لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

كاوتشوك ومرايا وطائرة ورقية.. سلاح الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال

04:28 م الجمعة 04 مايو 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - إيمان محمود:

لسنوات طويلة كادت الحجارة أن تكون السلاح الوحيد بأيدي شعب فلسطين لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي الذي طرده من أرضه. ظل الفلسطينيون يبدعون في أساليب مقاومة قوات الاحتلال بأقل المتاح. عام وراء عام وانتفاضة وراء انتفاضة كانت تظهر أدوات جديدة بيد الفلسطينيين يصدوا بها عدوان الاحتلال.

اليوم في مسيرات "العودة الكبرى" حضرت إطارات السيارات "الكاوتشوك"، والمرايا والطائرة الورقية في مواجهة قوات الاحتلال عند السياج الفاصل بين قطاع غزة المحاصر وبقية الأرض المحتلة.

شباب وأطفال وكبار سن، خرجوا بالتزامن مع يوم الأرض الفلسطيني في 30 مارس المنصرم، في مسيرات العودة التي تدخل اليوم أسبوعها السادس، والمقرر أن تستمر حتى ذكرى النكبة الموافق 15 مايو الجاري، إذ يحاول المتظاهرون بأقل الموارد المتاحة التصدي لاحتلال هجّرهم وسلب أراضيهم منذ عام 1948.

وتعمل قوات الاحتلال على مدار أكثر من شهر، على قمع المحتجين السلميين، إذ قتلت خلال المسيرات في قطاع غزة 45 شهيدًا وأصيب 6793 آخرين، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

قسم المتظاهرون أنفسهم خلال المسيرات. فهناك وحدة حماية المتظاهرين ومنها انبثقت وحدة الكاوتشوك ووحدة التعامل مع الغاز، ووحدة المسعفين، ووحدة الطائرات الورقية، ومؤخرًا وحدة الشبح ومهمتها التواجد على الخط الأمامي ووضع الكاوتشوك في منطقة متفقة عليها، ووضع سواتر رميلة أملا في حجب الرؤية عن القناصين الإسرائيليين.

طائرات ورقية

1

ابتدع المتظاهرون على حدود قطاع غزة، سلاح الطائرة الورقية، فاستُخدمت في حمل رسائل ومناشير تحذيرية لجيش الاحتلال، كما استُخدمت في التقاط صور من الأراضي المحتلة عن طريق تثبيت "تليفون محمول" في الطائرة، بالإضافة إلى الطائرات الحارقة التي تحمل مواد حارقة وتشعل الحرائق في الأراضي المحتلة.

في البداية صنع المتظاهرون الطائرات بألوان علم فلسطين، كما كُتب عليها أسماء القرى والبلدات المهجرة، ورغم سلميتها تعرض حاملوها لإطلاق نار من قبل جنود الاحتلال، قبل أن يتم تطويرها لتحمل منشورات تحذيرية إلى مستوطنات محيط قطاع غزة، بحسب موقع "فلسطين" الإخباري.

قوات الاحتلال كانت تستخدم طائرات إف 16، في إلقاء المنشورات التحذيرية على المتظاهرين الفلسطينيين، وهو ما ألهم المتظاهرين بفكرة استخدم طائراتهم الورقية في الرد على منشورات الاحتلال ومجابهته بنفس سلاحه رغم الفروق.

كما استخدم الشباب في المسيرات الطائرات الورقية في تصوير المستوطنات، إذ يتم تثبيت هاتف محمول في الطائرة بعد تشغيل الكاميرا، ومن ثم تسجيل مقطع فيديو للأماكن التي وصلت إليها الطائرة الورقية داخل الأراضي المُحتلة.

أما الاستخدام الذي تسبب في خسائر فادحة للاحتلال، فهو تثبيت مواد حارقة في الطائرة لتحملها إلى الأراضي الزراعية التي يحتلها المستوطنون، وهو أسلوب جديد غير مكلف ويصعب إيقافه، بحسب تقارير فلسطينية.

جيش الاحتلال الإسرائيلي وصف الطائرات الورقية المشتعلة بـ"ظاهرة خطيرة"، حسب صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، إذ دعا مزارعي المستوطنات بتوخي أعلى درجات الحذر والإبلاغ عن أي طائرة ورقية في الجو.

كانت الخيط والبوص والجرائد أو النايلون والبنزين المواد الخام التي استخدمها الفلسطينيون لصنع أدواتهم الأمر الذي أثار جنون جيش الاحتلال.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن أكثر من 200 دونم زراعي احترقت شمال القطاع، نتيجة هذه الطائرات.

طالب وزير الزراعة الإسرائيلي، أوري أرئيل، الجيش، بإطلاق الرصاص الحي على الجزء السفلي لأجساد مطلقي الطائرات، من خلال تغريدة على حسابه الرسمي على موقع "تويتر".

وذكرت القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي، أن من بين التدابير التي سيتخذها جيش الاحتلال الإسرائيلي للتصدي لظاهرة الطائرات الورقية الحارقة، استهدافها بالرصاص خلال تحليقها بالهواء قبل اجتيازها الحدود، بالإضافة إلى إعاقتها بواسطة الطائرات المسيرة وإسقاطها داخل القطاع.

ونقلت القناة عن مسؤول عسكري قوله إن الجيش سيتعامل مع إطلاق الطائرات الورقية الحارقة من غزة كإطلاق القذائف الصاروخية، وأشار إلى أن وزير جيش الاحتلال أجرى اتصالات هاتفية مع القيادة الجنوبية لجيش الاحتلال، والذين طالبوا برد إسرائيلي رادع.

"الكاوتشوك والمرايا"

2

غطى اللون الأسود سماء الأراضي المُحتلة، فيما سُمّي بـ"جمعة الكاوتشوك"، الحيلة التي استمر الفلسطينيون في استخدامها منذ الجمعة الثانية من مسيرات العودة، إذ أشعلوا النار في آلاف الإطارات المطاطية التالفة على طول الشريط الحدودي وقرب السياج الفاصل مع الاحتلال.

جاء حرق الإطارات بهدف تشكيل جدار من الدخان الأسود، لحجب الرؤية على القناصة وجنود الاحتلال الإسرائيلي، الذين يستهدفون الشباب والأطفال المشاركين في المسيرات السلمية الحدودية.

واستخدم المتظاهران مرايا عاكسة لتوجيه أشعّة الشمس لتنعكس على أعين القناصة وتعوق استهدافهم للمتظاهرين.

مع تصاعد دخان الإطارات، استخدم الاحتلال خراطيم المياه في محاولة منه لإعاقة حرق الإطارات. كما يطلق الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع من الطائرات على المتظاهرين، واستخدام الطائرات أيضًا لمحاولة إطفاء "الكاوتشوك".

جاءت الفكرة بعد أن رصدت لقطات فيديو قيام قناصة من جيش الاحتلال باستهداف رؤوس المتظاهرين في الجمعة الأولى من التظاهرات، ما تسبب باستشهاد 17 فلسطينيًا أغلبهم كانت إصاباتهم في الأجزاء العلوية من أجسادهم، بحسب تقارير صحفية فلسطينية.

فيديو قد يعجبك: