بعد 31 عاماً .. "مشاجرة" تفك لغز مقتل طفلة عمرها 5 سنوات فى 1987 بفرنسا
وكالات
وجدت الشرطة الفرنسية جثتها في حفرة بجانب الطريق قرب بلدة "سويفر" في مقاطعة "لوار اي شير" بوسط شمال البلاد، قبل 31 عاماً تقريباً، وظلت الجريمة غامضة ولم تستطيع جهات التحقيق الكشف عن ملابساتها.
بدت القصة حينما عثرت الشرطة علي جثة لطفلة في سن الخامسة من عمرها، في حفرة بجانب الطريق، في عام 1987، حسبما نقلت "العربية نت".
وظهرت علي جثة الطفلة علامات عض أسنان بشرية، رجح الطب الشرعي أنها تعود لامراة، إضافة إلي آثار حروق وكي.
وفشلت التحقيقات علي مدار 31 عاماً في كشف لغز الجريمة، او معرفة هوية القاتل، وتم دفن الطفلة دون حتي معرفة اسمها.
وأعلن فردريك شوفاليي مدّعي عام الجمهورية في مدينة "بلوا"، عن مفاجأة أعادت فتح القضية مرة أخري قبل عامين فقط، وكان أول طرف الخيط الذي قاد جهات التحقيق لفك طلاسم القضية المجهولة، هو شجار وقع بين شابينن بعدما فرض فردريك عليهما إجراء تحليل الحمض النووي "DNA".
وكشف التحليل أن أحد الشابين هو شقيق الطفلة التي تم العثور عليها قبل 31 عاماً، ويتضح أن اسمها "إيناس تولوب"، ما أدي إلي معرفة والديها وأسرتها المغربية، لكن تفاصيل القضية كشفت عن الجريمة الأغرب.
انفصل والدي إيناس اللذين يعيشان في فرنسا قبل ثماني سنوات من الآن تقريبا، وكان الجيران يصفانهما بأنهما عائلة غامضة وقليلة الكلام عن ماضيها، ودائما ما قالا للجيران أن إبنتيهما إيناس تعيش في المغرب، لكن الزوج أفاد امام جهات التحقيق أنه عاش جحيمة مع امراة عنيفة.
وتابع: حينما وصل منزله في مساء العاشر من أغسطس عام 1987 وجد ابنته ايناس جثة هامدة، وزعمت زوجته ان الوفاة بسبب سقوطها من أعلي الدرج، بينما الأب لم يتجرأ علي الوشاية بزوجته، ولم يبلغ السلطات عن الجريمة.
وغادرت الأسرة عقب الجريمة إلي المغرب لقضاء عطلة الصيف مع ابنتيهما، ومن المرجح أنهما من رميا الطفلة بجانب الطريق قبل المغادرة، لكن امام جهات التحقيق نفيا ذلك، ونفيا انهما يذكران ان لهما شقيقة صغري تدعي إيناس من الأساس.
أما الوالدة حليمة والتي قال عنها الجيران أنها منطوية وغير مستقيمة وتتهرب من الظهور أمام الناس، فكانت تدعي أن زوجها سافر إلي المغرب للعلاج، بينما يصف زبائن المطعم الذي يمتلك الزوج بأنه "رجل طيب لكنه الآن متعب ومريض" والتحق به أولاده الستة في "بوتو" تاركين الأم تعيش وحيدة في شمال فرنسا.
وأصرت الوالدة في بداية التحقيق علي راويتها القديمة، بأن ايناس تعيش في المغرب، قبل أن تتراجع وتلقي بالتهمة علي زوجها، مؤكدة أنه كان يضربها ويضرب الأولاد، عكس الصورة المعروفة عنها.
أما إدارة المدرسة التي سُجّلت فيها الطفلة في منتصف الثمانينيات، إثر وصول العائلة من المغرب ،حيث وُلدت، فأكدت أنها لم تحضُر يوماً إلى المدرسة ويُرجّح أن تسجيلها كان فقط لزيادة حجم المساعدات الاجتماعية التي تستلمها العائلة من الدولة والتي تزيد بحسب عدد الأولاد.
وذكرت "العربية نت" أن التحقيق في مقتل ايناس ربما يكون الأطول في تاريخ فرنسا، حيث زار المحققون خلال 31 عاماً الكثير من العيادات الطبية والمدارس، مضيفة ان الكولونيل "مارك تارلي" مساعد قائد الشرطة القضائية في مدينة "اورليون" كان فخوراً بنتائج "هذا التحقيق العابر للأجيال" كما سمّاه، و اعتبر أن الوصول إلى نتائج واجباً أخلاقياً.
وعبر "كليبير كوزان" العمدة السابق لبلدة "سويفر" حيث دُفنت إيناس عن ارتياحه لمعرفة القاتل، حيث كانت طفلة مجهولة وُكتب علي قبرها "هنا يرقد ملاك".
وقررت الشرطة وضع الوالدين قيد التحقيق، ويُفترض أن تُوجّه إليهما اتهامات بالقتل وإخفاء جثة وممارسة العنف المتكرّر ضد طفلة.
فيديو قد يعجبك: