لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

عام انتصار الأسد .. كيف غيّرت 2018 وجه الحرب السورية؟

06:00 م السبت 29 ديسمبر 2018

الرئيس السوري بشار الأسد

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – إيمان محمود

"قريبا جدًا سيسدل الستار على هذه الحرب الإرهابية" .. لم تكن كلمات بشار الأسد التي أدلى بها في أكتوبر الماضي، مُبالغة أو تصف حُلمًا بعيد المنال، فالرئيس السوري أصبح واقفًا على مجموعة من الانتصارات، ربما يكللها قريبًا بإعلان سيطرته على كامل أرض سوريا، بعد أن بات يُسيطر على ثلثي مساحة البلاد.

انتصارات الأسد على خصومه في الساحة السورية، خلال العام 2018، لم تحوّل فقط المسار العسكري للحرب المُستمرة منذ سنوات، بل ساعدت أيضًا الرئيس السوري في خطته للعودة من جديد إلى الساحة الدولية والدبلوماسية بعد عُزلة فُرضتها عليه الحرب.

"مصراوي" يستعرض في التقرير التالي حصاد عام "العودة الوشيكة" للأسد..

صورة 1

انتصارات عسكرية

كان أهم ما استهلّ به الرئيس السوري، عام 2018؛ هو السيطرة على الغوطة الشرقية بريف دمشق، بعد أن ظلّت لأكثر من 6 سنوات معقلاً للمعارضة، وهو ما شكّل نقطة تحول في خارطة النفوذ، وزاد كفّة الأسد رجحان.

وبعد اتفاق بين المعارضة السورية وروسيا؛ خرجت الأولى من الغوطة الشرقية إلى إدلب في الشمال السوري.

وفي مارس الماضي؛ اُبرم اتفاقًا آخر مع الفصائل المعارضة من منطقة القلمون الشرقي شمال شرقي دمشق، ليخرجوا إلى الشمال أيضًا، أما من أراد البقاء فسّلم سلاحه وسوّى أموره مع موسكو ودمشق.

وفي نهاية أبريل، توصّل الأسد والمعارضة برعاية روسية لاتفاق بموجبه تم إخلاء بلدات يلدا وببيلا، وبيت سحم في جنوب دمشق من المعارضة السورية المسلحة التي رحل أغلب مقاتليها إلى الشمال السوري مع أكثر من 2000 مدني، بعد سنوات من الحصار.

وفي مايو؛ استطاع الأسد ضمّ مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا، والحجر الأسود جنوب دمشق في صفقة -غير مُعلنة- مع داعش، خرج بموجبها عناصر التنظيم إلى مناطق سيطرته في جنوب شرق محافظتي حُمص ودير الزور.

وفي الشهر ذاته؛ خسرت المعارضة معاقلها في ريف حُمص الشمالي، بعد حصار دام أكثر من خمس سنوات، وفق اتفاق مع الجانب الروسي ينص على تسليم المعارضة أسلحتها الثقيلة، وخروج من يرغب من المدنيين نحو الشمال.

كما خرج مسلحو جبهة النُصرة، من المنطقة بعد اتفاق مع الجانب الروسي ينصّ على إطلاق الهيئة محتجزين لديها من الطائفة العلوية من سكان قرية اشتبرق في ريف إدلب الغربي.

وفي منتصف 2018، وبعد حملة عسكرية لم تستمر طويلاً؛ استطاعت روسيا عقد اتفاق بين الجيش السوري الحرّ المُعارض ودمشق، لتسلّم المُعارضة أسلحتها ويغادر الرافضين إلى إدلب.

كانت أهم مزايا الاتفاق، استعادة الأسد لإدارة معبر نصيب الحدودي مع الأردن، ليفتح الباب مرة أخرى أمام دمشق للتنسيق الأمني والسياسي مع الأردن ومنها إلى دول الخليج.

وفي مطلع أغسطس؛ سيطر الجيش السوري على البلدات الخاضعة لسيطرة داعش، في حوض اليرموك بالريف الغربي لمدينة درعا، بعد عملية بدأت في 19 يوليو، وبذلك سيطر على كامل محافظة درعا التي كانت مهد الثورة السورية.

وفي يونيو، خرجت المعارضة من محافظة القُنيطرة جنوب سوريا، بموجب اتفاق مع الأسد وروسيا، ليعود الجيش السوري إلى النقاط التي كانت فيها قبل 2011.

شهد عام 2018 تراجعًا كبيرًا لتنظيم داعش، إذ خسر في نوفمبر منطقة بريف السويداء الشرقي، التي أعلن السيطرة عليها بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر من المعارك المتواصلة في منطقة جغرافية وعرة.

والآن؛ يختم الأسد عامه بدعوة قوات سوريا الديمقراطية لجيشه بالسيطرة على منبج الحدودية، خوفًا من دخول تركيا إليها، ورغم مزاعم الأسد، في الثامن والعشرين من ديسمبر الجاري، بدخول المدينة، إلا أن المعارضة والقوات الأمريكية أكدوا أنه لم يدخلها بعد.

صورة 2

زيارات .. "السودان يكسر العُزلة"

الرئيس السوداني عمر البشر، سجّل زيارته كأول رئيس عربي يكسر عُزلة سوريا منذ نوفمبر من العام 2011، للقاء نظيره السوري، في خطوة فاجأت دول العالم كافة.

استغرقت الزيارة عدة ساعات، في قصر الشعب بالعاصمة دمشق، حيث عقدا جلسة محادثات تناولت العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في سوريا والمنطقة.

الرئيس السوري، أكد أن سوريا وعلى الرغم من كل ما دار خلال سنوات الحرب بقيت مؤمنة بالعروبة ومتمسكة بها، منوّهًا بأن "تعويل بعض الدول العربية على الغرب لن يأتي بأي منفعة لشعوبها، لذلك فالأفضل هو التمسك بالعروبة وبقضايا الأمة".

ومن جانبه، لفت البشير، إلى أن إضعاف سوريا هو إضعاف للقضايا العربية، و"بالرغم من الحرب بقيت متمسكة بثوابت الأمة العربية"، على حد قوله.

ويرجع تاريخ آخر زيارة للرئيس السوداني لسوريا إلى عام 2008، لحضور مؤتمر القمة العربية الذي استضافته دمشق وقتها.

وفي 22 ديسمبر الجاري؛ زار رئيس الأمن الوطني في سوريا، علي مملوك، مصر، بعد دعوة وجهها له رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، عباس كامل، وفقًا لوكالة الأنباء السورية "سانا".

وقالت "سانا"، إن مملوك توجه إلى مصر بعد دعوة تلقاها من كامل، وتم بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك خلال هذه الزيارة من ضمنها محاربة الإرهاب.

كانت هذه الزيارة هي الثانية للمملوك، بعد زيارة في أكتوبر 2016 بدعوة من الجانب المصري، وفق ما نقل الإعلام الرسمي السوري حينذاك، وقال مصدر سياسي سوري لـ"فرانس برس"، إن "هذه الزيارة أيضًا ليست الأولى، إلا أنها كانت أول زيارة مُعلنة".

وفي سياق متصل؛ نقلت صحيفة "الجواهر" الموريتانية عن مصادر مطلعة، أن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، ينوي القيام بزيارة رسمية إلى سوريا للقاء الأسد، مشيرة إلى أنه قرر الاستجابة لدعوة الأسد التي قدمها له منذ فترة، وحدد لها بداية الشهر القادم.

وتُعتبر موريتانيا ضمن الدول التي لم تسحب سفيرها من دمشق سوى لبضعة أشهر، بعد أن أعادته إليها في عام 2014.

صورة 3

السفارات .. "سيعود الجميع"

ضمن المعطيات التي تُشير إلى عودة الحياة الدبلوماسية إلى سوريا؛ هي عودة سفارات بعض الدول للعمل -على رأسهم الإمارات والكويت- بعد أن غادر سفرائها دمشق في أعقاب اندلاع الأزمة.

عمار الأسد، نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب السوري، قال: إن "السفارات الإيطالية واليونانية والإماراتية، تقوم بتجديد مقراتها في دمشق، ويمكن أن يكون هناك اتصالات مع الخارجية لعودة الموظفين واستئناف عملهم"، مضيفًا: "سيعود الجميع".

وخلال الشهر الجاري؛ قبل الأسد، أوراق اعتماد تيكران كيفوركيان سفيرًا مفوضًا فوق العادة لجمهورية أرمينيا، وخوسيه جريجوريو بيومورجي موساتيس سفيرًا لجمهورية فنزويلا البوليفارية لدى سوريا.

وفي خطوة هامة؛ أعلنت الإمارات، الخميس الماضي، استئناف العمل في سفارتها لدى دمشق.

وقالت الخارجية الإماراتية إن هذه الخطوة "تؤكد حرص الإمارات على إعادة العلاقات بين البلدين الشقيقين إلى مسارها الطبيعي بما يعزز ويفعل الدور العربي في دعم استقلال وسيادة سوريا".

وعلى هامش افتتاح السفارة قال السفير العراقي بدمشق، سعد محمد رضا، إنه يتوقع أن تعيد دول عربية أخرى فتح سفاراتها لدى سوريا.

وقال رضا: "حضرت رفع العلم الإماراتي على سارية السفارة الإماراتية بدمشق، وغمرني السرور والسعادة، فهذه دعوة لكل العرب للعودة إلى دمشق الحبيبة".

وفي اليوم التالي من فتح السفارة الإماراتية؛ أعلنت الخارجية البحرينية، استمرار عمل سفارتها لدى سوريا، لافتة إلى أن السفارة السورية في المنامة تقوم بعملها المُعتاد، بحسب بيان نشرته على موقعها الرسمي.

وجاء في البيان "وزارة الخارجية تعلن عن استمرار العمل في سفارة مملكة البحرين لدى الجمهورية العربية السورية الشقيقة، علما بأن سفارة الجمهورية العربية السورية لدى مملكة البحرين تقوم بعملها، والرحلات الجوية بين البلدين قائمة دون انقطاع".

صورة 4

الجامعة العربية .. "عودة مُرتقبة"

في نوفمبر من العام 2011؛ قررت جامعة الدول العربية، تعليق عضوية سوريا في الجامعة، وفرض عقوبات اقتصادية وسياسية ضد دمشق، لكن المشهد في عام 2018، طغى عليه الدعوات المطالبات بعودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة.

ففي 27 ديسمبر الجاري؛ تحدث وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، عن إمكانية عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية خلال الفترة المقبلة.

وقال قرقاش: "قرار عودة سوريا للجامعة العربية يحتاج توافقا عربيا".

وفي تصريحات لوكالة "نفوستي"، أعلن حسن منصور الدبلوماسي في الحكومة الليبية المؤقتة، أن بلاده تدعم استعادة سوريا مكانتها في الجامعة العربية، قائلاً: "سوريا بلد مؤسس ووجودها هام وضروري، خاصة في هذه الفترة الحساسة التي تمر بها منطقتنا".

ترى صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن بعض الدول العربية تعمل على إعادة سوريا إلى الجامعة العربية بعد 8 سنوات من تعليق عضويتها.

ونقلت الصحيفة البريطانية، في ديسمبر الجاري، عن مصدر لم تكشف عنه، قوله: "في مرحلة ما من العام المقبل، من المرجح أن يتم الترحيب بالأسد في الجامعة العربية ليشغل مقعده مرة أخرى بين قادة العالم العربي".

كما نقلت صحيفة "الوطن" السورية، عن رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية أنور عبد الهادي، تأكيده أن التراجع عن قرار تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية، لن يأخذ وقتًا طويلاً، مشددًا "لا تضامن عربي بلا سوريا".

وفي تصريحات أدلى بها الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، في ديسمبر الجاري؛ أكد أن موقف الجامعة لم يتغير إزاء عضوية سوريا في المنظمة حتى الآن، وأنها لا زالت مُجمدة، مشيرًا: "حدث نقاش بين الدول الأعضاء بشأن عودة سوريا لكن لم يحدث توافق".

فيما قال السفير أنور عبد الهادي -الذي يشارك في اجتماعات وفعاليات الجامعة العربية- إن هناك جهود حثيثة من عدد كبير من الدول العربية التي تسعى من أجل أن تعود سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية".

وأضاف: "أكثر من نصف عدد دول الجامعة العربية يؤيدون ذلك".

فيديو قد يعجبك: