم لروسيا.
ويشتهر مارتن جاليوتي بانتقاده لسياسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وكان من بين المدعين ببطلان العملية الانتخابية التي أجريت في مارس الماضي.
فيديو قد يعجبك: