لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

السويد تدخل على خط المواجهة مع موسكو وسط أجواء الحرب الباردة بين روسيا وبريطانيا

08:29 ص الثلاثاء 20 مارس 2018

وزيرة الخارجية السويدية مارغوت والستروم إن

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

القاهرة - ( أش أ ):

استدعاء السويد، للسفير الروسي لدى ستوكهولم فيكتور تاتاريتسيف في قت لاحق اليوم " الثلاثاء " على خلفية الترجيحات الروسية بأن ستوكهولم قد تكون مصدر غاز الأعصاب السام الذي تم استخدامه في محاولة اغتيال العميل الروسي المزدوج سيرغي سكريبال وابنته في جنوب بريطانيا، لم يكن عملا عشوائيا ، بل يشير إلى أن السويد تستعد للدخول على خط المواجهة مع موسكو ضمن أجواء استعادة الحرب الباردة بين روسيا وبريطانيا بعد اتهام لندن لموسكو بمحاولة اغتيال سكريبال (66 )عاما وابنته (33 )عاما في بريطانيا، الأحد قبل الماضي.

ورفضت الخارجية السويدية الترجيحات الروسية بأن ستوكهولم قد تكون مصدر غاز الأعصاب السام، الذي استخدم في محاولة اغتيال سكريبال وابنته .. وقالت وزيرة الخارجية السويدية مارغوت والستروم إن " ترجيح موسكو لمصدر الغاز السام غير مقبول ولا أساس له من الصحة" .

يأتي استدعاء السويد، للسفير الروسي لدى ستوكهولم في ظل أجواء يصفها الخبراء باستعادة الحرب الباردة بين بريطانيا وروسيا ، وكذلك بين روسيا والسويد ، خاصة بعد إعلان بريطانيا مؤخرا، تعليق الاتصالات رفيعة المستوى مع روسيا وتجميد أصول الدولة الروسية في بريطانيا وتشديد إجراءات التفتيش الجمركي وتفتيش الطائرات الخاصة، حيث أكدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، أن لندن قررت إمهال 23 دبلوماسيا روسيا أسبوعا لمغادرة البلاد، ضمن حزمة إجراءات وعقوبات سياسية واقتصادية بحق موسكو، إلا أنه سرعان ما ردت روسيا في بيان صادر عن سفارتها في لندن، اعتبرت فيه، طرد دبلوماسيين روس أنه عمل عدائي وغير مقبول .

 

وقد خاضت روسيا والسويد العديد من الحروب على مدار التاريخ، حيث فقدت السويد جراء تلك الحروب، جزءا من حدودها الشمالية التي تعرف الآن بـ " دولة فنلندا " وعلى الرغم من أن آخر حروب السويد كانت في 1814 ، إلا أنه بعد أكثر من 200 عام لازال السويديون في خوف من الاحتكاك بالقوى الروسية، وما ينتج عن ذلك من حرب ربما تخسر فيها الكثير.

وتمتلك السويد جزيرة "جوتلاند" الاستراتيجية التي تتوسط "بحر البلطيق" والتي تتشارك والحدود الروسية أيضا من خلاله، وهو ما يتسبب في وجود علاقات مضطربة بين الدولتين، نتيجة القلق الذي تشعر به روسيا من التقارب الذي يحدث بين الغرب (حلف الناتو) والسويد ، يقابلة قلق بالغ من السويد، إذ تشارك روسيا القوات السويدية في وجودها العسكري في بحر البلطيق، وتوجد لدى روسيا أماكن اصطياف على ساحل البحر الأسود في الجنوب وساحل بحر البلطيق في الشمال.

وعلى مدارالسنوات الثلاثة المنصرمة تحدثت السويد بشكلٍ مباشر عن اقتراب بعض الأجسام الغريبة والغواصات من حدودها البحرية وأراضيها، وقال مسؤولو بالسلطة السويدية إنهم في حاجة شديدة إلى الجيش لمواجهة التواجد العسكري الروسي في بحر البلطيق، الأمر الذي جعل السويد التي كانت قد أوقفت بالفعل العمل بنظام التجنيد الإجباري في 2010 تتراجع عن قرارها، نتيجة إعتبارات أمنية جديدة.

وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، قد رجحت أن الدول التي تنتج غاز "نوفيتشوك" السام، هي بريطانيا ذاتها أو سلوفاكيا أو جمهورية التشيك أو السويد أو ربما الولايات المتحدة ، مؤكدة أن روسيا، ومن قبلها الاتحاد السوفيتي ، لم يطورا أية مادة كيميائية تحت اسم " نوفيتشوك " .

يشار إلى أن موسكو، ردت مبكرا على أية عقوبات بريطانية محتملة من خلال وزارة خارجيتها والتي أكدت قبل يومين أن التهديدات البريطانية بفرض عقوبات على موسكو بشأن تسميم جاسوس روسي سابق لن تمر دون رد، وقالت " إن المزاعم الزائفة بتورط روسيا في ذلك تعد استفزازا في ظل تأكيد المسئولين الروس، عدم وجود أي علاقة لهم بالهجوم وأنهم سيتجاهلون التهديدات البريطانية حتى تقدم لندن عينات من الغاز الذي استخدم في الهجوم وتبدأ روسيا حينئذ في الالتزام بتعهداتها بناء على معاهدة الأسلحة الكيماوية التي تنص على إجراء تحقيقات مشتركة في مثل هذه الحوادث".

وفي خطوة وصفتها صحيفة "دايلي مايل" البريطانية بأنها مهمة لا سابقة لها منذ الحرب الباردة ، وهي إرسال بريطانيا إحدى أحدث قطعها البحرية الحربية إلى مياه البحر الأسود، بما يشكل أكبر تعزيز للوجود العسكري البريطاني قرب حدود روسيا منذ عقود من الزمن، الأمر الذي يدفع بقوة إلى أن إرهاصات استعادة الحرب الباردة بين روسيا وبريطانيا باتت على الأبواب .

جدير بالذكر أن حدة اللهجة الحادة المتبادلة بين لندن وموسكو، تزايدت بشكل كبير خلال الأشهر القليلة الماضية على خلفية اقتراب الطائرات والسفن الروسية من المياه الإقليمية البريطانية ما دفع بلندن الى تصعيد اللهجة حيال الكرملين وسط أجواء مشحونة بالغضب وتصاعد الحرب الكلامية بين البريطانيين والروس، حيث حذرت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا من أنه لن يسمح لأي وسيلة إعلام بريطانية بالعمل في روسيا في حال إغلاق محطة "روسيا اليوم" في بريطانيا، وذلك بعد إعلان منظم وسائل الإعلام المرئية والمسموعة البريطانية "اوفكوم" أنه يمكن أن يتخذ قرارا بخصوص الترخيص الممنوح لشبكة "روسيا اليوم"، معتبرا أنها أداة دعاية موالية للكرملين، وذلك ردا على الاشتباه بمسؤولية موسكو في تسميم عميل مزدوج سابق في بريطانيا.

وقالت وزارة الخارجية الروسية إن موسكو ستتخذ إجراءات انتقامية سريعا ردا على الإجراءات البريطانية والتي قالت إنها اتخذت من أجل أهداف سياسية قصيرة النظر، مشددة على أن الحكومة البريطانية اختارت المواجهة مع روسيا.

يشار إلى أنه في عام 2004 اعتقل جهاز الأمن الاتحادى (إف.إس.بي)، وهو جهاز المخابرات فى روسيا، سكريبال بتهمة الخيانة العظمى. وحُكم على سكريبال بالسجن لمدة 13 عاما، وبعد ست سنوات تم تسليم الجاسوس إلى الولايات المتحدة فى إطار صفقة لتبادل الجواسيس.. وفي وقت لاحق من ذلك العام سافر سكريبال إلى بريطانيا وأقام بها منذ ذلك الحين .

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك: