صحف عربية: هل تنهي التحركات الدبلوماسية في سوريا عزلتها عربيا؟
(بي بي سي):
ربط العديد من المعلقين في صحف عربية التحركات الدبلوماسية العربية نحو دمشق بالإعلان الأمريكي بخصوص الانسحاب من سورياً.
وينظر لهذه الخطوة على أنها تهدف لملء الفراغ الأمريكي وإعادة سوريا إلى الحاضنة العربية.
يشير شهاب المكاحله في "رأي اليوم" اللندنية إلى أن هناك "مزاجاً عاماً بين الدول العربية مع تحفُظ البعض منها لإعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية في عام 2019 تمهيداً لدعوة الرئيس السوري بشار الأسد لحضور القمة العربية التي ستعقد في 31 مارس 2019 في تونس بعد تجميد عضوية سوريا في الجامعة منذ 2011".
ويقول خليل حسين في "الخليج" الإماراتية على أهمية الخطوة الإماراتية بإعادة فتح سفارتها في دمشق، حيث يدعوا لأن "تُتبع بخطوات عربية أخرى في السياق نفسه، علّ وعسى آن يُعاد التضامن العربي إلى ما كان عليه في غابر الزمن".
من جانبه، يقول أمجد آل فخري في "العربي الجديد" اللندنية: "تتدافع الآن قوى إقليمية ودولية لملء الفراغ اﻷمريكي، بعد قرار ترامب الانسحاب من سورية عسكرياً، بينما تتسابق أنظمة خليجية للإمساك بالنظام والاعتذار عن خطيئتهم".
وينتقد الكاتب ما يصفه بـ"تهافت العرب من تونس إلى السودان إلى الإمارات ومصر ولبنان، لإعادة النظام إلى الحاضنة العربية والقرار العربي، وعدم تركه فريسة لأطماع الطامعين، وإبعاد مخاطر التدخّلات في سوريا، وكأن ملء الفراغ الأمريكيّ يكون باحتضان النظام، الذي يحتاج توافقاً عربياً يعملون على تحقيقه".
وأضاف هذه الدول تبحث عن "مبرّرات لتسويغ هرولتهم للخروج بقرار لجامعة العربية العربية بإعادة النظام".
وتقول فاطمة ياسين في "العربي الجديد" اللندنية إن "الإعلان الذي يبدو مبيتاً يشير، في ظاهرة تشبه سقوط حجارة الدومينو، إلى عودة كل دولة عربية إلى سفارتها القديمة في سوريا".
"دمشق انتصرت"
يقول عبدالله العتيبي في "الشرق الأوسط" اللندنية إنه لا توجد "حلول ناجزة للأزمات المعقدة، مثل الأزمة السورية"، مشيراً إلى أن "أسوأ تلك الحلول هو ترك سوريا نهباً للدول الإقليمية غير العربية، وهذا لا يمنع أبداً من وضع شروطٍ مهمة لضمان أفضل النتائج الممكنة.
لكن حسن مرهج يرى في "رأي اليوم" اللندنية أن العرب هم الذين"يعودون إلى حضن دمشق، وليس العكس، فالمنتصر من يفرض شروطه، و دمشق انتصرت".
يقول: "الرئيس الأسد يجني ثمار صبره و صمود جيشه و شعبه، فالإمارات و البحرين باتوا في دمشق و على أبوابها، و هذه الخطوات ستكون افتتاحية للعديد من الخطوات العربية نحو سوريا".
ولا يتفق حسن مرهج مع ما يصفه بـ حجج واهية" يطلقها العائدون إلى دمشق بأن خطواتهم تأتي في سياق مواجهة النفوذ الإيراني في سوريا، ففي رأيه "أن الواضح أن دمشق ستكون سبيلاً لهم للتقارب أكثر مع إيران، والابتعاد رويدا رويدا عن الغول الأمريكي".
يقول صالح القلاب في "الرأي" الأردنية: "المفترض أن يدرك العرب المتحمسون للدخول على معادلة الأزمة السورية... أن القطار قد فاتهم وأن النظام السوري ليس بمقدرته فتح الأبواب لهم إلا مواربة وليكونوا مجرد ديكورا لا أكثر".
ويرى الكاتب أن إيران لا يمكن أن تسمح لأي دور عربي فعلي في سوريا، لا كدول منفردة ولا من خلال جامعة الدول العربية.
ويقول ياسر عبدالعزيز في "المصري اليوم":سيتم تأهيل نظام بشار الأسد، على حساب أى فرصة لمشروع سياسى معارض يرفع شعارات دولة مدنية ديمقراطية حديثة، وسيتعمق فقدان سوريا لقرارها الوطنى، فى ظل تكالب الروس والإيرانيين والأتراك على خطف إرادة الدولة، وتسييرها وفقاً لمشروعات الدول الثلاث، وستحاول بعض الدول العربية الحفاظ على فرصة لصيانة النذر اليسير من مصالحها فى هذا البلد المخطوف، بفرص نجاح محدودة وضئيلة".
"عودة تدريجية"
يقول أمين بن مسعود في "العرب" اللندنية إنه "لا يمكن فصل تفاصيل هبوط أول طائرة سورية منذ 8 سنوات على الأقلّ، على مطار مدني تونسي (المنستير الدولي)، عن مشهديّة إقليمية كبرى قوامها العودة التدريجية للدفء في جسم العلاقات العربية السورية، وإمكانية استعادة دمشق لموقعها ودورها ضمن الجامعة العربية".
ويرى أن هناك "حسابات وإكراهات، حالت وتحول دون استئناف العلاقات الثنائية، أما الحسابات فهي مرتبطة بالمشهد العربي وهو في طريقه إلى التسوية".
ويضيف "في الوقت الذي تحزم فيه عواصم كبرى خياراتها لصالح دمشق، تخطو تونس 'أنصاف خطوات' تجاه دمشق، فالتمثيل الدبلوماسي في دمشق مقتصر فقط على الجانب القنصلي، وقرار استئناف العلاقات رحلته الخارجية التونسية إلى الأمانة العامة للجامعة العربية، لتبقي على حالة 'نصف الاعتراف' التي تلخص رمادية كافة مواقفها من المشهد السوري.
وتتساءل "هسبريس" الإلكترونية المغربية: "هل يجدد المغرب اعترافه بنظام بشار الأسد بعد الإمارات والبحرين؟".
وتقول إن "موسمُ العودة إلى دمشق قد بدأ" حيث بادرَت دول عربية إلى اقتراحِ وإرسالِ وفود دبلوماسية لملء الفراغ مع إعلان اللإنسحابِ الأمريكي من الأراضي السورية وذلك "عقبَ خمس سنوات من الجفاء والقطيعة الدبلوماسيتين"
وتشير الصحيفة إلى أن هناك تساؤلات عما "إذا كان المغرب سيقدم على خطوة مُشابهة".
فيديو قد يعجبك: