بعد ضرب مندوب قطر بالأحذية في غزة.. حماس تشكر الدوحة على دعمها
كتبت – إيمان محمود:
في قطاع غزة المُحاصر؛ لم يهتم الأهالي بحجم الأموال التي جاء المندوب القطري محمد العمادي، ليقدمها كمساعدات ومنحة من قطر إلى القطاع الفلسطيني الذي يعاني في كافة مناحي الحياة، ليفاجئه بعض الأهالي بهجوم بـ"الأحذية" على موكبه وتمزيق العلم القطري.
فعند خروج موكب السفير محمد العمادي رئيس اللجنة القطرية لإعمار قطاع غزة، عقب المؤتمر الصحفي في غزة، فوجئ بهجوم بالأحذية على الموكب من قبل بعض سكان القطاع وعلى رأسهم عمال النظافة الذين لم يتقاضوا رواتبهم منذ عدة أشهر، كحال معظم موظفي القطاع.
"العمادي" وصل إلى غزة في زيارة تمتد لأربعة أيام، بهدف استكمال إعادة إعمار القطاع، إذ قدمت بلاده بالأمس 9 ملايين دولار للقطاع، وهي وعود وصفها المُحتجون بـ"الكاذبة"، مطالبين المندوب القطري بتوزيع هذه الأموال بشكل "شفاف".
واستنكرت شركات النظافة في مستشفيات قطاع غزة، هجوم عمال النظافة على المندوب القطري بعد المؤتمر الذي عُقد في مستشفى الشفاء، مُعتبرة أن ما حدث هو "عمل فردي وغير مسؤول وغير لائق بحق السفير العمادي، متقدمة باعتذار رسمي بالنيابة عن عمال النظافة".
فيما قال الدكتور عماد محسن، الناطق باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في غزة الذي يقوده محمد دحلان، إن القطاع لا ينتظر الفتات الذي يلقى له من دولة قطر، وإن الدول العربية عليها التدخل لرفع المعاناة عن غزة.
وأضاف "محسن"، في تصريحات صحفية، أن "قطر قدمت مساعدات اليوم بقيمة 9 ملايين دولار للقطاع، بعد أن تبرعت الإمارات بـ2 مليار لتقديم مساعدات إنسانية لنا".
ويعيش قطاع غزة حالة غير مسبوقة من التدهور الاقتصادي والمعيشي بسبب تشديد الحصار الإسرائيلي، والخلافات بين حماس والسلطة الفلسطينية.
وعم الإضراب التجاري الشامل، اليوم الثلاثاء، قطاع غزة المحاصر، وأغلقت جميع المحال التجارية أبوابها وامتنعت الشاحنات عن إدخال المواد والبضائع عبر معبر كرم أبوسالم، وذلك احتجاجًا على الأوضاع الكارثية التي يشهدها القطاع.
المنحة القطرية
بلغت قيمة منحة الإغاثة القطرية لقطاع غزة 9 ملايين دولار، تم تخصيص 2 مليون و600 ألف دولار منها للطرود الغذائية والأغطية، و500 ألف لصالح وقود المشافي ومضخات الصرف الصحي ووزارة الصحة، ومليوني دولار للأدوية، ومليون دولار لترميم بيوت الفقراء، والمبلغ نفسه لتسديد رسوم الطلبة في الجامعات، وأخيرًا 2 مليون للحالات الإنسانية والمرضية.
وقال السفير القطري محمد العمادي –خلال مؤتمره بالأمس- إن قطر تمدّ يد العون لقطاع غزة في الوقت الذي يراهم العالم ويراقبهم وهم يتعرضون للظلم ويموتون ببطء، مضيفًا "نرجو أن تكون خطوة قطر تقديم مساعدة لغزة حافزاً دولياً لإنقاذ سكان غزة، وأؤكد: لا يوجد نية لأي طرف بالتصعيد أو الدخول بمواجهة من شأنها أن تشعل المنطقة بالكامل".
وتابع: "لقد تبرع الأمير تميم بمحنة إنسانية لمستشفيات قطاع غزة وسيظل واقفًا مع الشعب الفلسطيني الأصيل".
حماس تشكر قطر
وفي حين عبّر أهالي غزة عن غضبهم وامتعاضهم من الأموال القطرية التي لا تذهب لمستحقيها، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، التابعة لحماس، مساء الاثنين "عودة الحياة للمرافق الصحية بعد المنحة القطرية الكريمة لإغاثة القطاع الصحي في غزة".
وثمّنت الوزارة المنحة القطرية، واصفة الخطوة بأنها "تأكيد على نهج عربي وإسلامي كريم من دولة قطر أميرًا وحكومة وشعبًا ومؤسسات في الوقوف إلى جانب شعبنا في أصعب الظروف وتقديم المساعدة في مختلف القطاعات خاصة القطاع الصحي".
وقالت الوزارة: "اليوم تبادر دولة قطر الشقيقة بمد شرايين الحياة إلى مرافق وزارة الصحة التي تعطلت فيها الخدمات وتعيد الابتسامة لأطفال مستشفى الشهيد محمد الدرة للأطفال، وتعزز من صمود أهلنا في شمال قطاع غزة بإعادة العمل في مستشفى بيت حانون، وإلى إسناد خدمات المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية بالأدوية".
أما وزير الأشغال العامة والإسكان مفيد الحساينة، فقد أشاد اليوم الثلاثاء، بالجهود التي تبذلها دولة قطر "الشقيقة في دعم ومساندة أبناء شعبنا الفلسطيني وقضيتنا الفلسطينية".
وشدد الحساينة على "عمق العلاقة مع دولة قطر الشقيقة والترحيب الكبير الذي يلقاه السفير العمادي بين أبناء شعبنا الفلسطيني"، مؤكدًا أهمية مواصلة دعم قطر ومساندتها لأبناء شعبنا في التخفيف من معاناتهم.
من جانبها؛ قدمت وزارة الداخلية الفلسطينية في قطاع غزة، الشكر لدولة قطر على دعمها ووقوفها الدائم والمستمر إلى جانب الشعب الفلسطيني والتي كان آخرها تقديم منحة عاجلة لإغاثة القطاع الصحي في قطاع غزة الذي يعيش أوضاعا سيئة منذ عدة سنوات.
حماس
وفي بيان أصدرته مساء الاثنين؛ أشارت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إلى مواقف قطر تجاه القضية الفلسطينية ومساعداتها المستمرة لشعبنا الفلسطيني وخاصة أهل غزة في ظل ما يتعرضون له من أزمة إنسانية كبيرة.
وأكدت الحركة أن الشعب الفلسطيني "سيبقى حافظًا لقطر ولأميرها ولحكومتها وشعبها هذا الدور الرائد وهذه المواقف النبيلة".
وأكدت اعتزازها بعمقها العربي والإسلامي، و"تتوقع من جميع الأشقاء مساهمة في إسناد غزة في ظل هذه الأزمة المتفاقمة"، شاكرة المندوب القطري على جهوده من أجل إعمار القطاع.
فيديو قد يعجبك: