لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

اتصالات مع سعوديين وقطريين.. تفاصيل الأشهر الأخيرة في حياة خاشقجي

07:32 ص الأحد 23 ديسمبر 2018

تفاصيل الأشهر الأخيرة في حياة خاشقجي

كتب - هشام عبد الخالق:

في أحد أيام أكتوبر 2017 وأثناء مكوثه بمنزل أحد أصدقائه بولاية فيرجينيا، تلقى الصحفي السعودي جمال خاشقجي، اتصالًا هاتفيًا من السعودية من المستشار السابق في الديوان الملكي سعود القحطاني، الذي كان يتحدث بودية غير معهودة في شخصه.

في الاتصال، الذي شهده أحد الأصدقاء بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أشاد القحطاني، بمقالات خاشقجي التي يمدح فيها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وإصلاحاته، مثل السماح للنساء بقيادة السيارات، وحث خاشقجي على استمرار تلك النوعية من الكتابة، وعلى الرغم من أن الاتصال كان وديًا، إلا أنه حمل رسالة واضحة لخاشقجي: "وهي على الرغم من أنك لم تعد في السعودية إلا أن كل كلامك مراقب".

ويقول الصديق الذي شهد الاتصال الهاتفي ولم تنشر "واشنطن بوست" اسمه، إن خاشقجي تحدى القحطاني، وأخبره عن النشطاء الذين يعرف بسجنهم في المملكة، ولكن "كانت يدا جمال ترتجف أثناء الحديث".

بعد مرور عام على هذه المحادثة، قُتل جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية بإسطنبول، وعُزل القحطاني من منصبه كمستشار بالديوان الملكي، وتسببت هذه الجريمة في توتر العلاقات بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية.

وأشارت صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن وجهة النظر والحقائق التي تستعرضها في تقريرها مبنيّة على مقابلات مع عشرات من الزملاء والأصدقاء والمسؤولين من دول بما في ذلك المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة وكذلك تركيا التي شهدت مقتل خاشقجي، وتكشف تفاصيل جديدة حول تعاملات خاشقجي مع المسؤولين السعوديين، وأنشطته خلال العام الأخير من حياته في المنفى الاختياري بالولايات المتحدة ومقتله.

فهم السعودية

وتقول الصحيفة، إن خاشقجي استمتع بحريته في منفاه الاختياري بالولايات المتحدة، وكذلك بالاهتمام الذي لاقته كتاباته من الجمهور الغربي، وقاوم كثيرًا فكرة أن يكون أكثر قوة في انتقاده للمملكة، وكان طبقًا لعدد من الشهادات مكتئبًا بسبب انفصاله عن بلده، وكذلك الإرهاق الذي سببه تركه لبلده وعمله على أسرته.

صورة 1

حتى في منفاه، ظل خاشقجي، مُوالِ للسعودية ومترددًا في قطع العلاقات مع البلاط الملكي. وفي سبتمبر 2017، بدأ خاشقجي في عمل جديد ككاتب بصفحة الرأي في "واشنطن بوست"، وكان يسعى للحصول على تمويل يصل إلى مليوني دولار من الحكومة السعودية لإنشاء مؤسسة فكرية في واشنطن، وذلك بحسب الوثائق التي استعرضتها "واشنطن بوست" والتي يبدو أنها جزء من مقترح قدمه إلى وزارة الإعلام السعودية.

وأرسل خاشقجي، أيضًا رسائل للسفير السعودي بالولايات المتحدة الأمريكية خالد بن سلمان، عبر فيها عن ولائه للمملكة، وقدم تقارير عن بعض أنشطته في الولايات المتحدة، وذلك وفقًا للنسخ التي اطلعت عليها "واشنطن بوست".

وفي إحدى الحالات، أخبر خاشقجي، خالد بن سلمان أن عميلًا سابقًا في مكتب التحقيقات الفيدرالي يعمل نيابة عن عائلات ضحايا هجمات 11 سبتمبر قد تواصل معه، وقال للسفير إنه سيجتمع مع العميل ليؤكد على "براءة بلدي وقيادته".

لكن في ظل مناخ سياسة الشرق الأوسط الذي تحركه المؤامرة، بحسب الصحيفة، أحاطت الشكوك بخاشقجي بسبب كتاباته، وكذلك صلاته التي كونها على مدى سنوات عديدة مع أعداء معروفين للرياض.

من ضمن أصدقاء خاشقجي في الولايات المتحدة، كان هناك أفراد لهم انتماءات حقيقية أو متخيلة مع جماعة الإخوان المسلمين، ومركز العلاقات الأمريكية الإسلامية -وهي منظمة دعائية إسلامية-، التي تعتبر داعمة للثورات في الربيع العربي، وكان خاشقجي، له علاقات مع كبار المسؤولين في الحكومة التركية، والتي نظر إليها أيضًا بعدم ثقة من جانب حكام المملكة.

بعد خروجه من المملكة، سعى خاشقجي للحصول على التمويل والدعم لمجموعة متنوعة من الأفكار التي من المحتمل أن تكون قد أغاظت الملوك في الشرق الأوسط.

صورة 2

وترى "واشنطن بوست" أن أبرز المشاكل التي واجهها خاشقجي كانت صلاته بمنظمة أسستها قطر، وتظهر الرسائل النصية التي تبادلها خاشقجي مع مسؤول تنفيذي بـ "مؤسسة قطر الدولية" في الولايات المتحدة، أن المسؤولة التي تحمل اسم ماجي ميتشل سالم، ساهمت في تشكيل المقالات التي كتبها خاشقجي لصالح "واشنطن بوست"، واقترحت المواضيع، وكتبت مسودات وأوحت له باتخاذ موقفًا أكثر تشددًا ضد الحكومة السعودية، ويبدو أن خاشقجي قد اعتمد على باحث ومترجم منتسب إلى المنظمة التي تروج للتعليم باللغة العربية في الولايات المتحدة.

وقال مسؤولو صفحة الرأي بالصحيفة، المنفصلون عن غرفة الأخبار، إنهم لم يكونوا على علم بهذه الاتفاقات أو حتى سعيه لتمويل منظمة فكرية سعودية، ويقول محرر صفحة الرأي بالصحيفة فريد هيات: "الدليل على استقلال جمال يظهر في صحافته، حيث كان أمام جمال كل فرصة لجعل الحياة أكثر راحة لنفسه، لكنه اختار المنفى وهو -كما يمكن لأي شخص يقرأ أعماله- لا يمكن إغرائه أو إفساده"، بحسب بيان لهيات.

وتقول ماجي، وهي دبلوماسية أمريكية سابقة كانت تعرف خاشقجي منذ عام 2002، إن أي مساعدة قدمتها لخاشقجي كانت باعتبارها صديقة تسعى إلى مساعدته على النجاح في الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن قدرات خاشقجي في اللغة الإنجليزية كانت محدودة، ومؤسسة قطر لم تدفع لخاشقجي ولم تسعى للتأثير عليه نيابة عن الدوحة.

وتضيف ماجي: "تحدثت معه عن القضايا اليومية باعتبارنا شخصين من نفس المنطقة، ولم يكن جمال موظفًا ولا مستشارًا أو أي شيء بالنسبة للمنظمة القطرية".

ونوهت الصحيفة، أنه من غير المعروف إذا ما كانت السعودية على علم بصلات خاشقجي بالمنظمة القطرية.

وتقول الصحيفة، كان خاشقجي يخشى على حياته، وأخبر زملائه وأصدقائه عدة مرات بأنه يخشى أن يتم سجنه إذا ما عاد إلى السعودية.

عاد الصديق الذي شهد مكالمة القحطاني ليقول: "كان أكبر مخاوفه أن يتم اعتقاله وسجنه وليس قتله، فهو لم يفكر في هذا أبدًا".

كان أول الخلافات بين القحطاني وخاشقجي يعود إلى أواخر 2016، أثناء عمل خاشقجي في صحيفة الحياة اللندنية، وفي الوقت الذي كان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يحتفل بانتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة -الذي وعد بعلاقات جيدة مع الرياض- كان خاشقجي أكثر حرصًا وحذّر في تغريدة في نوفمبر 2016 عبر تويتر، أن السعوديين يجب أن يأخذوا حذرهم من الرئيس الأمريكي.

بعد هذه التغريدة بوقت قصير، تواصل قحطاني مع خاشقجي الذي كان يحضر مؤتمرًا في قطر، وأخبره بأنه "غير مسموح له بالتغريد عبر تويتر أو الكتابة أو الحديث، أنت لا تستطيع أن تفعل أي شيء بعد الآن، لقد انتهيت"، بحسب ما ذكر زميل لخاشقجي رفض ذكر اسمه لأسباب أمنية.

العمل لصالح السعودية

صورة 3

في أبريل 2017، تواصل القحطاني مع خاشقجي -الذي كان في لندن- ليخبره بأنه يمكن غفران كل شيء إذا ما عاد إلى الرياض، وبعد مبايعة محمد بن سلمان لمنصب ولي العهد في يونيو 2017، حزم خاشقجي حقائبه وغادر السعودية إلى واشنطن، ما أدى إلى محاولة أكبر لضمان ولائه، ولكن لم يقم بها القحطاني، بل كان وزير الاعلام هو من تحدث معه وأخبره في أغسطس أن حظر الكتابة المفروض عليه انتهى، وأن الحكومة قد تكون مستعدة لإعطائه المال الذي يريده لإنشاء المؤسسة الفكرية السعودية في واشنطن.

وزير الإعلام، عواد العواد، أخبر خاشقجي أيضًا أن "ولي العهد يرغب في رؤيتك"، وذلك بحسب زميل لخاشقجي استمع للمكالمة، ولكن مسؤولون سعوديون أنكروا أن يكون الوزير السعودي ذكر اسم ولي العهد.

وبحسب وثائق اطّلعت عليها الصحيفة، فإن خاشقجي فكّر في العرض الخاص بإنشاء المؤسسة الفكرية السعودية، وقدم الطلب، وكانت خطته تقضي بإنشاء كيان يطلق عليه "مجلس البحوث السعودي" في واشنطن، بميزانية أولية تتراوح بين مليون ومليوني دولار.

وشرح الطلب الذي قدمه خاشقجي أفكارًا مثل تكوين علاقات مع منظمات أخرى ذات نفوذ، ولكن يبدو أنها تهدف إلى تعزيز سمعة السعودية في الخارج، وذكر الطلب، على سبيل المثال، أن "الإعلام غير المسؤول" قد أساء إلى المملكة بشكل غير عادل بسبب صلاتها المزعومة مع الجماعات الإرهابية، وأن المجلس يمكن أن يعمل نيابة عن الرياض "لاستعادة دورها الإيجابي وصورتها"، وتضمن الطلب أيضًا خطة لتكوين فريقًا بهدف مراقبة الأخبار السلبية المحتملة، وسيقوم الفريق بتتبع الأخبار ووسائل الإعلام الاجتماعية "التي قد تثار ضد المملكة" ثم "يخطر الوزارة في الرياض".

فكرة العمل مع بيئة سعودية صديقة كانت محببة لأفراد عائلة خاشقجي، الذين كانوا يواجهون في ذلك الوقت صعوبات في السفر وعوائق أخرى أقرتها الرياض بسبب كتاباته، وطلب منه أكبر أبنائه صلاح، أن يوافق على خطة المؤسسة الفكرية السعودية، ولكن يبدو أن آخرين كانوا يحثون خاشقجي على رفض عرض الرياض، ولم يكن من الواضح أيضًا إذا ما كانت وزارة الاعلام مستعدة لاستكمال الخطة.

وبحسب الصحيفة، يبدو أن خاشقجي توصل إلى قرار حاسم في هذه الفترة، بأن يبتعد عن موطنه، حيث تفكك زواجه في وقت لاحق، وقطع صلاح ابنه الأكبر تواصله معه لعدة أشهر، حسبما صرح العديد من الأصدقاء والزملاء، ورفض أبناء خاشقجي إجراء حوار لصالح الصحيفة.

وبحسب الصحيفة أيضًا، بدا خاشقجي متعجلًا ونشطًا، وقال لأحد أصدقائه: "أنا رجل حر، وسأغيّر المملكة العربية السعودية".

صورة 4

وتقول الصحيفة، إنه بعد مرور عدة أشهر كان خاشقجي يعيش نوعًا من الوحدة، وبدأ في الدخول في علاقات جديدة، وكان من بينها سيدة مصرية تزوجها سرًا تُدعى حنان العطر في احتفال أقيم بولاية فيرجينيا، على الرغم من عدم ملء أي أوراق لجعل الزواج قانونيًا، وسرعان ما خفتت العلاقة.

دخل خاشقجي في عدة أعمال أخرى، من ضمنهم خطته لتكوين منظمة تُدعى "الديمقراطية للعالم العربي الآن"، وحاول الحصول على تمويل من نهال عواض، رئيس مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، وهي منظمة تعمل على ضمان المعاملة العادلة للمسلمين في الولايات المتحدة، لكن دعمها لثورات الربيع العربي دفع السلطات السعودية إلى اعتبارها خصمًا - وفقا لما ذكرته الصحيفة.

مساعدة قطرية

وبحسب الصحيفة، يبدو أن خاشقجي قبل بعض بعض المساعدة بشأن مقالاته التي كان يكتبها، فماجي المديرة التنفيذية كانت تراجع أعماله مسبقًا وفي بعض الأحيان كان يبدو أن لها اقتراحات حول الكلام، وذلك وفقا لمجموعة ضخمة من الرسائل التي حصلت عليها الصحيفة.

وتقول الصحيفة، في أوائل أغسطس، حثت ماجي خاشقجي على أن يكتب عن تحالفات السعودية "من واشنطن العاصمة حتى تل أبيب العاصمة الإسرائيلية إلى ارتفاع الاحزاب اليمينية في جميع أنحاء أوروبا مما يضع حدًا للنظام العالمي الليبرالي الذي يتحدى انتهاكاتهم في الداخل (السعودية)".

صورة 5

خاشقجي، بحسب الصحيفة، عبر عن هواجسه حيال مثل هذه النغمة الصارمة، ثم سأل ماجي: "هل لديك وقت لكتابته؟"، لتجيب المديرة التنفيذية: "سأحاول"، ومن ثم حثته على كتابة مسودة عن طريق دمج الجمل التي أرسلتها إليه عن طريق الرسائل النصية، ومن ثم ظهر المقال الذي يعكس نقاشاتهم في السابع من أغسطس في الصحيفة. ويبدو أن خاشقجي استخدم بعض اقتراحات ماجي، على الرغم من أنه كان يعكس وجهة نظر تبناها أثناء محادثاتهما عبر تطبيق "واتس آب" المشفر.

وتظهر الرسائل التي تبادلاها أيضًا أن منظمة ماجي، مؤسسة قطر الدولية، دفعت أموالًا لباحث قام ببعض العمل لصالح خاشقجي، والمنظمة فرع من منظمة أكبر مقرها قطر، واعتمد خاشقجي أيضًا على مترجم كان يقوم ببعض الأعمال لصالح المنظمة والسفارة القطرية.

ويقول فريد هيات، محرر صفحة الرأي بـ "واشنطن بوست"، إن "كتابات خاشقجي لا تظهر أي محاولة لتفضيل وجهة النظر القطرية، فهو لا يهاجم حملة السعودية ضد قطر، كما قد تكون أرادت قطر، كما أنه لا يتبنى الإصلاحات التي يقوم بها محمد بن سلمان كما قد تكون السعودية أرادت، بل على العكس فهو كان يتخذ موقف معارضي السعودية في الوقت الذي يحاول فيه دفع إصلاحات الأمير محمد بن سلمان في اتجاه بنّاء".

ويبدو أن خاشقجي وماجي فهما كيف يمكن النظر لصلاته بمؤسسة تمويلها قطري، وذكرا بعضهما بأن يحافظا على الاتفاقية "سرًا"، وعبر عن مخاوفه من أن عائلته قد تتعرض للخطر.

قبل نشر خاشجقي لمقال السابع من أغسطس وأثناء مراجعته مع ماجي، اتهمته ماجي بأنه غير صريح بشكل تام، وقالت: "لقد ابتعدت عن الموضوع ويبدو أنك تقدم أعذارًا للرياض، إنها مشكلة كبيرة جدًا"، وفي اليوم التالي أخبرها بأنه قدم المقال للنشر، وإنهم "سيشنقونني عندما يخرج للنور".

القتل

في الثاني من أكتوبر، دخل الصحفي السعودي جمال خاشقجي إلى قنصلية بلاده بإسطنبول، لإتمام بعض المعاملات الورقية التي تتعلق بزواجه من سيدة تركية تُدعى خديجة جنكيز، والتي كان تناول معها الإفطار في نفس اليوم وترك معها هواتفه، وكانت آخر مرة تراه فيها.

صورة 6

وبحسب الصحيفة الأمريكية، والتي نقلت عن مسؤولين استخباراتيين غربيين، لم تسمهم، فما حدث داخل القنصلية لم يكن ليظهر لولا أجهزة الاستماع التي دستها المخابرات التركية داخل القنصلية السعودية. وشهدت تلك الأجهزة ساعات طويلة من النقاش -قبل وصول خاشقجي- حول خطط الفريق السعودي للتغلب على الصحفي وقتله.

وطبقًا للتسجيلات التي استمع إليها مسؤولون غربيون، رفضوا ذكر اسمائهم بسبب حساسية المعلومات، فإن خاشقجي أدرك أنه في خطر. وسأله أحد أفراد الفريق إذا ما كان يرغب في شاي ووافق خاشقجي بنبرة صوت مختلفة والتي أظهرت أن خاشقجي أدرك أن هناك شيء خطير، ومن ثم أخبر أحد أفراد الفريق خاشقجي أنه سيعود للسعودية.

ويقول المسؤول الغربي، يبدو أن خاشقجي أدرك أنه سيتم تخديره وخطفه، ولكن كانت الحقنة التي أحضرها الفريق السعودي مملوءة بمهدئ كاف للقتل، وبحسب عدة مسؤولين فإن ما حدث لاحقًا يظهر أنه لم تكن هناك نية للسيطرة على خاشقجي حيًا، حيث كان يلهث للوصول إلى بعض الهواء في صراع بدني أدى إلى سكوت تام. ومن ثم استمر الرعب بصوت موتور كهربي، في الأرجح كان منشارًا استخدمه أحد أعضاء الفريق لتقطيع جثة الكاتب السعودي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان