لماذا أطاح ترامب بمستشاره للأمن القومي هربرت ماكماستر؟
)بي بي سي):
استبدل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر، وعين محله جون بولتون، أحد صقور الدفاع والمبعوث السابق في الأمم المتحدة إبان حكم الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش.
وعبر ترامب في تغريدة كتبها على تويتر عن شكره للخدمات التي قدمها ماكماستر قائلا إنه أدى "عملا رائعا".
وكان ماكماستر قد وصف في الدوائر المقربة من ترامب بأنه "عدواني"، وأفادت الأنباء أن الرئيس قاطعه ذات مرة قائلا:" انظروا إليه إنه يبدو جادا للغاية."
وأفادت الأنباء بأن ترامب وصف إحاطات ماكماستر بأنها "فظة ومتعالية". وتردد أن الرجلين لم يكونا على وفاق.
خلافات
كان ترامب قد انتقد مستشاره للأمن القومي في فبراير الماضي، عندما قال ماكماستر في منتدى بألمانيا إن التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016 أمر لا يقبل الجدل.
وغرد ترامب على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي تويتر قائلا:" لقد نسى الجنرال ماكماستر أن نتائج الانتخابات لم تتأثر أو تتغير بأي تدخل".
كما عارض ترامب خطة ماكماستر لإرسال المزيد من القوات لأفغانستان وقال:" إنه يريد إرسال المزيد من القوات لأفغانستان لذلك سنرسله هو". ويتردد أن ترامب فكر في إرسال ماكماستر فعلا لقيادة القوات الأمريكية في أفغانستان.
لكن ترامب وافق في النهاية في أغسطس الماضي على نشر المزيد من القوات.
كما تفيد تقارير بأنه جادل ترامب مطالبا إياه بعدم التخلي عن الاتفاق النووي الذي أبرمته إدارة أوباما مع إيران.
ولكنه اتخذ موقف متشددا تجاه كوريا لشمالية، حيث صرح لشبكة سي بي إس بأنه "لا يجب التسامح إزاء الخطر النووي من قبل كوريا الشمالية".
وكان ماكماستر قد دخل في صراع مع مستشار ترامب السابق ستيف بانون الذي يعتقد أنه حاول الإطاحة بماكماستر إلا أن الأخير انتصر.
غير أن انتصار مستشار الأمن القومي كان قصير العمر، وقد حان الوقت له هو الآخر كي يرحل.
وكان ماكماستر قد حل محل مياكل فلين الذي أقيل بعد أقل من شهر في المنصب لتضليله البيت الأبيض حول اتصالاته بالسفير الروسي.
اهتمام بالتاريخ العسكري
خدم الليفتانت جنرال ماكماستر في مواقع قيادية خلال حرب الخليج في أوائل التسعينيات، وفي القيادة المركزية خلال حرب العراق في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
ومنح نوط النجمة الفضية للشجاعة لأعماله. وتولى في أفغانستان إدارة قوات الشفافية ومكافحة الفساد.
ويعرف عنه أيضا اهتمامه الأكاديمي بالتاريخ، وأفاد من هذا في أرض المعركة.
وقد تخرج في الأكاديمية العسكرية في الولايات المتحدة في 1984، ثم أصبح باحثا في التاريخ العسكري.
وحصل على درجة الماجستير في التاريخ من جامعة نورث كارولينا في 1994، ودرس التاريخ في الأكاديمية العسكرية لمدة عامين، قبل أن يحصل على الدكتوراة في التاريخ في 1996.
ونشر في العام نفسه كتابا عن تاريخ حرب فيتنام، تحت عنوان "التقصير في الواجب"، انتقد فيه بشدة عملية اتخاذ القرار في واشنطن خلال تلك الحقبة. وأثنت مراجعة صحيفة نيويورك تايمز للكتاب على ماكماستر "لخوضه غمار سجلات جميع اجتماعات قيادة الأركان"، منتهيا إلى أن الحرب "خسرتها واشنطن ... حتى قبل نشر أولى وحدات الجيش".
فيديو قد يعجبك: