لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

منظمات إنسانية تحذّر من إجبار نازحو العراق على العودة إلى مدنهم المُدمرة

11:38 ص الأربعاء 28 فبراير 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – إيمان محمود
في الوقت الذي تقوم فيه السلطات العراقية بإعادة آلاف الأسر إلى المناطق التي نزحوا منها، الأمر الذي يؤدي في بعض الأحيان إلى عواقب جسيمة، حذرت منظمات انسانية اليوم من أن الغالبية من العراقيين النازحين حاليًا في الأنبار بسبب الحرب ضد تنظيم داعش يشعرون بأمان في مخيمات النزوح أكثر مما هم في منازلهم.

وفي هذا الصدد قال مدير المجلس النرويجي للاجئين في العراق بيتر كوستوهريز: "من المأساوي أن نرى الناس يشعرون بأنهم في أمانٍ بالمخيمات أكثر مما هم في منازلهم في الوقت الذي يفترض أن يكون النزاع قد انتهى. يخاف الناس من القصاص أو القنابل غير المنفجرة أو ببساطة لأن ليس لديهم مكان يعودون اليه. لا يمكن أن يكون هناك أي أمل في إحلال السلام في العراق ما لم تتمكن السلطات من ضمان عودة الناس إلى بيوتهم بسلام".

ومنذ إعلان الحكومة العراقية هزيمة تنظيم داعش، لا يزال هنالك أكثر من 2 مليون نازح في العراق، بينما أُجبر أكثر من 9 آلاف شخص على العودة من مخيمات النزوح إلى منازلهم في الأنبار بين نوفمبر وديسمبر 2017، كما أُمر نازحون آخرون في بغداد بالعودة إلى منازلهم.

وبحسب تقرير المجلس الدنماركي للاجئين ولجنة الإنقاذ الدولية والمجلس النرويجي للاجئين، "الطريق الطويل للعودة إلى الديار"، والذي يشمل مقابلات مع أشخاص يقطنون في مخيمات النزوح في الأنبار، فإن 84% يشعرون بأنهم في أمانٍ في مخيمات النزوح أكثر مما هم في منازلهم، و1% في المئة فقط هم على علم بأن منازلهم تصلح للعودة إليها، وأكثر من ٥٠% قالوا بأن منازلهم تضررت أو دمرت كلياً، و16% حاولوا العودة ولم يُسمح لهم.

ووجد التقرير أيضًا أن واحد من كل خمسة أشخاص على الأقل طردوا من كيلو 18 في الأنبار وعادوا إلى هذا المخيم بعد مواجهة التهديدات والعقاب في منطقتهم الأصلية.

صرحت مديرة مكتب لجنة الإنقاذ الدولية في العراق وندي تاوبر: "هناك خطر حقيقي يتمثل في أننا سنرى قريباً المزيد من الناس يُجبرون على العودة إلى ديارهم قبل أن تكون آمنة، ولكن العراقيين يستحقون العيش في منازل آمنة ودائمة ليتمكنوا من إعادة بناء حياتهم ومجتمعاتهم. يجب على المجتمع الدولي وحكومة العراق أن يتأكدوا من جعل المناطق آمنة ومرحبة بالعراقيين الذين يختارون العودة إلى ديارهم. أما بالنسبة لأولئك الذين لا يريدون العودة إلى ديارهم، فإنهم بحاجة إلى دعم مستمر في المخيمات ومساعدة على الاندماج والاستقرار في المجتمعات المحلية".

ومن جهة أخرى قال مدير المجلس الدنماركي للاجئين في العراق، ايان داوس: "علينا وقف دورة النزوح هذه. في الوقت الذي نتفهم فيه أن السلطات، وفي غالبية الأحيان، الناس أيضاً، يشعرون برغبة في العودة إلى ديارهم وإعادة حياتهم إلى الوضع الطبيعي، نعلم أيضًا بأنه إذا لم يتم ذلك بشكل صحيح فإنه لن يؤدي إلى حلول دائمة لنزوحهم وسوف ينتج عن ذلك استمرار النزوح وانعكاسات غير إيجابية بالضرورة".

ودعت المنظمات الإنسانية السلطات إلى احترام حق العراقيين في اختيار ما إذا كانوا سيعودون إلى ديارهم ومتى يعودون إليها، أو دعم أولئك الذين لا يستطيعون أو لا يرغبون بالعودة في إيجاد حلول بديلة.

كما دعت المجتمع الدولي إلى مواصلة تمويل المساعدات الانسانية في العراق لأن الافتقار الى المساعدات قد يدفع الناس الى العودة إلى منازلهم قبل الوقت المناسب لذلك.

فيديو قد يعجبك: