بعد رمضان.. الفلسطينيون في انتظار "عُزلة" جديدة وخطة "ترامب" للسلام
كتب - هشام عبد الخالق:
تستعد الولايات المتحدة لإعلان خطة السلام الخاصة بالشرق الأوسط الشهر المقبل، وسط تكهنات بأنها ستعزل الفلسطينيين أكثر وأكثر، عن طريق تخفيض دعم وتمويل المشاريع الإنسانية والتنموية في الضفة الغربية وقطاع غزة بملايين الدولارات.
وقالت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، إن خمسة مسؤولين أمريكيين ومساعد في الكونجرس صرحوا بأن الإدارة تنوي الإعلان عن خطة السلام في الفترة ما بين منتصف وحتى أواخر شهر يونيو المقبل، بعد وقت قصير من نهاية شهر رمضان المبارك، على الرغم من أنهم حذروا من أن التوقيت يعتمد في الأساس على التطورات في المنطقة، وأن مُعدا الخطة الرئيسيين صهر الرئيس ترامب ومستشاره البارز جاريد كوشنر ومبعوثه الخاص للمفاوضات الدولية جيسون جرينبلات، قد شرعا بالفعل في تقديم إحاطة مختصرة لحلفاء وشركاء مختارين حول عناصر الخطة المقترحة.
وعلى الرغم من ذلك، حسبما ذكرت الوكالة في تقرير لها اليوم الجمعة، فإن أي استعداد فلسطيني للنظر حتى في الخطة، سيتطلب تحسين الظروف المحيطة، وتهدئة الغضب المستعر بشكل كبير في الأسابيع المقبلة، وهو سيناريو غير محتمل، لأن الفلسطينيين يصرحون دوماً بأن هناك الكثير من الأدلة أن ترامب يقدم هبات وعطايا لإسرائيل، وأيضًا شعر حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا ودول الخليج بأنهم مجبرين على انتقاد الإدارة بسبب تحيزها لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وسيحتاج ترامب - على الأقل ظاهرياً - لضمان تلك الدول أولاً قبل تحقيق أي نجاح لخطة السلام.
وتقول الوكالة: "تقاوم إدارة ترامب مطالب الكونجرس، بإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن بالكامل، لأن جرينبلات وكوشنر يريدان إبقاء هذه القناة مفتوحة في حال كان الفلسطينيون منفتحين على العودة إلى المفاوضات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي طبقًا لخطة السلام، وكان وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون أمر بإغلاق المكتب في نوفمبر الماضي، ولكن سُمح له بالبقاء مفتوحًا بعد ذلك لأغراض محدودة، بموجب تفسير الإدارة الأمريكية للقانون الذي يقضي بإغلاق المكتب في حالة غياب محادثات السلام".
وتابعت الوكالة "يبدو أن اهتمام الفلسطينيين بالخطة نفسها أصبح خافتًا، خاصة بعد استدعاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لرئيس البعثة الفلسطينية في الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا الأسبوع، احتجاجًا على افتتاح السفارة الأمريكية الجديدة في القدس يوم الاثنين".
ويقال إن حركة نقل السفارة ساهمت بشكل كبير في الاحتجاجات العنيفة في غزة التي قابلتها دولة الاحتلال الإسرائيلي بالقوة المميتة، حيث استشهد أكثر من 60 فلسطينيًا على أيدي القوات الإسرائيلية، مما أثار إدانات ونداءات بضبط النفس من أوروبا وأماكن أخرى، ولكن رفضت الولايات المتحدة الانضمام إلى تلك الدعوات، وفي الوقت الذي أعربت فيه عن أسفها لفقدان الأرواح، عارضت الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لبدء تحقيق دولي في العنف.
فيديو قد يعجبك: