إعلان

كيف أنقذ إمام نيجيري "أعزل" مئات المسيحيين من هجوم مسلحين؟

05:50 م الأحد 01 يوليو 2018

الفارون ظلوا في رعاية الإمام خمسة أيام

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

(بي بي سي)

قرر إمام في نيجيريا إنقاذ حياة مئات المسيحيين اليائسين المرتعبين الذين كانوا يجرون باتجاه قريته يوم السبت الماضي، حتى وإن خاطر بحياته.

وكانت الأسر - كما تروي الحكاية دوشيما أبو من "بي بي سي" - تهرب من قرية مجاورة، تعيش فيها أغلبية مسيحية.

وتقول الأسر إنها تعرضت إلى هجوم في الساعة 15:00، بحسب التوقيت المحلي، من قبل حوالي 300 رجل مسلح تسليحا جيدا، يشتبه بأنهم من رعاة الماشية المسلمين، الذين بدأوا في إطلاق النار عشوائيا، وفي إحراق منازلهم.

وجرى بعض من تمكن من الهرب باتجاه القرية المجاورة التي تقطنها أغلبية مسلمة، حيث يعيش الإمام، ووصلوا إليها بعد نحو ساعة.

وهب رجل الدين المسلم إلى مساعدتهم في الحال، وخبأ حوالي 262 رجلا وامرأة وطفلا في منزله وفي المسجد.

وقال الإمام لـ"بي بي سي"، "أخذت النساء أولا إلى منزلي الخاص لأخبئهن. ثم أخذت الرجال إلى المسجد".

وكانت هذه أحدث موجة عنف تشهدها المنطقة الوسطى في نيجيريا حيث تحدث غالبا اشتباكات بين المزارعين والبدو من رعاة الماشية، بسبب الخلافات على الأرض وحقوق الرعي.

كما أن المنطقة عرضة أيضا للتوتر الديني بين الرعاة الذين ينتمون إلى العرق الفلاني، ومعظمهم مسلمون، والمزارعين الذين ينحدرون من طائفة البيروم، ومعظمهم مسيحيون.

وقتل مئات الأشخاص في عام 2018، ولا يزال العنف المتبادل مستمرا منذ عدة سنوات. وأشار تقرير صدر في عام 2016 إلى أن الصراع الرعوي كان هو السبب في ارتفاع عدد القتلى هذا العام أكثر من هجمات جماعة بوكو حرام.

ولو لم يكن الإمام قد تدخل فربما كان عدد الضحايا قد ارتفع كثيرا، لأن المسلحين اقتحموا القرية ذات الأغلبية المسلمة لملاحقة الفارين من القرية المسيحية المجاورة.

_102279060_9256d2fb-7468-4357-b2dc-2fe487a6e07e

ووصف أحد القرويين المشهد الذي سيطر عليه الاضطراب بقوله: "لقد هاجموا قرية أخرى أولا، حتى نهرب نحن إلى المركز الأمني. ولكنهم أخذوا في إطلاق النار باتجاه المركز الأمني فهربنا جميعا، حتى أفراد الأمن هربوا معنا".

وعندما علم المهاجمون بأن القرويين فروا باتجاه المسجد، طلبوا من الإمام أن يخرج المختبئين بالداخل.

لكن الإمام الأعزل رفض الانصياع لطلبهم، ورفض السماح لهم بدخول المسجد كذلك. ثم أخذ يتضرع إلى الرعاة، الذين كانوا يهددون بإحراق المسجد ومنزله.

ثم خر ساجدا على الأرض أمام المسلحين، وبدأ يبكي ويصرخ هو وبعض المسلمين من قريته، طالبين من المهاجمين مغادرة المكان.

_102279063_9a131e33-03e8-4c4c-8d9c-df8e3141a344

وترك الرعاة - على غير المتوقع - المكان بالفعل، لكنهم أشعلوا النيران في كنيستين قريبتين.

وقال الإمام فيما بعد لـ"بي بي سي" إنه أراد مساعدة الفارين إلى قريته من المسيحيين، لأن المسيحيين في المنطقة قبل 40 عاما سمحوا للمسلمين ببناء المسجد الموجود حاليا في المنطقة.

ومنحوا المسلمين الأرض مجانا، بحسب ما قاله.

وقال مسلم آخر لـ"بي بي سي"، "لم نشهد من قبل حادثًا سيئًا كهجوم السبت الماضي منذ أن بدأنا العيش مع البيروم".

وعبر الناجون عن شعورهم بالامتنان للإمام. وقال زعيم محلي "لم يطلب منا المسلمون مغادرة المسجد منذ أن اختبأنا فيه، حتى وقت أداء الصلاة. وقدموا لنا الطعام، ونحن ممتنون جدًا لهم".

وظل القرويون تحت رعاية الإمام خمسة أيام، ثم انتقلوا بعد ذلك إلى مخيم للنازحين. ويعيش هناك الآن حوالي 2000 شخص، بينما يعيش بعضهم الآخر مع بعض الأقارب أو الأصدقاء.

هذا المحتوى من

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان