الجيش الباكستاني يمنع رئيس الاستخبارات الأسبق من مغادرة البلاد
(أ ف ب):
قرر الجيش الباكستاني، اليوم الاثنين، منع رئيس الاستخبارات الأسبق من السفر خارج البلاد، في إجراء غير مسبوق اثر مشاركته في كتاب مثير للجدل مع الرئيس الأسبق لاستخبارات الخصم التاريخي، الهند.
ووضع اسم الفريق المتقاعد اسد دوراني، الذي ترأس جهاز الاستخبارات الداخلية بين عامي 1990 و1992، على قائمة المنع من السفر، حسب ما أفاد المتحدث باسم الجيش.
ويواجه دوراني انتقادات لاذعة واتهامات بافشاء اسرار بعد ان شارك في صياغة كتاب مثير للجدل بعنوان "سجلات الجاسوس ... ووهم السلام" مع ايه. اس. دولت الرئيس الأسبق لوكالة البحوث والتحليل في الاستخبارات الهندية.
ويستند الكتاب إلى سلسلة نقاشات بين دوراني ودولت مع الصحافي اديتيا سنحه بخصوص موضوعات متنوعة بينها ملفات افغانستان وكشمير والعلاقات المتوترة بين الهند وباكستان.
واتهمت الولايات المتحدة جهاز الاستخبارات الداخلية في باكستان مرارا بدعم مسلحين في باكستان خصوصا طالبان. وهي اتهامات تنفيها اسلام اباد.
واقترب دوراني مما يعتبر خطا أحمر في بلاده بانتقاده الجيش الواسع النفوذ، خصوصا مسألة استخدام وكلاء في النزاعات الاقليمية.
والجيش هو اقوى مؤسسة في باكستان وحكم البلاد لنحو نصف تاريخها بعد الاستقلال ويحظى بحصانة كبيرة.
ويرجح الكتاب المثير للجدل ايضا أن تكون السلطات الباكستانية علمت بمكان اختباء اسامة بن لادن، وهو موضوع حساس للغاية بالنسبة للجيش، كما قد تكون ابلغت الولايات المتحدة معلومات ادت الى مقتله عام 2011.
واستدعي دوراني للحضور الى مقر الجيش في وقت سابق الاثنين بسبب "خرقه قواعد السلوك المطبقة على كل العسكريين العاملين والمتقاعدين" من خلال الاقوال المنسوبة له في الكتاب.
ولم يوضح الجيش تحديدا ما يثير انزعاجه في الكتاب.
واعلن الجيش لاحقا فتح تحقيق قضائي في خرق دوراني ووضعه على قائمة المنع من السفر، ما يشكل سابقة بالنسبة لرئيس استخبارات سابق في باكستان.
ويأتي منع دوراني من السفر بعد أسبوعين من تعرض رئيس الوزراء السابق نواز شريف لانتقادات حادة بسبب تصريحات رجحت مشاركة مسلحين من باكستان في اعتداءات بومباي في العام 2008.
وأسفرت اعتداءات بومباي عن سقوط 166 قتيلا ووضعت الهند وباكستان الخصمين النوويين على حافة الحرب.
وانتقد مجلس الأمن القومي الباكستاني آنذاك تصريحات شريف "المغلوطة".
وأطاحت المحكمة العليا شريف من منصبه الصيف الماضي، لكن حزبه لا يزال يحكم البلاد. ويقول شريف وأنصاره باستمرار إنهم ضحية مؤامرة حاكها الجيش والمحكمة لتدمير حزبه.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: