رئيس الأغنياء.. لماذا غضب الفرنسيون من ماكرون؟
كتبت- هدى الشيمي:
قالت صحيفة تليجراف البريطانية إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يصارع الآن أكبر تحدٍ يواجهه منذ توليه الرئاسة، مع استمرار احتجاجات حركة السترات الصفراء المناهضة لسياسته إصلاحاته الاقتصادية.
وذكرت الصحيفة البريطانية، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، أن الكثير من الفرنسيين يصفون ماكرون بـ"رئيس الأغنياء"، ويرفضون سياسته الاقتصادية والإصلاحات التي يقوم بها، ويتهمونه بالانحياز لصالح الأثرياء، على حساب الطبقة المتوسطة.
وترى الصحيفة البريطانية أن الاحتجاجات العنيفة الحالية نتيجة طبيعية لحالات الغضب التي أصابت الفرنسيين بسبب سياسات ماكرون لإصلاح قانون العمل أو السكك الحديدية أو نظام الضرائب على مدى 18 شهرا الماضيين.
بدأت الاحتجاجات في 17 نوفمبر الماضي، أي منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، وشارك فيها حوالي 280 ألف شخص في العاصمة الفرنسية باريس وامتدت في العديد من المدن والبلدات المجاورة، احتجاجًا على زيادة الضريبة المفروضة على الوقود.
وقالت الحكومة الفرنسية إنه من المفترض تزداد أسعار الوقود بنسبة 30 سنتا للجالون الواحد وستستمر بالارتفاع الأعوام المقبلة. وتبلغ تكلفة جالون الغاز في فرنسا الآن حوالي 7.06 دولار.
من جانبه، أكد ماكرون أن سياساته المتعلقة بالوقود ضرورية لمكافحة الاحترار العالمي، مؤكدًا إنه لن يسحب ضريبة الوقود.
وقال الرئيس الفرنسي إن رفع أسعار الوقود جزء لا يتجزأ من استراتيجية الطاقة المستقبلية لمكافحة التغير المناخي، وفي الوقت نفسه أشار إلى أنه منفتح على الأفكار الجديدة حول كيفية تطبيق الضريبة.
وأشارت تليجراف إلى أن استطلاعات الرأي الخاصة بشعبية ماكرون في هبوط مستمر، موضحة أن 72 % من الشعب الفرنسي الذين خضعوا لهذه الاستطلاعات يؤيدون احتجاجات السترات الصفراء رغم العنف والفوضى، والتخريب الذي ألم بالكثير من المباني والمحلات التجارية.
وكانت نتائج استطلاعات الرأي قد أشارت إلى انخفاض شعبية ماكرون مرتين منذ بداية العام الجاري، لافتة إلى أنه أكبر تراجع لنسبة تأييد ماكرون تم تسجيله لدى مشغلي المؤسسات التجارية الصغيرة والعمال، ومن تقل أعمارهم عن 32 عاما، والموظفين الحكوميين.
تصاعدت حدة الأحداث ووصلت إلى ذروتها يوم السبت الماضي، إذ قام بعض المحتجون بأعمال تخريبية في العاصمة الفرنسية باريس وفي حي الشانزليزيه، وبالقرب من قوس النصر.
وكتب أحدهم على قوس النصر "السترات الصفراء ستنتصر" وكتب آخر على دار الأوبرا "ماكرون = لويس السادس عشر"، آخر ملوك فرنسا قبل الثورة.
كذلك تمكن المحتجون من إغلاق الطرق المؤدية لبعض المناطق المهمة في البلاد، وقام البعض بأعمال شغب واتلفوا مباني ومطاعم ومتاجر، وقدّرت الشرطة الفرنسية قيمة الخسائر بآلاف الدولارات.
قضت محكمة فرنسية، أمس الاثنين، بسجن محتجين اثنين من "السترات الصفراء" أوقفا وفقا لآلية فورية ونالا حكما بالسجن لمدة 3 أشهر مع النفاذ، وذلك إثر إحراق مقر إدارة محلية، وأدين الرجلان لارتكاب "أعمال عنف مشددة"، مع "محاولات تخريب" لأحدهما.
واعتقلت الشرطة مجموعة من المحتجين شاركت في المواجهات مع الشرطة وفي أعمال تخريب واسعة استهدفت السبت مقر الإدارة المحلية في مقاطعة أوت لوار.
كما أن سياسات الرئيس الفرنسي لم تلاقي اعتراضات من جانب الشعب فقط، إذ أعرب بعض المسؤولين البارزين في حكومته عن رفضهم لما يقوم به من إصلاحات، واستقال عدد من الوزراء في حكومته خلال الفترة الماضية، وأعلن وزير البيئة الفرنسي نيكولاس هولت استقالته على الهواء مباشرة الشهر الماضي، كما استقال وزير الداخلية جيرار كولومب خلال الشهر الجاري، معلنا عن خططه للترشح في انتخابات عمادة مدينة "ليون" التي ستجرى في عام 2020.
فيديو قد يعجبك: