"الدوحة قِبلة الصهاينة".. تقرير أمريكي يكشف علاقة قطر باللوبي الصهيوني
كتبت- رنا أسامة:
كشفت مجلة تقصّي الحقائق الأمريكية "مازر جونز"، النِقاب عن علاقة وثيقة بين قطر وجماعات الضغط الصهيونية، إلى حدّ تبرّعها للجنود الإسرائيليين، في إطار حملتها لكسب الولاءات في واشنطن بأي ثمن، في تناقض صارخ لسياسات الدوحة المُعلنة المُناهضة للكيان الصهيوني.
وبحسب وثيقة إقرار مالي قدّمها صهيوني سوري يعمل لصالح قطر، يُدعى جوزيف اللحّام، لوزارة العدل الأمريكية، دفع اللحّام 50 ألف دولار أمريكي في 23 نوفمبر 2017 لشركة يُديرها مايك هاكابي، الحاكم السابق لولاية اركانساس، والد المتحدة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز.
وذكرت الوثيقة، التي اطّلعت عليها المجلة، أن هاكابي تلقّى أموالًا صهيونية كـ"أتعاب"، مقابل زيارته للدوحة في يناير الماضي ونشر تغريدة إيجابية عنها على حسابه عبر تويتر. وبيّنت أن الـ50 ألف دولار جزء من مبلغ 1.45 مليون دولار دفعته قطر للحّام نظير شراء جماعات ضغط صهيونية وقيادات أمريكية موالية لإسرائيل، في محاولاتها لفك أزمتها مع الدول الأربع المُقاطعة.
ووفقا للوثيقة، تحوّلت العاصمة القطرية إلى ما وصفته المجلة بـ"قِبلة الصهاينة"؛ فبالتزامن مع زيارة هاكابي، استقبلت الدوحة ما لا يقل عن 20 من رموز الصهيونية، على رأسهم آلان ديرشوفيتز، المحامي الأمريكي الشهير الذي أصبح مُقربًا من الرئيس دونالد ترامب، ومورت كلاين، الرئيس السابق للمنظمة الصهيونية الأمريكية.
وأظهرت الوثيقة أن تلك الزيارات نظّمها اللحّام إلى جانب نيك موزين، الذي عمل في السابق مستشارًا للسيناتور الجمهوري اليهودي تيد كروز، فضلًا عن تصنيفه كأبرز صقور اليمين الأمريكي المتطرف في صفوف الحزب الجمهوري.
وقال ديرشوفيتز للمجلة الأمريكية إن "هذه الزيارات ضمّت مرافقين بجانب الأمير تميم بن حمد آل ثاني ومسؤولين قطريين آخرين". وأضاف "القطريون كانوا يريدون تفسير موقفهم. يعيشون في بلد صغير بين السعودية من جانب، قوة إقليمية، وإيران من جانب آخر. وعليهم النضال للبقاء".
ووفق إقرار اللحّام، دفع تبرعًا بقيمة 100 ألف دولار أمريكي لمنظمة صهيونة متشددة تدعى Our Soldiers Speak، أو "جنودنا يتحدثون"، ومقرها نيويورك، وتُعنى بتنظيم رحلات لضباط الجيش الإسرائيلي والشرطة الإسرائيلية الذين يقدمون محاضرات في دول أجنبية.
وفي فبراير الماضي، كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية المطالب التي قدّمتها المنظمة الصهيونية الأمريكية، للدوحة لتحظي بدعم اللوبي الصهيوني في واشنطن.
من بين هذه المطالب، وفق هآرتس، الحصول على تأكيدات من أمير قطر بتغيير موقف بلاده حيال القضايا التي تمس إسرائيل، وأبرزها التوقف عن دعم الإرهاب وتوفير الملاذ والتمويل للإرهابيين.
وركزت القائمة بشكل خاص علي ما يخص إسرائيل واليهود، ومنها بند يطالب قطر بأن "تعارض طموحات إيران النووية وأن تتوقف عن الدعاية لحق إيران في امتلاك أسلحة نووية". فضلًا عن التوقف عن دعم وتمويل المراكز المعادية لإسرائيل أو التي تضر بصورتها.
وكذلك دعت المطالب قطر بالتوقف عن "الادعاء" بأن الضفة الغربية محتلة، أو أن هناك ما يسمى "القدس الشرقية"، أو أن إسرائيل تمارس تطهيرا عرقيا بحق الفلسطينيين، وأن إسرائيل توسع مستوطنات الضفة الغربية على حساب أراضي الفلسطينيين.
كما اشترطت المطالب الصهيونية أن تغير قطر مناهج التعليم والكتب المدرسية والخرائط التعليمية، بما لا يتضمن أي مواد تعتبر معادية للسامية، وأن تتوقف قطر عن تخريب علاقات إسرائيل مع بعض الدول العربية، وفق هآرتس.
يأتي ذلك في ظل الأزمة الخليجية التي اندلعت منذ 5 يونيو الماضي، بعد أن قطعت دول مصر والسعودية والإمارات والبحرين علاقاتها الدبلوماسية وروابطها التجارية مع قطر، متهمة إيّاها بدعم وتمويل الإرهاب. الأمر الذي تواصل الدوحة نفيه وإنكاره بشدة وتتهم الدول الأربع بفرض حصار ينتهك سيادتها.
فيديو قد يعجبك: