متاحف سعودية على غِرار "اللوفر الفرنسي".. اتفاقيات سياحية في زيارة بن سلمان
كتبت- رنا أسامة:
تعتزم السعودية تطوير مشروع سياحي ضخم في منطقة "العلا"، شمال غرب المملكة، يتضمن إنشاء متحفين على غرار متحف اللوفر الفرنسي الشهير، حسبما أعلن مسؤولون سعوديون، اليوم الاثنين.
ومن المقرر توقيع اتفاقية سعودية فرنسية لمشاريع سياحية وثقافية ضخمة بـ"العلا" بمليارات الدولارات، غدًا الثلاثاء، خلال زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى فرنسا، التي بدأها اليوم الاثنين، وسيلتقي خلالها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
ويتوقع أن تنص الاتفاقية، التي ستكون مدتها 10 سنوات قابلة للتجديد، على إنشاء متاحف ضخمة على مساحات كبيرة بمستويات عالمية، وكذلك تغطي مجالات علم الآثار والعروض الثقافية والبنى التحتية والنقل. فضلًا عن انشاء مركز أبحاث تاريخي وأثرى في العلا، وتدريب أكثر من 150 سعوديًا في مجالات السياحة والثقافة .
ووصف جيرار ميستراليه، مبعوث الرئيس الفرنسي لمنطقة العلا هذا الاتفاق بـ"غير المسبوق"، لاسيّما في المجالات التي يشملها من الآثار إلى الثقافة والفنون والبنى التحتية والطاقة والنقل والتأهيل، وكل ما يمكن لفرنسا أن تقدمه من أجل إبراز قيمة التراث.
وقال المدير العام للهيئة الملكية لمنطقة العلا، عمر مدني، إنه سيكون من الممكن استقبال أوائل السياح في المنطقة خلال 3 إلى 5 سنوات. وأضاف أن المنطقة المعنية بهذا الاتفاق تمتد على مساحة 22 ألف كيلومتر مربع، وتضم مواقع أثرية استثنائية.
وتُعد العلا، القابعة في الجزء الشمالي الغربي من المدينة المنورة، من أغنى وأقدم المواقع التاريخية والأثرية على مستوى العالم، وتحتضن العشرات من المواقع التي تحكي حقبًا زمنية مختلفة. وقد اكتشف باحثون فيها بقايا معابد وتماثيل تعود إلى "عصر اللحيانيين" عام 900 قبل الميلاد، ما يجعلها واحدة من أهم مواقع التراث بالسعودية.
وتعادل مساحة منطقة "العلا" مساحة بلجيكا، وتغطي نحو 22500 كيلومتر مربع، وتقع على بعد نحو 1000 كيلومتر غربي العاصمة السعودية، الرياض.
وبالعودة إلى التواريخ القديمة قبل الميلاد، كانت "العلا" مركزًا تجاريًا بارزًا تتجمع فيه التجارة القادمة من أفريقيا وآسيا وجنوب شبه الجزيرة العربية، التي تحمل التوابل والعطور والبخور. وارتبطت هذه الفترة بأربع حضارات تتمثل في "دادان، ولحيان، ومعين، والأنباط" وكان ارتباطها بالتاريخ في القرن السادس قبل الميلاد.
وبحسب تقارير سعودية، تحتضن المدينة في جنباتها كثيرًا من حكايات التاريخ؛ ففي شمالها "مدائن صالح" التي تقص أحجارها رواية نقشت قبل 4 آلاف عام قبل الميلاد، وتروي حكاية أقوام وأحداث وقعت في تلك الفترة، وظلت شاهدة على العصر القديم المتمثل في حضارة الأنباط وقوم ثمود، ما جعل هيئة اليونسكو تضمها إلى مناطق التراث العالمي عام 2008، كأول موقع سعودي يدرج في قائمة التراث العالمي.
وقيل عن العلا، إنها "المتحف المكشوف والوحيد على مستوى العالم"، الذي تجوب فيه وتشهد التاريخ في كل مكان، على مساحة تبلغ أكثر من 13 كيلومترًا مُربعًا، وهذه المساحة تسمح للزوار بالتجول والتمعن في آن واحد، ليقفوا بين أركان التاريخ المتمثل في مقابر ودواوين وقصور، منحوتة في الجبال، تدل على مهارة وتقدم الشعوب التي عاشت يومًا فيها.
في أبريل 2010، شهدت "العلا" زيارة لوفد سياحي يضم مختصين ومهتمين بالآثار يمثلون متحف اللوفر، ووقفوا على عدد من المناطق التاريخية والمعالم الأثرية والسياحية في المحافظة. وشملت الزيارة "متحف العلا، مدائن صالح، محطة سكة حديد الحجاز القديمة، القلعة العباسية، صخرة الفيل، البلدة القديمة، قصر الصانع، مقابر النبطيين، قصورالفريد، الخريبات، وحرة عويرض".
فيديو قد يعجبك: