لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

عائلات نازحة تهنأ برمضان في ادلب بعد طول انقطاع رغم الشعور المرير بالغربة

11:47 ص الخميس 31 مايو 2018

ارشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

(أ ف ب):

بعد سنوات تحت وطأة الحصار، باتت أم سامر قادرة اليوم على تحضير وجبات إفطار شهر رمضان ولا تخشى قلة المواد الغذائية أو ارتفاع كلفتها، لكن ذلك لا يبدد شعورا بالغربة تعيشها بعيداً عن منزلها في الغوطة الشرقية قرب دمشق.

في بلدة معرة مصرين في محافظة إدلب (شمال غرب)، اتخذت أم سامر (51 عاماً) وعائلتها من غرفة صغيرة جدرانها من الطين وسقفها عبارة عن ألواح خشبية، منزلاً لهم بعدما تم اجلاؤهم قبل شهرين على غرار آلاف المقاتلين المعارضين والمدنيين من الغوطة الشرقية بموجب اتفاق بين الفصائل المعارضة وقوات النظام.

وتقول أم سامر (51 عاماً) لوكالة فرانس برس "صحيح الطعام متوفر هنا، لكن الغربة صعبة علينا".

خلال خمس سنوات من حصار محكم فرضته قوات النظام على الغوطة الشرقية، عانى السكان من نقص في المواد الغذائية وارتفاع حاد في أسعارها، ما حال دون تمكن كثيرين من شراء حاجياتهم والتمتع بوجبات كاملة لا سيما في شهر رمضان.

وتجلس أم سامر على الأرض إلى جانب موقد صغير يعمل على الكاز. تقطع شرائح الباذنجان وتضعها في قدر أمامها مع البصل والبندورة والبطاطا. تخلطها جيداً بانتظار أن تنضج لتصبح وجبة "المطبق" الشهيرة جاهزة على مائدة الإفطار.

وتقول المرأة السمراء البشرة التي ترتدي عباءة سوداء طويلة "خلال رمضان العام الماضي، كنا نأكل الفجل والبقدونس والسبانخ والكزبرة"، مضيفة "لم نكن قادرين على شراء أي شيء" بسبب الغلاء الفاحش في أسعار المواد الأساسية مثل الأرز والسكر والزيت.

وتتابع "لم نكن قادرين على شراء بسكويت للأطفال".

منذ العام 2012 وحتى خروج الفصائل المعارضة منها، تعرضت الغوطة الشرقية التي كانت أبرز معقل للمعارضة في ريف دمشق، لحملات قصف شديدة، وقليلاً ما كان يهنأ السكان بفترات هدوء فيها.

ويُعد رمضان شهراً يجتمع فيه الأقارب والأصدقاء على موائد الإفطار والسحور. وتقول أم سامر "لم نكن نتجرأ على زيارة بعضنا" في الغوطة الشرقية. أما في إدلب "فالأمور اختلفت".

"أفتقد أولادي"

وفور ارتفاع صوت الآذان، تبدأ العائلة بتناول الطعام الذي وضعته أرضاً: طبقان من الأرز الأصفر و"المطبق"، بالاضافة الى اللبن والسلطة.

ورغم الهدوء والشعور بالأمان، لا تخفي أم سامر غصتها. "كنت أفضل لو بقينا هناك رغم الحصار والقلة والضيق، الواحد منا يكون مرتاحاً في منزله وأرضه".

وتضيف "لا يوجد عمل هنا، المنظمات (الإغاثية) تهتم فينا بشكل محدود".

وخلال شهر رمضان، تقيم المنظمات الإغاثية والخيرية افطارات جماعية وتوزع وجبات من الطعام على المحتاجين.

في إدلب، تحضر جمعية "البنيان المرصوص" يومياَ عشرات الوجبات المكونة من الأرز واللحم، وقبل وقت الإفطار ينتظر رجال ونساء في طوابير طويلة للحصول على حصصهم.

في أبريل، غادرت أم محمد (53 عاماً) مع زوجها وأولادها الأربعة بلدتها العتيبة في الغوطة الشرقية، لتقيم في مخيم يضم غرفاً طينية قرب بلدة معرة النعمان، من دون أن تفارقها ذكريات الحصار، وحسرة مقتل اثنين من أولادها جراء القصف.

وتقول أم محمد "أذكر أنه مرّ علينا 11 يوماً من دون أن أضع طبخة على النار.. كان الطعام يصلنا ولكن بأسعار مرتفعة جداً. ومن لا يملك مالاً لا يستطيع أن يشتري".

وتروي أنها كانت تطبخ الحشائش الخضراء من سلق وسبانخ، مضيفة "كنا تحت حصار، فنأكل ما توفر، واذا وفرنا بعض الأموال نأكل بشكل أفضل".

وتفترش السيدة الارض مع زوجها لتناول طعام الإفطار الذي حصلت عليه من المنظمات الإغاثية: وجبتان من الأرز والدجاج والسلطة، وصفائح +لحم بعجين+ أرسلها لهما الجيران.

وتقول "نحمد الله على رمضان هنا. هناك فرق عن رمضان الماضي"، قبل أن تضيف بغصّة "أحاول ألا أتذكر شيئاً لأنني سأجنّ. أكثر ما أفتقده.. أولادي".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك: