ترامب و50 مليون شخص يتسببون في تراجع ثروة مؤسس فيسبوك
كتبت- رنا أسامة:
ما تزال فضيحة اختراق حساب أكثر من 50 مليون مُستخدمًا على فيسبوك، خلال الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تُلقي بتبِعاتها السلبية على عملاق التواصل الاجتماعي، بين دعوات للمُقاطعة وحذف الحسابات على فيسبوك، ومطالبات أمريكية ودولية لمُساءلة مارك زوكربيرج الذي تراجعت ثروته بسبب الأزمة إلى 67.7 مليار دولار، وفقًا لفوربس.
أكبر عملية اختراق
كشفت صحيفتا "نيويورك تايمز" الأمريكية و"الأوبزرفر" البريطانية، نهاية هذا الأسبوع، أن شركة لتحليل البيانات تُدعى "كامبريدج أناليتيكا" حصلت على معلومات شخصية عن عشرات الملايين من الحسابات الشخصية على فيسبوك، واستخدمتها لتصميم برنامج قوي للتأثير في عملية التصويت ودعم الحملة الانتخابية لترامب عام 2016.
وأفادت "الأوبزرفر" بأن شركة لتحليل البيانات تُدعى "جلوبال ساينس ريسيرش" جمعت معلومات عن عشرات الملايين من مُستخدمي فيسبوك، وباعتها لـ"كامبريدج أناليتيكا" التي نفت معرفتها بأن هذه المعلومات تم الحصول عليها بطريقة غير مشروعة.
ونقلت "الأوبزرفر" عن موظفين سابقين في الشركة- التي يملكها الملياردير الأمريكي روبرت ميرسر وكان يرأسها في ذلك الوقت ستيف بانون، المستشار الشخصي لترامب- إن الشركة استخدمت معلومات شخصية لمُستخدمي فيسبوك، بدون تفويض، في أوائل عام 2014، لبناء برنامج حاسوبي للتنبؤ والتأثير على خيارات الناخبين في مراكز الاقتراع، في واحدة من أكبر عمليات خرق البيانات في تاريخ فيسبوك.
وقال كريستوفر ويلي، الذي عمل مع أكاديمي في جامعة كامبريدج للحصول على البيانات، للصحيفة: "قمنا باستغلال فيسبوك لجمع بيانات عن ملايين الأشخاص. ووضعنا نماذج لاستغلال ما عرفناه عنهم واستهداف ما يدور بخلدهم. كان هذا هو الأساس الذي استندت إليه الشركة كلها".
وأشار إلى أن الأشخاص الذين تم استهدافهم والحصول على بياناتهم تجاوزوا الـ50 مليون مستخدمًا، بما يمثل نحو ثلث المستخدمين النشطين للموقع في أمريكا الشمالية وتقريبا ربع الناخبين الأمريكيين المحتملين في ذلك الوقت.
ووفقًا لمقابلات أجريت مع 6 موظفين سابقين في كامبريدج أناليتيكا ومراجعات لرسائل البريد الإلكتروني للشركة، فإن معظم بيانات مُستخدمي فيسبوك، أو كلها "ما تزال بحوزة الشركة".
وذكرت "الأوبزرفر" أن البيانات تم جمعها من خلال تطبيق يسمى "ذس إز يور ديجيتال لايف" أسسه أكاديمي يدعى ألكسندر كوجان بشكل منفصل عن عمله في جامعة كامبريدج.
وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من التعاون بين شركتيّ "جلوبال ساينس ريسيرش" و"كامبريدج أناليتيكا"، حصل مئات الآلاف من المستخدمين على مبالغ للخضوع لاختبارات شخصية ووافقوا على جمع بياناتهم للاستخدام الأكاديمي.
بدورها، أعلنت فيسبوك تعليق حساب "كامبريدج أناليتيكا" ومجموعتها الأم "ستراتيجيك كومينيكاشن لابوراتوريز" بعد تسلم تقارير بأنهما لم يحذفا معلومات عن مستخدمي فيسبوك، تناقلاها بشكل غير ملائم.
وقالت في بيان، الجمعة: "إذا كانت هذه البيانات لا تزال موجودة ، فسيُعذ ذلك انتهاكًا خطيرًا لسياسات فيسبوك وانتهاكًا غير مقبول للثقة والالتزامات التي قطعتها هذه الشركات".
حملة ترامب
أفادت بيانات اللجنة الانتخابية الاتحادية، بأن حملة ترامب استأجرت كامبريدج أناليتيكا في يونيو2016 ودفعت لها أكثر من 6.2 مليون دولار. وقال مسؤول من حملة ترامب إن الحملة استعانت باللجنة الوطنية الجمهورية للحصول على بيانات الناخبين في 2016 وليس كامبريدج أناليتيكا.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن "أي إدعاءات عن استخدام بيانات الناخبين من مصدر أخر لدعم انتصارنا في 2016 هي ادعاءات كاذبة".
وأعلنت الشركة على موقعها الإلكتروني أنها "زودت حملة الرئيس دونالد جيه ترامب بالخبرة والرؤى مما ساعده في الوصول إلى البيت الأبيض." ولم تذكر فيسبوك حملة ترامب بالاسم أو أي حملات أخرى في بيانها.
احذف فيسبوك
أعقبت فضيحة الاختراق دعوات على تويتر تحث المستخدمين على حذف حساباتهم من على فيسبوك، تحت هاشتاج حمل اسم "احذف فيسبوك" أو #DeleteFacebook، ومقاطعة كل ما يتعلق بالشركة بما في ذلك تطبيقيّ مشاركة الصور انستجرام، والتراسُل الفوري واتساب.
وانتهز بعض رواد تويتر الفرصة لتبادل خبراتهم المتعلقة بحذف فيسبوك، وتشجيع غيرهم على فعل الشيء نفسه. وكتب أحد الحسابات ويحمل اسم @CEdwardsEsq ، قائلًا: "لقد قمت بحذف فيسبوك ليلة رأس السنة عام 2014، ولقد كان أفضل قرار اتخذته، ويمكنني القول إنني لم أفتقده على الإطلاق، والحياة أفضل بدونه".
فيما بدا آخرون أقل تفاتؤلًا وحماسة للمبادرة، فكتب أحدهم يقول: "احذف فيسبوك إن أردت ذلك، ولكن من فضلك لا تتظاهر بأنه الحل. ما نحتاجه هو إعادة هيكلة اقتصاد البيانات، وليس فتح سوق جاهز لموقع فيسبوك آخر".
وطالب مؤسس تطبيق واتساب، براين أكتون، بضرورة حذف المستخدمين حساباتهم الشخصية من على فيسبوك.
وكتب أكتون، في تغريدة عبر تويتر، الأربعاء: "لقد حان الأوان .. امسحوا فيسبوك".
كانت فيسبوك استحوذت على واتساب في 2014، مقابل 19 مليار دولار أمريكي.
مُساءلة زوكربيرج
طالب البرلمان البريطاني، مارك زوكربيرج، بتقديم أدلة حول الواقعة. واتهم رئيس لجنة البيانات الرقمية والإعلام والرياضة بحزب المحافظين، داميان كولينز، فيسبوك بتضليل اللجنة حول طريقة وصول الأطراف الثالثة لبيانات المستخدم من موقعها وما إذا كانت حصلت عليها بدون إذن.
وقال "حان الوقت لسماع شهادة زوكربيرج، الذي يملك الصلاحيات الكاملة داخل الموقع، حول هذه الواقعة الكارثية".
ولم يُصدر زوكربيرج أو مديرة العمليات التشغيلية داخل فيسبوك، شيريل ساندبيرج، أي بيانات علنية تعليقًا على الفضيحة إلى الآن.
فيديو قد يعجبك: