إعلان

"عفرين".. مدينة سورية احتلتها تركيا بالدم والتهجير (صور وفيديوهات)

09:40 م الإثنين 19 مارس 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – محمد الصباغ:

لم تعد مدينة عفرين السورية كما كانت قبل أشهر قليلة، فبعدما كانت بمثابة الجنة للنازحين السوريين الذين وصل عددهم لنحو نصف مليون مواطن ومعهم أيضًا فارون من الحرب ضد داعش في العراق، باتت بقعة ملتهبة جديدة في سوريا بعد هجوم تركي انتهى بالسيطرة على المدينة وتسبب في مقتل المئات ونزوح الآلاف.

وبالأمس أعلنت أنقرة السيطرة الكاملة على عفرين، وظهر بشكل واضح من يقود الأمور في المدينة، فبعدما دخلت القوات التركية والفصائل المعارضة السورية إلى عفرين، تم رفع العلم التركي بدلًا من علم الأكراد بالمدينة، وعلى استحياء رفع البعض راية المعارضة السورية المسلحة التي تستبدل اللون الأحمر في العلم السوري الرسمي باللون الأخضر.

تقع المدينة الحدودية في شمال غربي سوريا، وتتبع محافظة حلب إداريًا وجنوبها هناك محافظة إدلب، وإلى الشمال والغرب هناك تركيا.

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن بدء العملية في عفرين في الثلث الأخير من يناير الماضي، وبالفعل بدأت قواته بمساعدة فصائل سورية مسلحة مدعومة من تركيا الهجوم على المدينة وفرض حصار على قاطنيها.

هنا بدأت مجموعات معارضة مسلحة مثل ما يسمى الجيش السوري الحر، بالابتعاد عن هدفها المعلن قبل سنوات، وبدلاً من قتال النظام السوري برئاسة بشار الأسد، باتوا ينفذون عمليات عسكرية لصالح داعميهم في أنقرة، وهذه المرة استهدفوا منطقة عفرين البعيدة عن الحرب بالأساس.

قال أردوغان إن الهدف من العملية هو إبعاد المجموعات المسلحة الكردية منها، لأنها تمثل تهديدا لأنقرة حيث تتعاون مع قوات حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تركيا إرهابيًا.

بدأت الفصائل المسلحة السُنيّة المدعومة من أنقرة الزحف نحو عفرين، وكانت تركيا في نفس الوقت تحشد جيشها على الحدود، وبدأت عمليات القصف الجوي والبري قبل سبعة أسابيع واتهمها المواطنون في المدينة ذات الأغلبية الكردية بقتل المدنيين والأطفال عبر قصف عشوائي.

وبعد الاجتياح التركي واحتلال المدينة، باتت المدينة ليست الجنة المعتادة وبدأ أهلها في النزوح والبحث عن مكان آمن في سوريا. غادر أغلب المواطنين إلى مدينة حلب التي سيطر عليها الجيش السوري بعد معارك قوية مع المعارضة المسلحة التي كانت تضم عناصر من فصائل مصنفة إرهابيًا مثل جبهة النصرة.

غزاة ومحتلون

طالبت الحكومة السورية اليوم، في رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، تركيا بالانسحاب التام من مدينة عفرين السورية.

واعتبرت أن "إعلان رئيس النظام التركي سيطرت قواته الغازية على مدينة عفرين السورية عمل غير مشروع، ويتناقض مع مبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي".

وبدورها قالت وزارة الخارجية المصرية إن ما يحدث في مدينة عفرين هو احتلال تركي وانتهاك للسيادة السورية على أراضيها.

بينما قال بكر بوزداج نائب رئيس الوزراء التركي، إن قواتهم لن تبقى لوقت طويل في المنطقة، مشيرًا إلى أنهم ليسوا "غزاة".

وزعم أن هدف تركيا هو "إعادة المنطقة مجددا إلى أصحابها الحقيقيين بعد تطهيرها من الإرهابيين"، وهو ما يثير الكثير من التساؤلات حول ما يقصده بالسكان الحقيقيين.

فسكان المنطقة من الأكراد، والفصائل التي دعمت وساندت الجيش التركي في احتلال المدينة، وهم مسلحون سُنة من المعارضة التي لم تكن من سكان المنطقة بالتأكيد.

وعبّر مواطنون أكراد نزحوا من عفرين إلى حلب عن الوحشية في القصف التركي لعفرين، وأشاروا لصحيفة الجارديان في تقرير أمس، إلى أنهم يخشون عدم قدرتهم على العودة مرة أخرى إلى منازلهم وحياتهم بالمدينة.

وفي تقرير لصحيفة الإندبندنت البريطانية عن الضحايا "الحقيقيين" للحملة التركية على عفرين، أشارت إلى أنهم لاجئون ورضع وأطفال ونساء مدنيون.

وذكر صحفي الجريدة، روبرت فيسك، أنه التقى بمصابين رجال ونساء وصبيان وفتيات ورضع بجروح بالغة وطفيفة في أماكن مختلفة بالجسد بعد استهدافهم من قبل القصف الجوي التركي في بلدات معبطلي وجنديرس ومريمين، ويتلقون علاجا بمستشفى عفرين الذي استقبل وحده 34 جثة لمدنيين منذ انطلاق الهجوم.

كما لفت مراقبون من المدينة الكردية إلى أن القوات المدعومة من تركيا، التي اجتاحت عفرين مارست عمليات سلب ونهب لممتلكات المواطنين الذين هاجر كثير منهم بسبب الاعتداء.

لماذا عفرين؟

تقع منطقة عفرين على ضفتي نهر عفرين في أقصى شمال غربي سوريا، وهي محاذية لمدينة أعزاز من جهة الشرق ولمدينة حلب التي تتبع لها من الناحية الإدارية من جهة الجنوب، وإلى الجنوب الغربي من البلدة تقع محافظة إدلب، وتحدها تركيا من جهة الغرب والشمال.

عفريبن منطقة جبلية تنفصل جغرافيًا عن المناطق الأخرى التي يسيطر عليها الأكراد على الحدود مع تركيا. ويبلغ سكان المنطقة حوالي نصف مليون نسمة، وبحسب إحصائيات للمرصد السورية لحقوق الإنسان فإن عدد النازحين إليها منذ بداية الحرب السورية رفع عدد المقيمين بها إلى مليون نسمة.

تضم عفرين نحو 350 قرية وبلدة صغيرة وكبيرة من أهمها عفرين المدينة، وجندريسة وبلبلة وشية، وراجو وشرا.

وتعود أهميتها بالنسبة لتركيا إلى أنها تفصل بين مناطق سيطرة قوات درع الفرات المدعومة من أنقرة في مدينتي الباب وجرابلس، وبين التواجد التركي في محافظة إدلب بموجب اتفاق خفض التصعيد بين المعارضة والحكومة السورية.

وبمنطق فرض النفوذ والتأمين الاستراتيجي، تسعى تركيا لتأمين تواصل جغرافي بين المناطق التي تسيطر عليها وبالتالي تحاول إنهاء أي سيطرة للأكراد على مدينة عفرين أو بالأحرى إضعاف الأكراد وإنهاء حلمهم بوصل المناطق الكردية ببعضها، خوفًا من زيادة خطورة حزب العمال الذي تقول تركيا إنه يتخذ من الجبال في مناطق شمالي سوريا بينها عفرين مناطق للاختباء والتدريب.

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان