أسرة "عيسى" هربت والملاعب أصبحت ساحات للإعدام.. هل يمكن إصلاح الرقة؟
كتبت - هدى الشيمي:
سلطت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الضوء على الدمار الذي تعاني منه مدينة الرقة السورية، والتي كانت في السابق، أهم المدن السورية، حتى أصبحت عاصمة خلافة تنظيم داعش.
وقالت الصحيفة الأمريكية، في تقرير منشور على موقعها الإلكتروني، إن العائلات قررت العودة إلى الرقة، لما واجهوه من صعوبات في المخيمات، ومن بين هذه العائلات عائلة عيسى، التي قررت العودة إلى المدينة التي استمرت في قبضة داعش لأكثر من 3 أعوام.
وذكر عيسى، رب الأسرة، أنه قرر الرحيل وترك كل شيء بعد إصدار داعش حكم بضربهم ضربًا مُبرحًا، لأنهم لعبوا بالأوراق "الكوتشينة".
وبعد دخوله المدينة، أصدر داعش عدة قرارات بمنع التدخين وحلاقة الذقن وقص الشعر أو تصفيفه، ومنع لعب الأوراق أو الدومينو، وفرض على النساء ارتداء النقاب، وحرمهم من الذهاب إلى صالونات التجميل.
تعرض منزل عيسى إلى أضرار بالغة، إلا أن المنزل لم يكن المبنى الوحيد الذي واجه هذه المشكلة، حيث تعرضت المدينة بأكملها إلى أضرار بسبب الغارات الجوية، والمعارك بين مقاتلي داعش وقوات النظام.
تقول نيويورك تايمز إن الأوضاع في الرقة في حالة يُرثى لها، خاصة وأنه لا توجد بناية تقف على حالها، وإذا حالفها الحظ ولم تنهار، فجدرانها تعاني من ثقوب وفتحات واسعة بإمكانك رؤية كل شيء من خلالها.
وحسب تقديرات المنظمات الدولية، فإن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة تسبب في انهيار أكثر من 3000 مبنى، ومقتل مئات المدنيين.
ولفتت الصحيفة إلى انهيار أحد الأسواق الشهيرة في الرقة، والذي كان في السابق أهم المراكز التجارية في المدينة، حتى استولت داعش على الرقة، وقاموا احتفالات وعروضًا عسكرية هناك في عام 2014.
وذكرت الصحيفة أن داعش استخدم الميدان كموقع لتنفيذ عمليات الإعدام. وذبحوا المواطنين في الشوارع، ووضعوا رؤوسهم على أسياخ وتركوها في الطرقات، لكي يعتبر الجميع.
ويقول ياسر حمدي، أحد مواطني الرقة للصحيفة، إنه عاد إلى المدينة لكي يفتح متجره الصغير، إلا أن الأوضاع لا تسر أحد، خاصة وأن حركة البيع والشراء شبه متوقفة.
وتقول نيوريورك تايمز إن كل العائدين إلى الرقة لم يبقَ معهم ما يكفي من المال لكي يعيشوا حياة كريمة.
وحسب نيويورك تايمز، أصبحت مشاهدة الجثث أمرًا طبيعياً في الرقة، فكلما ينقب الأهالي بين الأنقاض يعثرون على جثث بين الحجارة، علاوة على الجثث الموضوعة في أكياس زرقاء في الطرق العامة.
وقبل خروجها من المدينة، تقول الصحيفة إن داعش قررت تدمير ملعب كرة القدم الذي كان يُستخدم كموقع لتنفيذ عمليات الإعدام، وجهز التنظيم قبو الملعب ليصبح معتقل لمن يخونها أو من يخالف أوامرها.
وبعد تحريرها من قبضة النظام، يحكم الرقة الآن المجلس المحلي تحت حماية القوات الكردية التي تدعمها أمريكا، وتقول الصحيفة إن المدينة تحتاج إلى جهود شاق وعمل متواصل لكي تتعافى مما تعرضت له من أضرار جسيمة.
فيديو قد يعجبك: