بعد الجاسوس الروسي.. ما هي أبرز الغازات السامة المُستخدمة في الاغتيالات؟
كتبت- رنا أسامة:
أثارت واقعة الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريبال وابنته، التساؤلات مُجددًا حول استخدام الغازات السامة في تنفيذ الهجمات وعمليات الاغتيال، بعد أن أعلنت الشرطة البريطانية، الأسبوع الماضي، احتمالية استخدام غاز الأعصاب "عمدًا" لتسميم الجاسوس وابنته.
ويعد غاز الأعصاب، الذي يعود تاريخه إلى ثلاثينات القرن العشرين، من الغازات السامة الأكثر خطورة؛ إذ يشل الجهاز العصبي وجميع وظائف الجسم ويدخل الجسم من الفم أو الأنف عادة، كما يمكن أن يتسرب من العينين أو الجلد.
وفي هذا التقرير يستعرض "مصراوي" أبرز الغازات السامة من عائلة غاز الأعصاب المُستخدمة في عمليات إرهابية واغتيالات:
الكلور:
لم يعرف كغاز إلا في القرن السابع عشر، ويعتبر من أول الغازات السامة التي استُخدِمت في الحروب ويستخدم كسلاح في الاشتباكات.
يهاجم العينين والجهاز التنفسي عند إطلاقه في الهواء؛ إذ يؤدي إلى عدم وضوح الرؤية وحدوث إحمرار وقروح بالجلد، وحرقة في الأنف والحلق والعين، وسعال وصعوبات في التنفس. وتحدث الأعراض بسرعة أكبر في حال تم استنشاقه بتركيزات أعلى.
استخدمه الجيش الألماني خلال الحرب العالمية الأولى في معركة قرب مدينة إيبري البلجيكية، عندما أطلق الجنود الألمان 160 طنًا من الكلور، ما أدى إلى مقتل الآلاف من الجنود الفرنسيين والحلفاء.
في العراق، استخدمه مسلحون في العراق في تنفيذ عمليات إرهابية ضد تجمعات سكانية في 2007. وفي أكتوبر 2014، وردت تقارير باستخدامه من قِبل تنظيم داعش في هجوم في الضلوعية، جنوب تكريت، ما أدى إلى إصابة 11 شخصا بجروح، وتنوعت الإصابات بين صعوبات في التنفس والقيء والدوار.
في فبراير 2017، اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش النظام السوري باستخدام غاز الكلور 8 مرات على الأقل في مناطق سكانية بحلب، ما أدى إلى مقتل 9 مدنيين، بينهم 4 أطفال، وإصابة حوالي 200 شخص بجروح، وهو ما نفته الحكومة السورية.
الخردل:
غاز مولّد للبثور، ينتشر كرذاذ بعد انفجار القذيفة التي تحتويه. يسبب عمى مؤقت، وتميؤ الرئتين، وحروق ونزيف.
وبحسب تقارير الأمم المتحدة، استُخدِم في 21 أغسطس 2015 في هجوم نفّذه تنظيم داعش في مارش في شمال سوريا، ومُجددًا في سبتمبر 2016 في قرية أم حوش بمحافظة حلب السورية. فضلًا على استخدامه خلال الحرب العالمية الأولى.
السارين:
من الغازات المؤثرة على الأعصاب ويتسلل إلى الجسم عند استنشاقه أو عند ملامسته البشرة. واكتُشِف عام 1938 في ألمانيا.
يهاجم الجهازين العصبي والعضلي، ويسبب الوفاة إثر سكتة قلبية.
في 21 أغسطس 2013، استُخدم في هجوم بالقرب من دمشق نُسب إلى النظام السوري، أسفر عن سقوط 1429 قتيل على الأقل، وهو ما نفته أيضا الحكومة السورية.
وفي 1995، استُخدِم في هجوم مترو الأنفاق بالعاصمة اليابانية طوكيو وتسبّب في سقوط 13 قتيلًا. كما استُخدم عام 1988 في هجوم على الأكراد نفّذه صدام حسين أودى بحياة 5000 شخص.
وذكرت الأمم المتحدة أن الحكومة السورية استخدمت السارين في الغوطة عام 2013، كما اتهمتها باستخدامه في خان شيخون في أبريل 2017.
في إكس:
توصل علماء عسكريون في بريطانيا لهذا النوع من غاز الأعصاب في الخمسينيات من القرن الماضي.
يشبه غاز السارين في تأثيره على الأعصاب وطريقة انتقاله للجسم، ويُعد الأقوى بين غازات الأعصاب ويُطلق عليه "غاز الدمار الشامل".
يمكن أن يتسرب من الجلد، ويشل الجهاز العصبي وجميع وظائف الجسم في غضون دقائق. ويمكن أيضا تحويله إلى بخار عن طريق تسخينه، وفي هذه الحالة يكون تأثيره فوري. قد يسبب الموت بعد دقائق من استنشاقه.
يظل على الملابس والأثاث والأرض لفترة طويلة، مما يعني سهولة اكتشافه في العينات التي تُجمع من مواقع الهجوم.
واستُخدِم في 13 فبراير 2017، في حادث اغتيال كيم جونج نام، الأخ غير الشقيق لزعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون، في ماليزيا.
فيديو قد يعجبك: