ترامب والناتو.. انتقادات ومطالب بزيادة الإنفاق الدفاعي
كتبت- هدى الشيمي:
انتهت قمة حلف شمال الأطلسي "الناتو"، الخميس، بعد أن سيطرت عليها التوترات، بسبب اعتراض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على معدّلات الانفاق الدفاعي لدول الحلف، وتلوحيه بالانسحاب منه دون موافقة الكونجرس، لأنه ليس في حاجة إلى ذلك، على حد قوله.
ويرى ترامب أن الحصة التي يقدمها الحلف فيما يتعلق بالانفاق الدفاعي سنويًا أقل مما ينبغي، فطالب حلفائه في الناتو بمضافعة الانفاق العسكري سنويًا من 2 بالمائة إلى 4 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي.
"نفاق الناتو"
وخاطب الرئيس الأمريكي الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ بطريقة شديدة اللهجة، مُتهما الناتو بالنفاق خاصة فيما يتعلق بالعلاقات بين الحلف وروسيا.
اتهم ترامب، في جلسة مُبكرة عُقدت صباح الأربعاء الماضي ضمت ممثلي الولايات المتحدة وحلف الناتو في بروكسل، الحلف بالنفاق.
وقال الرئيس الأمريكي إن حلف الناتو يدعو الولايات المتحدة للدفاع عنها ضد روسيا، رغم أنه يعقد صفقات معها.
وتابع: "إذا من المفترض أن نحميكم من روسيا، وفي الوقت نفسه تدفعون لها مليارات الدولارات، واعتقد أن هذا غير لائق تمامًا".
وقال ترامب إن ألمانيا خاضعة تمامًا لروسيا بسبب صفقات النفط والغاز التي تجمع بين البلدين مُضيفًا: "لقد أصبحت ألمانيا رهينة لروسيا". واعتبر الأمر مُحزنًا.
ونوه الرئيس الأمريكي إلى أن الناتو يحمي روسيا بشكل أساسي، وسأل الأمين العالم للحلف عما إذا كان يجد الموقف الحالي لائقًا أو مناسبًا.
وأضاف مُتسائلا: "من المفترض أن نحميكم من روسيا.. لماذا إذًا تدفعون لهم مليارات الدولارات من أجل الطاقة؟ ولماذا تعتمد العديد من الدول الناتو ألمانيا على وجه التحديد على الطاقة الروسية؟".
ترامب ينتقد الناتو ويتهمه بالنفاق.. شاهد الفيديو
وحسب تقديرات الاتحاد الأوروبي، فإن ألمانيا تستور ما يقرب من 50 إلى 75 بالمئة من الغاز من روسيا.
وردًا على تصريحات ترامب، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن ألمانيا تتخذ قرارتها بشكل مستقل، إلا أنها لم تشير إلى ما قاله الرئيس الأمريكي بشكل واضح وصريح، حسب ما نقلته وكالة رويترز الإخبارية.
ودافعت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير لاين، الأربعاء، عن بلادها، مؤكدة أن ألمانيا ليست أسيرة السياسة الروسية.
وقالت الوزيرة الألمانية إن ألمانيا لديها العديد من المشكلات مع روسيا، على خلفية مزاعم استخدام روسيا أسلحة كيمياوية في بريطانيا، تسببت في مقتل مواطنة بريطانية، وموقفها من شبه جزيرة القرم، ومساندتها للرئيس السوري بشار الأسد خلال الحرب الأهلية في سوريا.
"علاقات متينة"
وبعد انتهاء القمة، توجه ترامب إلى بريطانيا للالتقاء برئيس الوزراء البريطانية تيريزا ماي، والملكة إليزابيث الثانية، وغيرهم من رجال الأعمال والسياسيين البريطانيين، بالتزامن مع قيام احتجاجات شرسة ضده في العاصمة البريطانية لندن، وغيرها من المدن والبلدات البريطانية والاسكتلندية، لتأكيد على أنهم شخص غير مرحب به.
وقال ترامب إن العلاقات الأمريكية البريطانية لا غنى عنها. وأكد في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء البريطانية تيريزا ماي إنه يقر النهج الذي ستتخذه بريطانيا بعد تركها الاتحاد الأوروبي أيا كان، مشيرا إلى أن ذلك يمثل فرصة لبريطانيا والولايات المتحدة.
وأكد الرئيس الأمريكي أن العلاقات الأمريكية البريطانية لم تكن أبدًا بمثل القوة التي هي عليها حاليًا.
فيديو قد يعجبك: