كاتب بريطاني: الزي الموّحد ميّز الاحتجاجات الفرنسية على مدى 300 عام
لندن (أ ش أ)
رأى الكاتب البريطاني بن ماسنتاير، أن ما تشهده فرنسا الآن من احتجاج شعبي ليس مجرد تعبير عن انخراط في نشاط ثوري بقدر ما هو محاولة للفت الأنظار إلى المقدرة على القيام بنشاط ثائر، وهي معركة أحرز فيها المحتجون النصر بالفعل.
ونوه ماسنتاير - في مقاله بصحيفة (التايمز) البريطانية - بمّا يمثله الزيّ الذي يرتديه المحتجون الفرنسيون من رمزية؛ ولطالما جمع بين المحتجين والثائرين لباسٌ موحد، بدءًا من الـ 'سان كيلوت' منذ الثورة الفرنسية (حيث لم يكن المحتجون يرتدون ملابس داخلية تمييزا لهم عن طبقة الإقطاعيين والنبلاء) ونهاية بـ "السترات الصفراء".
وأكد الكاتب أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يواجه - الآن - مشكلة عويصة في ظل تفاقم الاحتجاجات وإخفاق جهوده في احتواء المحتجين الذين لم يقنعوا بتلبية مطالبهم حتى بات الأمر هجومًا عامًا على الطبقة الحاكمة في البلاد.
ولفت ماسنتاير إلى خلوّ ميدان المحتجين من زعماء أو أهداف واضحة، إنما الشيء الجامع بينهم هو ذاته الذي برز بوضوح في كافة الاحتجاجات الفرنسية على مدى الـ 300 عام الماضية: هذا الشيء هو اللباس الموحد للاحتجاج والذي يرمز إلى رفض النظام القائم، وليس متظاهرو السترات الصفراء اليوم سوى متظاهري الـ (سان كيلوت) ولكن في الزمن الحاضر.
وأكد الكاتب أن المظاهر دلالية في فرنسا، وقد وجد المتظاهرون في السترات الصفراء طريقة زهيدة التكلفة إلا أنها فعالة للتعبير عن التضامن؛ إنها حقا إحدى أقوى أزياء التظاهر في التاريخ؛ ويرمز الزي الزهيد التكلفة إلى الراديكالية والتمرد ورفض الترف الذي ترفل فيه النخبة الكوزموبوليتية.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: