لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

نيويورك تايمز: ماذا نتوقع من القمة الأمريكية الروسية في هلسنكي؟

08:16 م الجمعة 29 يونيو 2018

دونالد ترامب و فلاديمير بوتين

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبد الخالق:

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالًا افتتاحيًا اليوم الجمعة، حول القمة المزمع عقدها بين الرئيسين دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي، وقالت في البداية: "من الجيد للرؤساء الأمريكيين أن يلتقوا بخصومهم وذلك لتوضيح الخلافات وحل النزاعات، ولكن عندما يلتقي الرئيسان في فنلندا الشهر المقبل سيكون هذا لقاءً بين أرواحًا تحمل تآلف لبعضها البعض، وهنا تكمن المشكلة".

وتابعت الصحيفة، قد يعتقد البعض أن اللقاء وجهًا لوجه بين ترامب والرئيس الروسي المستبد سيناقش القضايا التي تهم الولايات المتحدة وحلفائها، مثلًا استيلاء بوتين على القرم وهجومه على أوكرانيا، والذي أدى لفرض عقوبات دولية، ولكن المثير للدهشة في الأمر أن ترامب في اجتماع لمجموعة السبع في كيبيك هذا الشهر قال إن القرم روسية لأن الجميع يتحدثون اللغة الروسية فيها.

وتابعت الصحيفة، عندما يلتقي بوتين وترامب، نأمل أن يخبر رئيس الولايات المتحدة بوتين، أنه يواجه جبهة موحدة مكونة من ترامب وزملائه في حلف الناتو، الذين سيلتقي معهم قبل قمة هلسنكي بأيام، وذكر موقع Axio خلال اجتماعات مجموعة السبع في كيبيك، أن ترامب قال إن حلف الناتو سيء مثل اتفاقية نافتا (اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية)، وهي التي يهدد ترامب بالانسحاب منها.

من المؤكد أن الرئيس سيذكر أنه حتى الأشخاص الذين عينهم لإدارة أجهزة الاستخبارات الأمريكية، يؤمنون بشكل كبير أن بوتين تدخل في انتخابات عام 2016 ليصبح ترامب رئيسًا، وأن بوتين يستمر في تقويض الديمقراطية الأمريكية، ولكن في صباح يوم الخميس، كتب ترامب على تويتر: "روسيا لا تزال تقول إن لا علاقة لها بالتدخل في انتخاباتنا".

وتقول الصحيفة: "من المتوقع أن يهنئ ترامب الرئيس الروسي على فوزه بفترة رئاسية أخرى في الانتخابات المشينة التي جرت في مارس الماضي، على الرغم من أن مستشاريه حذروه من ألا يفعل ذلك، وطالب ترامب أيضًا بعودة روسيا إلى مجموعة السبع مرة أخرى، بعد طردها منها لغزوها أوكرانيا".

القمم الرئاسية كانت في السابق يتم التحضير لها بعناية، ويحضرها مسؤولون كبار ومستشارين، ولكن خلال عشاء لمجموعة العشرين في يوليو الماضي، اتجه ترامب إلى بوتين وتحدث إليه بمفردهم دون وجود أي مسؤول أمريكي آخر.

من الواضح أن ترامب ليس رئيسًا تقليديًا، ولكنه رئيس لديه النية على تقويض المؤسسات التي تدعم الديمقراطية والسلام، وطبقًا لما ذكرته مجلة "ذا أتلانتك" على لسان مسؤول بارز لم تسمه: "يعتقد ترامب أن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تكون جزءًا من أي تحالف على الإطلاق، وأن عدم الاستقرار يخلق دائمًا مزايا للولايات المتحدة".

التوترات التي يخلقها ترامب مع الحلفاء الأمريكيين ينبغي أن تُسعد بوتين، الذي يهدف لتمزيق التحالف الغربي من الداخل، والتأكيد على التأثير الروسي في الأماكن التي كان يلعب فيها الأمريكيون والأوروبيون دورًا كبيرًا من قبل مثل الشرق الأوسط، ودول البلقان.

ويعتمد الرئيس ترامب على مستشاريه بشكل أقل من ذي قبل الآن، لأنه - طبقًا لمسؤول بارز في الكونجرس - قد تمكن من الرئاسة بشكل كبير، وتقول الصحيفة: "هذه فكرة كارثية نظرًا لعدم قدرته على إظهار أي تقدم في أي قضية أمنية كبرى حتى الآن، فعلى الرغم من لقائه مع كيم جونج أون والتعهد بنزع الأسلحة النووية، إلأ أن صور الأقمار الصناعية أظهرت أن كوريا الشمالية تُطور من مؤسساتها النووية.

وعلى الرغم من أن البيت الأبيض لم يعلن عن جدول أعمال للقمة بين الرئيسين ترامب وبوتين، إلا أن هناك الكثير من الأشياء يجب مناقشتها بدءًا بالهجمات الروسية السيرانية في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وعلى الرغم من ذلك يقترح ترامب أن بوتين من الممكن أن يساعد في حماية الولايات المتحدة من الهجمات الإلكترونية، ومن الممكن أن يوافق ترامب أيضًا على رفع العقوبات المفروضة ضد موسكو بعدما قامت الأخيرة بغزو أوكرانيا، وهذا سيجعل حلفاء الولايات المتحدة محبطين للغاية، بسبب مشاركتهم في فرض العقوبات على روسيا، وتساءلت الصحيفة: "ماذا قد يمنع بوتين بعد ذلك من بدء الحروب والاستيلاء على أراضي الدول المجاورة؟".

سوريا أيضًا أحد الموضوعات الشائكة بين موسكو وواشنطن، فترامب أعلن رغبته في سحب القوات الأمريكية من سوريا، وهي الحركة التي ستترك الدولة في أيدي الرئيس بشار الأسد وحلفائه الاثنين، روسيا وإيران، وروسيا خاصة تحاول الاستفادة من أي فرصة تسنح لها على أرض المعركة، وأيضًا في صياغة تسوية سياسية يمكن أن تنهي القتال، ومن المفترض أن يتم طرد قوات المعارضة بعد ذلك.

وتساءلت الصحيفة: "كيف يمكن تحقيق أكبر قدر من التقدم من هذه القمة إذًا؟" قد يجد ترامب وبوتين أنه من الأسهل التعاون في منع سباق تسلح نووي جديد من خلال تمديد معاهدة البداية الجديدة، وهي المعاهدة التي تحد من الأسلحة النووية الاستراتيجية وتنتهي في 2021.

من ضمن الأولويات الأخرى للقاء ترامب وبوتين، إعادة روسيا مرة أخرى للامتثال لمعاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى، والتي قضت على كل الأسلحة الأمريكية والروسية التي يتراوح مداها بين 500 إلى 5500 كيلومتر، حتى قامت روسيا بتجربة ونشر صاروخ من الصواريخ الممنوعة.

واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول: "مستشارو ترامب الأمنيين، وكذلك مجلس النواب الذي يديره الجمهوريون، أكثر قدرة ووعيًا بالخطر الذي قد تسببه روسيا من الرئيس نفسه، وعليهم مسؤولية كبرى تتمثل في محاولة إقناع ترامب أن أمن الولايات المتحدة في خطر عند لقائه ببوتين، وأنه يجب عليه الاستعداد جيدًا للقمة".

فيديو قد يعجبك: