هل يخضع الأسد لدعوات خروج إيران من سوريا؟
(بي بي سي):
ناقشت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية موقف الرئيس السوري بشار الأسد من الوجود الإيراني العسكري في سوريا.
والأسد الذي أكد في حديث للتليفزيون الروسي قبل أيام أن الحضور الإيراني لا يتعدى وجود ضباط يساعدون الجيش السوري الذي يواجه ضغوطاً من روسيا وإسرائيل والولايات المتحدة لإخراج القوات الإيرانية من سوريا.
قال صادق ناشر في صحيفة الخليج الإمارتية إن "إقرار رئيس النظام السوري بشار الأسد بوجود ضباط إيرانيين يقاتلون في سوريا لم يحمل جديداً، فالكل يعلم أن إيران حاضرة ليس فقط بضباطها، بل بجنودها واستخباراتها وأموالها، والدليل على ذلك ما أعلنت عنه طهران من أنها خسرت ما يزيد على 2000 من عناصر الحرس الثوري في المعارك الدائرة بالأراضي السورية".
وأضاف "يدرك الأسد أن إيران توطد نفوذها أكثر وأكثر في سوريا، وحتى لو أراد إخراجها فلن يكون ذلك ممكناً، وقد رأينا ردة الفعل الإيرانية العنيفة من الدعوة التي صدرت عن روسيا القاضية بانسحاب كافة القوات الأجنبية من سوريا، إذا كان ذلك يساعد على وضع حد للحرب الدائرة في هذه البلاد منذ ثماني سنوات".
وانتقد علي نون في المستقبل اللبنانية تصريحات الأسد بأن القتلى في سوريا من السوريين فحسب، معتبراً أن الرئيس السوري "تردّى إلى الدرك.. ولم يعد يميّز حتى بين أنواع الكذب الذي يستمرئه.. بحيث أنه لم ينتبه مثلاً إلى أن الإيرانيين أنفسهم تحدثوا عن خسائر مباشرة في قصف مطار 'تي- فور'! وأن الأمر كان مناسبة لانطلاق أحاديث كثيرة وتحليلات وتوقّعات أكثر، عن معنى الاصطدام 'المباشر' الأول المعلن من نوعه بين الإسرائيليين والإيرانيين".
هل تدق إسرائيل إسفينا بين روسيا وإيران؟
"التضحية بالحليف"
وفي صحيفة العربي الجديد، رأى نضال محمد وتد أن "تصريحات الأسد... جاءت كتمهيد لتبرير خضوع النظام للشروط الإسرائيلية لبقائه في الحكم، وإعادة نشر قواته في الجنوب وعند مثلث الحدود الأردنية الإسرائيلية السورية المطلة على الجولان السوري المحتل، بما يمكّنه لاحقاً من تفادي حرج 'التضحية بالحليف الإيراني' وإخراجه من سوريا".
وأضاف الكاتب أن " إيران أدت ما تم إحضارها لأجله، وهي اليوم أمام ضغوط داخلية وخارجية للرحيل، فالضغوط الإسرائيلية والأمريكية تعمل لإخراجها من سوريا، ولن تستطيع إيران أن تحارب اسرائيل لا في سوريا ولا في غيرها، والاشتباكات السابقة بينهما دليل على عجز إيران وحزب الله اللبناني عن خوض معركة عسكرية حقيقية مع اسرائيل".
وبالمثل، أشار حازم صاغية في الحياة اللندنية إلى أنه "في سوريا، توفرت لإيران الساحة الأعرض، وإن لم تكن الوحيدة، لممارسة النفوذ الذي بلغ حداً احتلالياً. لكنّ وصول هذا النفوذ إلى الحدود السوريّة - الإسرائيليّة شرع يهدّد دورها المستجدّ، ويعيد الاعتبار لبعض عناصر اللعبة كما كانت تُلعب إبّان الحرب الباردة".
وتنبأ صاغية بأن إيران "ستُمعن وحدها في اللطم. إنّها لن تستطيع الوقوف في وجه إجماع دوليّ - إقليميّ بهذه الضخامة، لكنّها بالطبع لن تكون سعيدة بنتيجة تلغي كلّ ما بذلته هي وأتباعها، من دون أيّ تعويض مُعتَبَر. إنّها لن تستطيع أن تُقنع شعبها الذي يكتوي أصلاً بأزمته الاقتصاديّة. علاقات الأجنحة الحاكمة في طهران قد لا تصمد أمام تحوّل كهذا".
وفي سياق متصل، انتقد أحمد بودستور في صحيفة الوطن الكويتية الموقف الإيراني، وأضاف: "لاشك أن العناد والمكابرة اللذين يتميز بهما الداعم الرسمي للإرهاب العالمي وكذلك أبرز أذنابه وذراعه العسكري حزب الله ورفضهما الانسحاب من الأراضي السورية وخاصة التي تقع جنوب الكيان الصهيوني هو نوع من الجنون لأن هذا النظام القمعي يتحدى ببساطة الدول الكبرى وهي الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك روسيا وإسرائيل".
فيديو قد يعجبك: