لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"دمج الفن بالسياسة".. كيف استطاعت لوحة ميشيل أوباما تحقيق المعادلة الصعبة؟

03:34 م الأربعاء 14 فبراير 2018

كتب - هشام عبد الخالق:

سلطت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، في تقرير لها اليوم الثلاثاء، الضوء على اللوح الفنية التي رُسمت للرئيس السابق باراك أوباما وزوجته ميشيل على أيدي الفنانين كيهايند وايلي وآيمي شيرالد، والتي أدهشت العالم أجمع بسبب تأثيراتهما البصرية المميزة، وكذلك اختيار هذين الفنانين بالتحديد - وهما أمريكيان من أصل أفريقي - لرسم الصور.

وقالت المجلة، على الرغم من الترحيب الكبير الذي استقبل العالم به اللوح الفنية المرسومة لأوباما وميشيل، إلا أنها تعرضت لانتقادات كبرى على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، حيث كان حائط الخضرة خلف أوباما على سبيل المثال بداية لنكت كثيرة عن تاريخه مع الماريجوانا.

وتتابع المجلة، ركّزت الانتقادات التي طالت لوحة ميشيل أوباما بشكل كبير على نقطتين أساسيتين، أولهما أن الوجه لم يكن وجهها بشكل كبير، وقال البعض إنه يشبه إلى حد كبير وجه كيري واشنطن - الممثلة التي تلعب دور مسؤول في البيت الأبيض في مسلسل الجريمة Scandal - وأن الفستان الطويل للغاية خطف الأنظار من الوجه.

وتضيف، هناك سبب لكل من هذين الانتقادين، فالفستان يمثل أغلب اللوحة الخاصة بالسيدة الأولى، ويُعبر عمّا لم يعبر عنه الوجه غير الواضح، ولا يأتي النقد الخاص بعدم تشابه الوجه مع وجه ميشيل أوباما بمثابة مفاجأة للأشخاص الذين هم على دراية بأعمال آيمي شيرالد، المعروفة برسمها للنساء الأمريكيات من أصول أفريقية، ولكن تلك اللوحات التي تقوم بها لا تُعد تعبيرًا خالصًا عن الوجه الخاص بالشخصية.

وتعتمد شيرالد، بشكل كبير، على تناغم الدرجات الرمادية من الجسم، مع ألوان الملابس المبهجة والخلفية ذات اللون الواحد، وتتحدى اللوحة بذلك الصورة النمطية التي يأخذها الناس عن اللوح الفنية.

ووصفت شيرالد، في تفسيرها للوحة، إن الجمع بين هذه الأشياء يجعل ميشيل أوباما تبدو حقيقية أكثر وتعبر عن نفسها، مقترحة أنها كانت تهدف إلى شيء أكثر من مجرد تشابه في الوجه بين اللوحة وميشيل.

هناك سبب لجعل وجه ميشيل أقل العناصر جاذبية في اللوحة الفنية - كما تقول المجلة - فالفستان بمثابة نافذة على حياة السيدة الأولى السابقة مثل وجهها، وقد يكون أكثر واقعية من الوجه في تلك الحالة، والثوب في اللوحة تجسيد لأحد فساتين مصممة الأزياء ميشيل سميث، وأحد مجموعات ماركة الأزياء العالمية Milly، ويظهر الجزء العلوي من الفستان يدا ميشيل أوباما الرائعتين، فيما يدل القطن المتواضع الذي صُنع منه الفستان على تواضع ميشيل وتواصلها مع الجميع، فيما يضفي امتداد الجيبة الواسع بعضًا من الدراما والجلالة الذي يليق بسيدة أولى للولايات المتحدة.

ويضفي مزيج الألوان مزيدًا من السحر والجمال على زوجة باراك أوباما، التي تتميز بمزيج آخر من الوطنية والنشاط والتمسك بالتقاليد والحداثة في نفس الوقت.

وتقول المجلة، قد يكون اختيار مُصممي اللوحات هو التصريح السياسي الأبرز الذي يمكن العثور عليه من داخل تفاصيل اللوحات الفنية للرؤساء وزوجاتهم، وارتدت ميشيل من تصميم مجموعة Milly العالمية عدة مرات خلال فترتها في البيت الأبيض، كانت إحدى هذه المرات خلال مبادرة "اشربوا مزيدًا من الماء" التي أطلقتها في يوليو 2014، كما أنها دعت ميشيل سميث إلى الورشة التي أقامتها للمراهقين في البيت الأبيض لتعلم تصميم الأزياء، كما أنها ارتدت فستانًا أسود عاري الكتفين من تصميم مجموعة Milly أثناء تصويرها لغلاف مجلة Essence مع زوجها باراك أوباما في 2016.

وتشترك كلًا من سميث وأوباما في أكثر من الاسم الأول - ميشيل - حيث عارض كثير من مستخدمي مجموعة Milly التي تشرف عليها ميشيل سميث، دونالد ترامب عند انتخابه رئيسًا للولايات المتحدة، في نفس الوقت الذي عارضته فيه ميشيل أوباما، وقالت سميث في نوفمبر 2017: "كل شيء مثّل لي انتصارًا للمساواة في أمريكا، مثل انتخاب أول رئيس أفريقي أمريكي، وزواج المثليين، أصبح مهددًا، وشعرت أن الخطوة القادمة يجب أن تكون انتصار حقوق الإنسان وأن تحصل أمريكا على أول رئيسة في تاريخها، إلا أن كل هذا انهار، وأصبح التهديد يعم جوانب كثيرة من حياتي، وشعرت أنني يجب أن أفعل شيئًا ما".

واستخدمت أوباما في صورها الأخيرة داخل البيت الأبيض زيًا من أزياء Milly أيضًا، حيث ارتدت بنطلونًا أسود وقميصًا أبيض في أسود، وكان هذا الزي - المصنوع من خامات أمريكية وبتكلفة معقولة - بمثابة تصريح سياسي هو الآخر، في الغالب أغفلت ميلانيا ترامب - التي تم انتقادها كثيرًا لارتدائها أزياء غالية - عن استنتاجه.

وتختتم المجلة تقريرها بالقول: "استخدمت ميشيل أوباما الموضة دومًا للتعبير عن آرائها السياسية، وتستمر في فعل ذلك، ولوحتها الأخيرة تعبير واضح عن الموضة سوف يستمر لأجيال متعاقبة، وإذا نظر النُقاد لما خلف الرسم والتفاصيل، سيرون أنه يمثل رسالة سياسية أيضًا".

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان