كاتب إسرائيلي: طهران قد تفاجئ تل أبيب بعد "محاصرتها" بالشيعة
كتب – محمد الصباغ:
كانت التوترات الأخيرة بين إيران وإسرائيل في سوريا أمرًا متوقعًا، فمن الصعب أن تبقى طهران صامتة أمام الاستهداف الإسرائيلي لأهداف إيرانية. وبحسب مقال بصحيفة هآرتس فإنه من الممكن أن ترد الجمهورية الإسلامية تل أبيب برد مفاجئ سواء من حيث التوقيت أو الأسلحة أو الطريقة.
ويرى المحلل السياسي إفرايم كام، في مقاله المنشور الأربعاء، أن من الممكن افتراض أن كلا الطرفين لا يريدان الدخول في صدام، لكن مع إرسال طهران لقوات إيرانية وشيعية للقتال في سوريا في وقت تتقدم فيه قدرات حزب الله العسكرية، ومع إدراك إسرائيل للخطر، فإن الصدام ربما يكون حتميًا.
فوق كل ذلك، تعتبر إسرائيل أن إيران تمثل أكبر التهديدات نحو الدولة العبرية. ويُبنى ذلك على عدد من النقاط بينها امتلاك حزب الله لنظام صاروخي متطور وكبير، وذلك بجانب سياسة طهران بمحاصرة إسرائيل بـ"المتطرفين" الشيعة كما اتضح في لبنان وسوريا.
وبحسب المحلل الإسرائيلي، فإنه لو امتلكت إيران سلاحا نوويا ذات يوم فإن التهديد الذي تمثله نحو إسرائيل سيصل إلى حد غير مسبوق.
لكنه عاد وأشار إلى أن توازن القوى أكثر تعقيدًا. فالأداة الرئيسية التي تستخدمها إسرائيل في سوريا هي الضربات الجوية، ولا ترد إيران على ذلك لأن قواتها الجوية تعتمد على طائرات تعود إلى 30 أو 40 عامًا مضوا ولا يمكن أن تضاهي منافساتها الإسرائيلية.
وبالإضافة إلى ذلك، على إيران أن تبعد قواتها على مسافة مئات الكيلومترات من حدودها دون أي دفاع حقيقي حينما تكون هدفا للهجمات الإسرائيلية أو المضايقات من المجموعات السنية في سوريا.
ويضيف الكاتب في هآرتس أن قوافل الأسلحة التي تصل إلى حزب الله تكون مستهدفة.
كما تطرق المقال إلى الخطر الذي تمثله الولايات المتحدة لإيران. اعتبرت إدارة الرئيس دونالد ترامب إيران خطر كبير على واشنطن وحلفائها بسبب استخدامها "الإرهاب" والتدخل في دول أخرى"، وامتلاكها لنظام صاروخي كبير، وفوق كل ذلك محاولة تطوير سلاح نووي.
لم تتخذ الولايات المتحدة حتى الآن خطوة عملية لمواجهة هذا التهديد، ومن غير الواضح ما إذا كانت ستفعل بالأساس.
وبحسب مقال هآرتس فإن إيران غير واثقة من الولايات المتحدة لن تتحرك، وأن آخر ما تريده إيران هو مواجهة مع الولايات المتحدة الأمريكية. ومع ذلك فالقرار الأمريكي بالإبقاء على قوات أمريكية في شمالي سوريا لفترة غير محددة سوف يقلق طهران.
ولفت الكاتب إلا أنه على الرغم من التحالف بين إيران وروسيا اللاعب الأكبر في سوريا حاليًا، لكن هناك أراء تشير إلى أن هناك تضارب في المصالح بين البلدين.
ونتيجة لذلك تخشى طهران أنه حال الوصول لتسوية شاملة في سوريا، فإن روسيا قد لا تُصر على إبقاء بشار الأسد في الحكم لو تلقت وعودًا باستمرار استخدام قاعدتها الجوية والبحرية هناك.
واعتبر الكاتب أن الهدف الإقليمي الأسمى لإيران هو تحصين نفسها في سوريا وجيرانها على المدى البعيد. فقد دفعت بالفعل ثمنًا باهظًا من الدماء والمال، ولا يوجد سبب يدفعها نحو التخلي عن ذلك.
أما إسرائيل فتسعى إلى منع إيران من الإبقاء على قواتها أو المجموعات الشيعية المسلحة في سوريا – ومن بينهم حزب الله- لفترة طويلة. ويرى الكاتب أن هذا التناقض قد يدفع إلى مواجهة جديدة.
فيديو قد يعجبك: