لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"فايننشال تايمز": داعش يعيد ترتيب أوراقه في سوريا

01:57 م الأحد 04 فبراير 2018

داعش

كتبت – إيمان محمود:

انتهى العام الماضي باحتفالات دحر ما يُسمى "تنظيم الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا، لكن مع بدايات العام الجديد والتركيز على معارك للسيطرة على مناطق المعارضة السورية، بالإضافة إلى العملية العسكرية التركية ضد الأكراد، حاول بقايا التنظيم إعادة بناء صفوفه مرة أخرى.

ونقلت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، عن فصائل من المعارضة السورية، تؤكد أن داعش والجماعات الجهادية تحاول استغلال انشغال القوى الدولية في إعادة تجميع صفوفهم.

وعلى مدار العام 2017، فقد داعش مساحات واسعة من الأراضي في جميع أنحاء العراق وسوريا، بعد أن تنافست القوى الدولية لهزيمة التنظيم المُتطرف، إذ دعم التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأكراد في سوريا لقتال التنظيم، كما تحالفت روسيا وإيران اللتان تدعمان الرئيس السوري بشار الأسد.

ولفتت الصحيفة البريطانية، إلى أنه بعد إعلان روسيا وإيران هزيمة التنظيم، فإن التوترات المتصاعدة والطموحات الإقليمية الجديدة بين القوات الدولية حوّلت التركيز بعيدًا عن جيوب داعش المتبقية، كما أن الهجوم التركي في عفرين بشمال غرب سوريا ضد الميليشيات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة والتي قاتلت بنجاح داعش يزيد من التوتر.

وقال أحد المُعارضين السوريين، إن "داعش بعيد عن الانتهاء"، وربما يكون هناك رغبة لدى العديد من الأطراف في ترك ما تبقى منه حتى تتمكن من مهاجمة اعدائها، بحسب ما نقلته الصحيفة.

وأكدت الصحيفة أن داعش "المُنشق" عن تنظيم القاعدة، حظى بتسامح كبير من جانب صفوف المعارضة السورية وذلك أملاً منهم بأن هجماته ستُضعف منافسيهم في الصراع الذي دام لأكثر من 7 سنوات.

وفي عام 2014، تمكن داعش من السيطرة على ما يقرب من نصف سوريا وثلث العراق المجاور، معلنًا ما أسماه بـ"دولة الخلافة"، لكن بحلول عام 2016، بدأت جميع الأطراف المتناحرة في سوريا أن تبذل جهودًا متضافرة للمضي قدمًا ضد التنظيم.

وفي تقارير سابقة لصحيفة "فايننشال تايمز"، أكدت أنه مع انهيار الخلافة، قضت داعش شهورًا في تحويل أموال التنظيم من معقله لتمويل شبكة قواته، وقال بعض مقاتلي المعارضة السورية إنه يبدو الآن أنه يعمل على ربط تلك الشبكة مُجددًا وخطوط الإمداد في جميع أنحاء سوريا.

وقال أحد الشيوخ القبلية في شرقي سوريا، إن داعش لا يحاول السيطرة على المدن، إنما يحاول فتح الطرق لربط الجيوب المتبقية له وخلاياه النائمة المنتشرة في جميع أنحاء البلاد من الحدود الجنوبية، وصولاً إلى البوكمال في الشرق على الحدود مع تركيا.

وأضاف أن خلايا التنظيم يمكن أن تكون بمثابة عُقد لداعش ينقل من خلالها القوات ويُنظم هجماته.

وأشارت الصحيفة أن هذا التطور في استجماع التنظيم لقوته، يمثل تهديدًا صريحًا للوضع في سوريا، ويتسبب في إطالة أمد الصراع الذي أجبر ملايين السوريين على الفرار من بلادهم واللجوء إلى دول أوروبا والبلدان المجاورة.

ووفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن سيطرة داعش على الأراضي في سوريا تقلصت من 50% إلى 3% خلال أواخر العام الماضي فقط، لكن في الشهرين الماضيين ارتفعت هذه النسبة إلى 3.7% بعد أن سيطر التنظيم على 82 قرية في شمال غرب سوريا.

وبعد ارتفاع حدة المعارك في عام 2017 ضد التنظيم؛ بدأ مقاتلو داعش الفرار إلى المناطق الحدودية الصحراوية التي يسهل اختراقها بين العراق وسوريا، إذ كان سقوط الرقة في أيدي قوات سوريا الديمقراطية ذات الأغلبية الكردية والمدعومة من الولايات المتحدة، يمثل هزيمة ساحقة للتنظيم، قبل أن تنتزع القوات الحكومية السورية بدعم جوي من روسيا مدينة دير الزور والميادين والبوكمال.

ورغم ذلك؛ اتهمت روسيا والولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة "الشركاء السوريين" على الأرض بالسماح بإعادة ظهور داعش في شرق البلاد.

ونفى المتحدث باسم التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، رايان ديلون أن قوات الدفاع الذاتي تتسامح مع وجود داعش، قائلاً إن التضاريس الصحراوية المترامية الأطراف يصعب استعادتها أكثر من المناطق الحضرية، ولفت إلى أنه ليس من السهل استهداف داعش في تلك المناطق كما لو كانوا في منطقة مُحددة.

وتوقع أحد المعارضين السوريين، أن تتفاقم التوترات خلال الفترة المقبلة بين الولايات المتحدة وإيران، خاصة بعد القرار الأمريكي الذي صدر هذا الشهر ببقاء ألفي جندي في شرق سوريا لردع داعش ومواجهة التمدد الإيراني.

واتهم المعارض السوري التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة باستخدام القضاء على داعش كـ"حجة للسيطرة على المنطقة بأكملها"، بحسب ما نقلته الصحيفة.

وأشار كولونيل ديلون إلى تقارير تفيد بأن داعش تمكن من الهرب عبر الأراضي التي يسيطر عليها بشار الأسد، مشيرًا إلى أن الرئيس السوري يريد أن يبقي داعش تحت السيطرة في حين يشن هجماته ضد المعارضة السورية.

ويرى نشطاء معارضون أن هجوم الأسد على إدلب، سمح إلى حد كبير بإنشاء موطئ قدم في المحافظة الخاضعة لسيطرة المعارضة، وهي المرة الأولى التي يدخل فيها داعش إلى إدلب منذ عام 2015.

وأشار النشطاء في إدلب إن خلايا داعش النائمة يمكن أن تنشط بهزيمة المعارضة، لافتين إلى أن "هناك قرى في إدلب متعاطفة مع داعش وتنتظرها فقط لتحريرها".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان