بعد احتلالها لـ"عفرين" .. أصوات الرافضين تتعالى في وجه أنقرة
كتبت – إيمان محمود
شهران من القتال، تكرر خلالهما تنديد القوات الكردية بصمت المجتمع الدولي إزاء ما تتعرض له في معقلها الأساسي؛ عفرين، على يد القوات التركية وحليفها في سوريا الجيش الحر، قبل أن تبدأ أصوات الرافضين لعملية "غصن الزيتون" تتعالى مؤخرًا.
وتمثل العملية العسكرية التركية الجارية في منطقة عفرين شمالي سوريا، أهمية كبيرة لأنقرة التي تخشى أن يتمكن أكراد سوريا من إقامة كيان جغرافي متصل على حدود تركيا، مُتهمة الأكراد بأنهم امتداد لحزب العمال الكردستاني التركي الذي تعتبره إرهابيًا.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأحد، سيطرة القوات التركية والجيش السوري الحر بشكل كامل، على مركز مدينة عفرين بريف محافظة حلب شمال سوريا، لتقطع تركيا آخر صلة للأكراد مع مناطقهم الجنوبية، وسط تنديدات دولية.
ويستعرض مصراوي أبرز الدول التي سجّلت رفضها للاحتلال التركي لعفرين.
مصر
أدانت مصر على لسان وزارة خارجيتها، ما وصفته بـ"احتلال تركيا لمدينة عفرين"، الاثنين الماضي، مُجددة رفضها لانتهاك سيادة الدولة السورية.
ورفضت مصر بشكل قاطع، ما نجم عن العمليات العسكرية التركية في عفرين بشمال سوريا من انتهاكات في حق المدنيين السوريين وتعريضهم لعمليات نزوح واسعة ومخاطر إنسانية جسيمة.
واعتبرت مصر أن الانتهاكات المستمرة للسيادة السورية غير مقبولة، وتزيد من تعقيد المشهد السياسي باعتبارها تقوض من جهود التسوية السياسية القائمة، وتؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في سوريا.
وشددت مصر على استمرار موقفها الداعم للحل السياسي في سوريا بما يحفظ كيانها ووحدتها، ويلبي طموحات الشعب السوري الشقيق، داعية جميع الأطراف الإقليمية والدولية إلى الاضطلاع بدورها لضمان الالتزام بدعم المسار السياسي لتسوية الأزمة، ومنع المزيد من التدهور في الأوضاع الأمنية والإنسانية.
بدورها؛ أيدت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، البيان الصادر عن وزارة الخارجية المصرية.
أمريكا
في أعقاب سيطرة تركيا على مركز عفرين؛ أعربت الولايات المتحدة عن قلقها إزاء الأوضاع، ودعا المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاجون"، الدول الأعضاء في التحالف الدولي، بمن فيهم تركيا إلى التركيز على محاربة تنظيم "داعش" والقضاء عليه.
وأوضح المتحدث أن البنتاجون يعول على الاتصالات والمساعي الدبلوماسية الجارية مع أنقرة.
ورغم أن القوات الكردية تُعتبر حليف الولايات المتحدة في سوريا، إلا أن البنتاجون شدد على أن الولايات المتحدة ليست طرفًا في الصراع القائم في عفرين.
ألمانيا
للمرة الأولى؛ انتقدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بشدة، الأربعاء، الهجوم العسكري التركي في مدينة عفرين، في كلمة أمام مجلس النواب الألماني.
وقالت ميركل إن تصرفات تركيا "غير مقبولة"، وذلك على الرغم من وجود مصالح أمنية ألمانية مع تركية.
كما أبدت الحكومة الألمانية "قلقًا متزايدًا" إزاء تصرفات الجيش التركي في عفرين، وطالبت بأن تلتزم تركيا بالقوانين الدولية التي تهدف إلى حماية المدنيين في زمن الحرب.
وقالت أولريكه ديمر، نائبة المتحدث باسم الحكومة الألمانية، في برلين "نحن نتابع التقارير، حول غزو الجيش التركي لأجزاء أخرى من المدينة، بقلق متزايد".
من جانبه، قال راينر برويل، المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، إن الالتزام بالقانون الدولي الإنساني واجب حتى وإن كانت تركيا تقول إنها تستند إلى حق الدفاع عن النفس، مشيرًا إلى أن "الحكومة الألمانية لديها شكوك كبيرة في حالة تركيا".
وطالب برويل بإجراء تحقيق في تقارير عن مذابح وأعمال نهب وتدمير حدثت في المنطقة وحث على العودة إلى العملية السياسية لإنهاء الحرب الدائرة في سوريا.
وأكد برويل "سنرحب بأي مباحثات إضافية في إطار حلف الناتو حول عفرين".
الاتحاد الأوروبي
بعد يوم من سيطرة تركيا على مركز عفرين، وورود تقارير تفيد بوقوع عمليات نهب واسعة بمحال ومنازل في المدينة، أدانت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية والسياسة الأمنية، فيدريكا موجريني، الهجوم على عفرين، مطالبة أنقرة بخفض حدة القتال.
وأشارت موجريني إلى أنه من المفترض أن تسهم الجهود الدولية في سوريا بخفض حدة النشاط العسكري وليس تصعيده.
فرنسا
فرنسا أيضًا حثّت أنقرة على إنهاء عملياتها ضد القوات الكردية في عفرين، ودعا وزير الخارجية الفرنسي مجلس الأمن إلى عقد جلسة طارئة من أجل "تقييم الوضع الإنساني الخطر".
وحضت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي، الأحد، تركيا على وقف عملياتها ضد أكراد سوريا، مؤكدة أن ذلك يضر بجهود مكافحة تنظيم داعش الإرهابي بالمنطقة.
وقالت الوزيرة، إن "هذه المعارك يجب أن تتوقف"، لأن من شأنها جعل القوات المقاتلة الكردية المنخرطة بزخم إلى جانب التحالف الذي تنتمي إليه فرنسا، تحيد عن المعركة الأساسية ضد الإرهاب.
فيديو قد يعجبك: