إعلان

بعد انسحابه من الاتفاق النووي.. هل يتدخل ترامب في حرب إيرانية وإسرائيلية؟

07:17 م الجمعة 11 مايو 2018

روحاني ونتنياهو

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبد الخالق:
توقع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعد لقائه بنظيره الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي، أن الولايات المتحدة ستنسحب من الاتفاق النووي الإيراني، وأن هذا القرار سيؤدي إلى حرب، ومن الممكن أن تثبت صحة افتراضات ماكرون قريبًا.

وقالت صحيفة واشنطن بوست، في تحليل لها الجمعة: "بعد ساعات قليلة من إعادة ترامب لفرض العقوبات مجددًا على إيران الثلاثاء الماضي، تصاعد التوتر بين كلًا من طهران وتل أبيب، حيث أعلنت إسرائيل حالة من الطوارئ القصوى، متوقعة أن تحدث ضربة على الأهداف الإسرائيلية في سوريا (الجولان المحتل)، واستدعى الجيش جنوده الاحتياطيين، وحذر ساكني الجولان وطالبهم بالاحتماء بالملاجئ المخصصة ضد القنابل".

بحلول يوم الخميس ازدادت الأمور سوءًا، حيث ألقى المسؤولون الإسرائيليون باللوم على إيران في الهجوم الصاروخي الذي وصفته بالفاشل الذي وقع يوم الأربعاء، واستهدف القوات الإسرائيلية في هضبة الجولان، وفي نفس اليوم - مساء الأربعاء بالتوقيت المحلي الأمريكي - استهدفت الطائرات الإسرائيلية القوات الإيرانية في سوريا، قصفت عشرات الأهداف، وقال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان للصحفيين إن الضربة استهدفت كل البنية التحتية العسكرية لإيران في سوريا تقريبًا.

التوتر القائم حاليًا بين إيران وإسرائيل ليس بجديد، بحسب الصحيفة، ولكن التصاعد العسكري بين الدولتين مؤخرًا مقلق للغاية، وهو بالتأكيد نتيجة لقرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي.

وكتبت صحيفة نيويورك تايمز: "في الوقت الذي كانت تشن فيه كلًا من إسرائيل وإيران حربًا خفية ضد بعضهما البعض لشهور طويلة متخفيتين في ظلال الحرب الأهلية الدائرة هناك، إلا أن الصراع أصبح معلنًا للجميع الآن ويمكن لأي شخص أن يخمن إلى أي مدى يمكن أن تتجه الحرب".

وتابعت واشنطن بوست إن الحرب التي تديرها إيران وإسرائيل في سوريا بالوكالة مستمرة منذ سنوات طويلة، وكما ذكر أحد الكتاب في واشنطن بوست، في تقرير سابق: "الوجود الإيراني في سوريا، ما هو إلا دفاع شرعي عن حليفهم المحاصر، الرئيس السوري بشار الأسد، ويرون قدرتهم على تهديد إسرائيل من سوريا المجاورة كرادع محتمل ضد عدو إقليمي قديم".

ولكن هذا غير مقبول بالنسبة لإسرائيل، بحسب الصحيفة، فمنذ 2012 شنت إسرائيل أكثر من 100 هجوم على مواقع عسكرية يفترض تبعيتها لإيران في سوريا، ويبررون فعلتهم هذه بأنها تهدف لإبعاد الإيرانيين عن حدودهم، وإيقاف تدفق الأسلحة لحزب الله، حليف إيران في لبنان.

وأضافت الصحيفة، يبدو أن وجود الاتفاق كان يساعد في تجنب الأسوأ، حيث هددت إيران بالانتقام الشهر الماضي بعد أن قتلت إسرائيل - في هجوم جوي - سبعة جنود إيرانيين، ولكنها لم تنفذ تهديدها بشن هجوم مباشر على إسرائيل، حتى انسحب ترامب من الاتفاق النووي.

ويقول آيان بريمر، مؤسس ورئيس شركة "أوراسيا جروب" للاستشارات السياسية: "الآن وبدون تدخل من الولايات المتحدة يبدو أننا سنشهد ضربات عسكرية في الفترة القادمة"، وتابع في حواره مع مجلة "فانيتي فير" عدم رد الإيرانيين على الهجمات التي استهدفتهم الشهر الماضي كان بسبب إدراكهم لأهمية وجود الولايات المتحدة في الاتفاق النووي، وعدم رغبتهم في إبداء أي أسباب تدفع ترامب للانسحاب، ولكن بما أن الرئيس الأمريكي قرر الانسحاب، أفترض أن هذا يعني بداية التصعيد الإيراني، وزيادة احتمالية نشوب حرب بين كلًا من طهران وتل أبيب".

اشتعال الحرب بين كلًا من إسرائيل وإيران لم يكن هو الخطر الأكبر الذي يهدد المنطقة، حيث حذر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الأسبوع الماضي، من أن دولته قد تبدأ في إعادة تشغيل برنامجها النووي الذي أوقفته، كردٍ منها على العقوبات الأمريكية، وقال: "لقد طرحنا عددًا من الخيارات، وهي جاهزة الآن وتشمل استئناف أنشطتنا النووية بسرعة أكبر".

إذا لم تستطع أوروبا تقديم تنازلات اقتصادية كافية للحفاظ على الاتفاق النووي، قد تتجه إيران لتسريع برنامجها النووي كحل وحيد يواجهها، ويقول جيمس دورثي، متخصص في شؤون الشرق الأوسط بمدرسة راجاراتنام للدراسات الدولية في سنغافورة: "إذا حدث هذا، سوف يكون لدينا صراعًا نوويًا في الشرق الأوسط".

وتقول الصحيفة: "إن احتمال حدوث سباق تسلح نووي في منطقة متقلبة ومتزايدة التوتر كالشرق الأوسط أمر مرعب، فحتى أقل القليل من نشاط الانتشار النووي في إيران، قد يكون كافيًا لإحداث كارثة، ولم يخف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حقيقة أنه على استعداد للتدخل في إيران بشكل مباشر، وذلك عن طريق شن هجمات موجهة لنسف المنشآت النووية الإيرانية".

وعارضت إدارة أوباما مثل هذا النوع من المواجهة المباشرة بين الدولتين، مفضلة اتباع الدبلوماسية والتركيز على إبعاد الولايات المتحدة عن التدخل في حرب شرق أوسطية جديدة.

لكن الآن نتنياهو لديه صديق وحليف يشاركه عدوانيته، وقال الجنرال المتقاعد ويزلي كلارك لشبكة "سي إن بي سي": "طلبت إسرائيل عدة مرات مساعدة أو على الأقل دعم الولايات المتحدة في شن هجوم على برنامج إيران النووي، وكان الجواب دائمًا في عهد إدارة أوباما "لا"، ولكن الآن في عهد ترامب وخاصة بعد تزايد المصالح المشتركة بين كلًا من إسرائيل والسعودية، فإن احتمالية نشوب حرب بين تل أبيب وطهران ترتفع".

وأضافت الصحيفة، إذا حدث هذا، سيجد ترامب نفسه غير قادر على عدم التدخل، حيث يقول كلارك: "إن تصرفات ترامب في الانسحاب من الاتفاق الإيراني ستجعل الولايات المتحدة مسؤولة بشكل كبير، مما يزيد من احتمال قيام واشنطن بدعم وتقوية إسرائيل".

وتختتم الصحيفة تحليلها بالقول: "بهذه الطريقة، سيكون أسوأ سيناريو ليس اندلاع حرب شرسة في المنطقة بين إسرائيل وإيران، والتي سيتبعها حصد آلاف الأرواح، ولكن التدخل الأمريكي وما سيتبعه من نتائج عالمية كبرى.

وكما أشارت واشنطن بوست في افتتاحيتها في وقت سابق هذا الأسبوع: "يأمل السعوديون والإسرائيليون في أن يعيد قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي، الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط مرة أخرى، وذلك من خلال مواجهة عدوهم المشترك، وعلى الرغم من أن ترامب عبر مرارًا وتكرارًا عن عدم رغبته في التدخل في أي حروب شرق أوسطية، إلا قراره الأخير زاد من احتمالية تدخله في الحرب المقبلة".

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان