"السترات الصفراء" تنسحب من الحوار.. أحدث مستجدات الاحتجاجات الفرنسية

كتبت- هدى الشيمي:

على مدار ثلاثة أسابيع لم تستطع حكومة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون- احتواء المحتجين على القرارات الضريبية على النفط، ولم تستطع تهدئتهم وإيقاف الاحتجاجات التي تسببت في مقتل 4 أشخاص وإصابة واحتجاز المئات، وإلحاق الضرر بممتلكات ومبانٍ تُقدّر قيمتها بآلاف الدولارات.

وأعلن متظاهرو حركة السترات الصفراء التي تقود الاحتجاجات انسحابهم من اجتماع مع رئيس الوزراء، إدوارد فيليب، اليوم الثلاثاء، ليستمروا بذلك في الاحتجاجات التي تعد أكبر أحداث احتجاجية تشهدها فرنسا منذ خمسة عقود.

وأرجع المُتحدث باسم الحركة رفض الحوار مع الحكومة لأسباب أمنية، حسبما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي.

فيما قال بعض أعضاء الحركة إنهم تلقوا تهديدات بالقتل من متظاهرين متشددين يحذرونهم من الدخول في مفاوضات مع الحكومة.

ونقلت مصادر حكومية فرنسية عن رئيس الوزراء، إدوارد فيليب، اليوم الثلاثاء، إنه سيعلن تعليق زيادة الضرائب على الوقود.

ويرى مراقبون دوليون أن هذه الاحتجاجات تعد أخطر أزمة يواجهها الرئيس إيمانويل ماكرون، مع تعالي الأصوات المنادية باستقالته، إذ يعتبر المحتجون أن إصلاحاته الاقتصادية تنحاز إلى الأغنياء، ويؤكدون أنها تؤثر سلبًا على أوضاع الطبقة المتوسطة.

وفور عودته من العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس حيث كان يحضر قمة المجموعة العشرين الاقتصادية، التقى ماكرون، أمس الأثنين، بكبار المسؤولين في حكومته للتوصل إلى سبل لاحتواء الغضب الشعبي، والسيطرة على الأوضاع، والتي انتهت بضرورة اجتماع رئيس الوزراء مع أعضاء السترات الصفراء.

بدأت الاحتجاجات في 17 نوفمبر وشارك فيها حوالي 280 ألف شخص في العاصمة الفرنسية باريس وامتدت في العديد من المدن والبلدات المجاورة، احتجاجًا على زيادة الضريبة المفروضة على الوقود.

ومن المفترض أن تزداد أسعار الوقود بنسبة 30 سنتا للجالون الواحد وستستمر بالارتفاع الأعوام المقبلة. وتبلغ تكلفة جالون الغاز في فرنسا الآن حوالي 7.06 دولار.

من جانبه، أكد ماكرون أن سياساته المتعلقة بالوقود ضرورية لمكافحة الاحترار العالمي، مؤكدًا إنه لن يسحب ضريبة الوقود.

وقال الرئيس الفرنسي إن رفع أسعار الوقود جزء لا يتجزأ من استراتيجية الطاقة المستقبلية لمكافحة التغير المناخي، وفي الوقت نفسه أشار إلى أنه منفتح على الأفكار الجديدة حول كيفية تطبيق الضريبة.

ووصلت الأمور إلى أشدّها يوم السبت الماضي، إذ قام بعض المحتجون بأعمال تخريبية في العاصمة الفرنسية باريس وفي حي الشانزليزيه، وبالقرب من قوس النصر.

وكتب أحدهم على قوس النصر "السترات الصفراء ستنتصر" وكتب آخر على دار الأوبرا "ماكرون = لويس السادس عشر"، آخر ملوك فرنسا قبل الثورة.

كذلك تمكن المحتجون من إغلاق الطرق المؤدية لبعض المناطق المهمة في البلاد، وقام البعض بأعمال شغب واتلفوا مباني ومطاعم ومتاجر، وقدّرتة الشرطة الفرنسية قيمة الخسائر بآلاف الدولارات.

قضت محكمة فرنسية، أمس الاثنين، بسجن محتجين اثنين من "السترات الصفراء" أوقفا وفقا لآلية فورية ونالا حكما بالسجن لمدة 3 أشهر مع النفاذ، وذلك إثر إحراق مقر إدارة محلية، وأدين الرجلان لارتكاب "أعمال عنف مشددة"، مع "محاولات تخريب" لأحدهما.

واعتقلت الشرطة مجموعة من المحتجين شاركوا في المواجهات مع الشرطة وفي أعمال تخريب واسعة استهدفت السبت مقر الإدارة المحلية في مقاطعة أوت لوار.