لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

فاينانشال تايمز: استقالة ماتيس "بداية نهاية" ترامب

03:33 م الجمعة 21 ديسمبر 2018

ماتيس وترامب

كتبت- هدى الشيمي:

لم تكن استقالة وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس من منصبه، أمس الخميس، مفاجئة فقط، ولكنها أثارت قلق كثيرين في الولايات المتحدة في الدوائر السياسية وبين المواطنين أيضًا، فيما توقعت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية أنها قد تكون بداية لنهاية الرئيس ترامب.

وحملت الاستقالة بين طياتها حنقًا من إدارة ترامب، إذ كتب ماتيس في رسالة استقالته: "لأن لديك (ترامب) الحق بأن يكون لديك وزير دفاع تتشابه وجهات نظره مع وجهات نظرك، اعتقد أن من الصواب بالنسبة لي الاستقالة من منصبي.. لا يمكننا حماية مصالحنا أو القيام بعمل جيد في هذا الدور دون المحافظة على تحالفات قوية وإظهار الاحترام لكل حلفائنا".

كانت مصادر بوزارة الدفاع الأمريكية وأخرى في البيت الأبيض قالت بتصريحات لــ(سي إن إن) إن ماتيس قرر الذهاب إلى البيت الأبيض لمناقشة أمور تقلقه بملف سحب القوات الأمريكية من سوريا وأن يحاول تغيير وجهة نظر الرئيس، وعندما لم يتمكن من ذلك، قدم استقالته.

آخر الرجال المحترمين

قالت فاينانشال تايمز، في تقرير على موقعها الإلكتروني اليوم الجمعة، إن ماتيس كان أخر الرجال البالغين العقلاء في إدارة ترامب، وأحد مجموعة الكبار التي كان من المتوقع أن تكبح جماح "الرئيس المتهور"، وتسيطر على تصرفاته وقراراته المفاجئة والسريعة.

تشير الصحيفة البريطانية إلى أن حلفاء الولايات المتحدة وخصومها كانوا يشعرون بالأمان في وجود ماتيس، فبغض النظر عن مدى تهور رئيسه، ترامب، كان هو الشخص الرصين الثابت القادر على الامساك بزمام الأمور.

على مدار العامين الماضين، تقول فاينانشال تايمز إن ماتيس دار في العالم، وذهب إلى كل حدب وصوب في مهمة انطوت على التأكيد لحلفاء الولايات المتحدة وشركائها أن لا شيء سيتغير.

والآن بعد استعداده لمغادرة الإدارة الأمريكية ينضم ماتيس إلى القائمة الكبيرة التي تضم الدبلوماسيين والمسؤولين الكبار الذين عملوا مع ترامب في إدارته، ولكنهم أقيلوا أو استقالوا لأسباب شتى.

"الكلب المجنون"

منذ البداية، تعامل الجميع مع ماتيس على أنه شخص لا يمكن الاستغناء عنه. تقول فاينانشال تايمز إنه ربما كان وحيدًا ومختلفًا عن باقي أفراد الإدارة الأمريكية، وتجنب التعليق على تصرفات وسياسات رئيسه في العلن، وكان معروفًا بالتحدث إليه بهدوء لتوضيح الأمور ونقل الحقائق سرًا.

تُشير الصحيفة البريطانية إلى أن ترامب انصت إلى ماتيس ونفذ كلامه في البداية، ولكن مع مرور الوقت لم يعد قادرًا على ذلك، وأصبح وزير الدفاع المستقيل يثير رعبه واستيائه أكثر من حلف شمال الأطلسي (الناتو).

كانت العلاقات بين ترامب وماتيس جيدة جدًا في البداية، فكان الرئيس الأمريكي يُشيد به وأطلق عليه اسم "الكلب المجنون"، ولكن المشاكل بينهما ظهرت مع استمرار اعتراض ماتيس على كل قرارات رئيسه "المجنونة".

وتؤكد الصحيفة البريطانية أن رحيل ماتيس أكثر خطورة من مغادرة كل المسؤولين السابقين للإدارة الأمريكية، مثل وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون، ومستشار الأمن القومي السابق إتش أر ماكماستر، وكبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي.

ماذا يحدث الآن؟

تقول الصحيفة إنه بغض النظر عمن يخلف ماتيس، فلقد خسر العالم شخصًا حكيمًا، تمكن من إخراج الولايات المتحدة –ربما أكثر من مرة- من العديد من المواقف الحرجة.

وتُشير إلى أنه من المعروف أن المسؤولين العسكريين لا يستقيلون أبدًا من مناصبهم، خاصة في الولايات المتحدة، لأنهم يأخذون أوامر رؤسائهم وينفذونها رغم اعتراضهم عليها في بعض الأحيان، ما يعني أن ماتيس لم يعد قادرًا على تحمل سياسات ترامب وتصرفاته.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان