لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الجيش الليبي يحرر "الهلال النفطي" من قبضة مليشيات جضران- تقرير

07:23 م الجمعة 22 يونيو 2018

الجيش الليبي يحرر "الهلال النفطي" من قبضة مليشيات

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبد الخالق:
قال الجيش الوطني الليبي، الذي يقوده المشير خليفة حفتر، إنه استعاد السيطرة على منطقة الهلال النفطي الاستراتيجية من مجموعة مسلحة يقودها إبراهيم الجضران الذي باغت المنطقة بهجوم قبل أسبوع.

وأضاف العميد أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش في بيان يوم الخميس، إن القوات قطعت مسافة أكثر من 30 كيلو متر بها 3 منشآت مهمة هي مجمع رأس لانوف الصناعي وميناء الهروج النفطي ومدينة راس لانوف السكنية والإدارية وميناء السدرة النفطي، أكبر ميناء نفطي في ليبيا.

يقع الهلال النفطي (حوض نفطي) على سواحل البحر المتوسط من أجدابيا شرقا إلى السدرة غربا، ويضم منشآت نفطية هي ازويتينة والبريقة ورأس لانوف والسدرة والهروج.

والمنطقة بها أهم المنشآت النفطية في ليبيا؛ إذ تضم موانئ لتصدير النفط الخام للخارج ومصانع لإنتاج النفط والغاز. ويمتد طولها 250 كيلومترا إلى الشرق، وبها ما يعرف بـ "حوض سرت"، ويحتوي على نحو 80 في المئة من احتياطي النفط الليبي.

صورة-رقم-1

وتم إغلاق هذه المنشآت النفطية، المتمثلة في الحقول والموانئ، عدة مرات عن عمد خلال السنوات السبع الماضية بعد الانفاضة الليبية التي أطاحت وقتلت العقيد معمر القذافي في أغسطس 2011، وتعرض بعضها للتخريب والتدمير، جراء النزاع المسلح بين أطراف محلية لاستغلالها، وللحصول على مكاسب مالي.

وكانت ليبيا تنتج حوالي 1.6 مليون برميل سنويًا قبل 2011.

في يناير 2013، سيطرت ميليشيات تعرف باسم "حرس المنشآت النفطية" بقيادة إبراهيم الجضران على الحوض النفطي، ووقعت معارك كر وفر بين عدة أطراف في تلك المنطقة في الفترة بين عامي 2013 و2016.

في سبتمبر 2016، حرر الجيش الليبي الهلال النفطي من ميليشيات "حرس المنشآت النفطية"، ثم عادت معارك واشتباكات لتندلع بين الجيش وميليشيات في محيط المنطقة في الفترة ما بين 2016 و2018، حتى وقعت المعركة الكبرى أمس واستطاع الجيش الليبي تأمين منطقة الهلال النفطي والموانئ التابعة لها.

وبحسب موقع "أصوات مغاربية"، بدأ الإغلاق المتكرر المتعمد لموانئ تصدير النفط منذ سيطرة القائد السابق في حرس المنشآت النفطية، إبراهيم جضران، على الهلال النفطي، مما تسبب في خسائر ضخمة تقدر بالمليارات.

وأكدت المؤسسة الليبية للنفط، أن إغلاق منشآت النفط، والنزاع المسلح المستمر حول بعض الحقول والموانئ كلف ليبيا أكثر من 130 مليار دولار منذ أواخر عام 2013.

- من هو إبراهيم الجضران:

إبراهيم الجضران يقود قوات ينتمي معظمها إلى قبيلة المغاربة، والتي كانت سيطرت على موانئ النفط لسنوات طويلة، وأوقفت عمليات التصدير ما تسبب في خسائر مادية فادحة للخزانة الليبية.

ويصفه أنصاره بأنه أحد القادة المطالبين باستقلال إقليم برقة، تحت شعار يدعو إلى العدالة في توزيع عائدات النفط، والتخلص من الإدارة المركزية للدولة في طرابلس، وتحقيق أكبر قدر من الاستقلالية في إدارة المنطقة.

صورة-رقم-2

وكان تم إيقاف هذا المشروع، في سبتمبر عام 2016، حين تقدمت قوات تابعة للجيش الليبي من المناطق الشرقية وسيطرت على جميع موانئ الهلال النفطي، لتسلمها بعد ذلك إلى المؤسسة الوطنية للنفط المتمركزة في طرابلس للإشراف عليها وإدارتها.

وكان إبراهيم جضران حليفا لحفتر، حيث اتحد الطرفان لرد "قوات عملية فجر ليبيا"، التي أعلنها المؤتمر الوطني العام في أواخر عام 2014، لتحرير الموانئ النفطية من مليشيات جضران.

لكن العلاقة توترت بين حفتر وجضران منذ إعلان الأخير عدم تلقيه دعما من حفتر لمواجهة تنظيم داعش، الذي هاجم الموانئ والحقول النفطية متخذا من سرت نقطة لهجماته المتتالية.

وطردت قوات الجيش الليبي في سبتمبر 2016 مليشيات جضران إلى خارج مناطق الهلال النفطي بعد اشتباكات مسلحة، لكن جضران توعد بالعودة من جديد إلى هذه المنشآت.

وشنت مليشيات جضران بالتحالف مع جماعات إسلامية مسلحة، في أوقات مختلفة العام الماضي وهذا العام، هجمات متكررة باءت بالفشل في محاولة لاستعادة موانئ النفط.

وفي هجوم مفاجئ في مارس عام 2017، تمكنت قوات ما يسمى بـ"سرايا الدفاع عن بنغازي" من السيطرة لفترة قصيرة على قسم من الموانئ النفطية، إلا أن وحدات الجيش تقدمت مجددا وسيطرت على كامل المنطقة في وقت قصير.

وفي الهجوم الأخير، أعلن الجضران تبعيته لحكومة الوفاق الوطني التي وصفها بأنها الجهة الشرعية والمعترف بها دوليا، إلا أن فايز السراج رئيس الحكومة تنصل من هذا الهجوم ونفى في بيان تبعية تلك القوات إلى حكومته، ورأى "أن الهجوم من شأنه تهديد الأمن والاستقرار وإشعال نار الفتنة".

الجيش الليبي كان أعلن أن قوات تابعة لسرايا الدفاع عن بنغازي، المتحالفة مع "مليشيات الجضران" ومع قوات تابعة للمعارضة التشادية، هي من نفذت الهجوم على منطقة الهلال النفطي.

وأعلن الجضران بدوره أن قوات من حرس المنشآت النفطية وقبائل التبو ومن أبناء قبيلته المغاربة في طريقها لـ"تحرير" الهلال النفطي، في معركة هدفها "رفع الظلم عن سكان المنطقة".

فجر الخميس أصدر القائد العام للجيش الوطني الليبي، المشير خلفية حفتر، تعليماته للقوات بالتقدم نحو المرافق النفطية لتحريرها من قبضة الجماعات الإرهابية المسلحة التي يقودها إبراهيم الجضران.

صورة-رقم-3

في البداية، تمكنت وحدات الجيش من بسط سيطرتها على بوابة راس لانوف الشرقية، واقتربت من مطار راس لانوف، واستهدف سلاح الجو بعد ذلك، عبر ضربات جوية دقيقة، 4 محاور بالقرب من البريقة.

بعد ذلك أعلن المتحدث باسم الجيش الليبي العميد أحمد المسماري، أن القوات المسلحة نجحت في السيطرة على ميناء السدرة ومنطقة رأس لانوف بالكامل.

وأوضح المسماري في منشور على صفحته بموقع "فيسبوك"، أنه تم تثبيت السيطرة على منطقة الهلال النفطي بالكامل، ليعلن بذلك انتهاء سيطرة الميليشيات المسلحة على المنطقة الاستراتيجية والغنية بالنفط.

- ما بعد السيطرة على الهلال النفطي:

في تصريح خاص لوكالة الأنباء الألمانية "د ب أ"، قال محمد الوداني من مديرية أمن "راس لانوف" الليبية: "إن هدوءا يسود منطقة الهلال النفطي صباح اليوم، بعد يوم من الاشتباكات العنيفة بين الجيش الليبي، وقوات الجضران التي كانت تتمركز بمنطقة الهلال النفطي قبل انسحابها منه مساء أمس".

وأوضحت الوكالة أن شهود عيان من المنطقة صرحوا بأنه بدأت صباح الجمعة عودة بعض المدنيين الذين نزحوا نتيجة الاشتباكات في المنطقة مع عودة الحياة تدريجيًا، وسط مخاوف من عودة المجموعات المسلحة إلى المنطقة.

وأعلن العميد المسماري، في مؤتمر صحفي آخر الجمعة، أنه من المحتمل أن يتوجه الإرهابيون الذين كانوا يسيطرون على منطقتي الهلال النفطي ودرنة الليبيتين إلى الجنوب أو بعض الدول المجاورة، مستغلين الفراغ الأمني، مضيفًا أنهم "قد يلجأون أيضًا إلى دول مثل الجزائر أو موريتانيا".

صورة-رقم-4

وأشار المسماري، إلى أن الهجوم الأخير هو الخامس على المنطقة، موضحًا أنه اختلف قليلا عن المرات السابقة من ناحية محاولة اجتذاب هذه الجماعات للأهالي، وهو الأمر الذي فشل فشلا ذريعا.

وكان قُتل نتيجة الاشتباكات في منطقة "الهلال النفطي" 16 جنديًا من الجيش، وتم أسر 23 من قوات إبراهيم الجضران ومقتل عدد منهم واستعادة دخائر وآليات تركتها هذه الجماعات خلفها، بحسب ما صرح به الناطق العسكري العميد أحمد المسماري في موتمر صحفي مساء أمس الخميس.

فيديو قد يعجبك: