هآرتس: اتفاقية السلام "ماتت" في واشنطن
كتبت- هدى الشيمي:
قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن اتفاقية السلام ماتت قبل ولادتها، بعد اجتماع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، أمس الإثنين، لاسيما وأن الجانبين أعلنا أن الملف الإيراني كان القضية الرئيسية في المحادثات التي جرت بينهما.
وبحسب الصحيفة، فإن أكبر دليل على ذلك تصريحات نتنياهو للصحفيين المرافقين له، بأن الخطة الأمريكية للسلام لم تُعرض عليه حتى الآن، وتأكيده أن حديثه مع الرئيس الأمريكي ركز أساسا على الملف الإيراني، وإشارته إلى أنهما تحدثا عن الملف الفلسطيني لمدة 15 دقيقة فقط، خلال الاجتماع الذي استغرق أكثر من ساعتين.
وذكرت الصحيفة، في تقرير منشور على موقعها الإلكتروني، أن نتنياهو جلس بجانب ترامب، وكانت علامات السرور مسيطرة على ملامحه، وأشار إلى أن الفلسطنيين يحاولون الهرب من المفاوضات أو على الأقل إنهم لا يعودون بسرعة إلى الطاولة، وأضاف: "لا يمكننا التفاوض مع شخص لا يريد العودة إلى طاولة المفاوضات".
ومع ذلك، ترى الصحيفة أن الكلمات التي رددها كل من ترامب ونتنياهو مثل "السلام"، "الفلسطنيين"، و"إيران"، أخفت الهدف الحقيقي من الزيارة، وهو ذهاب رئيس الحكومة الإسرائيلي إلى هناك من أجل استلام هديته وهي نقل السفارة إلى القدس من صديقه الأمريكي، ومن ثم استئناف عمله المعتاد.
ويعد هذا اللقاء الخامس الذي يجمع بين الزعيمين منذ تولي ترامب الرئاسة العام الماضي، وتقول الصحيفة إن هذه السنة شهدت الكثير من الأحداث، بالإضافة إلى الفضائح التي طالت كل منهما، لاسيما مع بدء تحقيقات الفساد مع رئيس الوزراء الإسرائيلي في قضايا الفساد، وعلى رأسها القضية المعروفة إعلاميا بالملف 4000، الأسبوع الماضي.
وبحسب الصحيفة، فإن نتنياهو رغب من خلال زيارته إلى واشنطن الهروب مما يحدث في إسرائيل، خاصة وأن ما ينتظره هناك مأساوي للغاية، وحاول أن يحقق من هذه الزيارة أكبر المكاسب، والتقى بمسؤولين في كابيتول هول، وفي منظمة الأمم المتحدة.
إلا أن الرياح لم تأتِ بما يشتهي نتنياهو، ففي الوقت الذي كان يقيم به في "بلير هاوس"، قصر الضيافة الأمريكي، علم أن مساعده المقرب ومستشاره الإعلامي نير حيتفس، توصل إلى اتفاقية مع الشرطة ليصبح "شاهد ملك"، ما يرجح ادلائه بالكثير من المعلومات والتفاصيل المتعلقة بقضايا الفساد.
ومن الجانب الأمريكي، تقول الصحيفة إن الاجتماع وقع في الوقت الذي تمر فيه عائلة ترامب بالعديد من المشاكل، بعد إصدار جون كيلي، كبير موظفي البيت الأبيض، قرارًا بتخفيض درجة التصريحات الأمنية التي يحصل عليها جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط وزوجه ابنته الكبرى إيفانكا، ما يمنعه من الإطلاع على المعلومات السرية للغاية، وأثار هذا القرار الشكوك حول امكانية كوشنر من مواصلة جهود السلام وحل الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية، التي أسندها إليه ترامب.
فيديو قد يعجبك: