لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مدن السودان تنتفض ضد البشير بعد 30 عاما من "الإصلاح" (صور وفيديو)

09:49 م الخميس 20 ديسمبر 2018

تظاهرات السودان

كتب – محمد الصباغ:

يدخل السودان عامه الأخير قبل إجراء انتخابات رئاسية مقررة في عام 2020، لا يسمح فيها دستوريًا بترشح الرئيس الحالي عمر البشير الذي وصل إلى الحكم عام 1989.

وخرج آلاف السودانيون منذ أمس الأربعاء في مدن مختلفة على رأسها عطبرة والعاصمة الخرطوم، في مظاهرات احتجاجية ضد غلاء أوصل ثمن رغيف الخبز من جنيه واحد إلى ثلاثة جنيهات سودانية.

انطلقت شرارة المظاهرات من عطبرة حيث خرجت حشود ضخمة للاحتجاج على ارتفاع الأسعار، حيث وصلت قيمة بعض السلع إلى الضعف، فيما أعلنت المخابز عن ارتفاع قيمة الخبز.

وأحرق المتظاهرون مقر الحزب الحاكم بعطبرة ومبنى رئاسة المجلس المحلي الحكومي، بجانب إضرام النيران في محطة وقود. وبعد خروج التظاهرات عن السيطرة، أعلنت السلطات حالة الطوارئ بالمدينة الواقعة شمالي البلاد.

وأصدرت لجنة أمن ولاية نهر النيل حيث تقع عطبرة، قرارا بفرض حظر التجوال من الساعة السادسة مساء وحتى السادسة صباحا.

وانتقلت عدوى التظاهر إلى مدن أخرى، وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على أكثر من 500 متظاهر، كانوا على مسافة نحو كيلومتر واحد فقط من قصر الرئاسة في العاصمة الخرطوم، بحسب وكالة رويترز.

وبحسب شهود عيان ووسائل إعلامية محلية في السودان، هتف المتظاهرون في المدن المختلفة بشعارات تطالب بإسقاط النظام رافعين الأعلام السودانية.

وبحسب موقع "سودان تربيون"، فقد لقي على الأقل 3 أشخاص مصرعهم برصاص قوات الشرطة منذ اندلاع المظاهرات الاحتجاجية.

وأضاف الموقع أن شابا يدعى محمد عيسى الشهير بـ(ماكور) لقي مصرعه برصاص الشرطة خلال مظاهرات بمدينة بربر التابعة لولاية نهر النيل. المظاهرات انتقلت أيضًا إلى مدن أخرة مثل الغضروف في شرقي السودان، ودنقلا، وبورت سودان.

وذكرت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية أنها حصلت على مقطع فيديو يظهر فيه والي مدينة القضارف السودانية وهو يهرب من المتظاهرين بسيارته.

ونشر عدد من النشطاء السودانيين على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعا تظهر فيه سيارة سوداء ضخمة تهرب مسرعة وسط حشود من المتظاهرين الذين قذفوها بالحجارة. وأشارت التعليقات إلى أن والي المدينة هو من كان يفر هاربًا من داخلها.

"30 عاما من إصلاح الاقتصاد"

جاءت المظاهرات تكرارا لأخرى سبقتها في يناير الماضي، والتي اندلعت في عدد من المدن السودانية بسبب ارتفاع الأسعار ورفع الدعم عن سلع أساسية.

وأغضب قرار خفض دعم الخبز السودانيين، لكن الحكومة ردت على تلك المظاهرات بداية العام بزيادة دعم الدقيق بنسبة 40 بالمئة في نوفمبر الماضي.

الإحصائيات إلى التدهور الاقتصادي الكبير في البلاد، حيث ارتفع التضخم السنوي إلى 68.93% في نوفمبر، بعدما وصل إلى 68.44% في أكتوبر.

وبنهاية العام الماضي، طالب صندوق النقد الدولي الحكومة السودانية بتعويم عملتها من أجل تحقيق "النمو والاستثمار" في وقت ينهار فيه الجنيه السوداني أمام العملات الأجنبية.

وأضاف الصندوق، في بيان عقب رفع عقوبات أمريكية كانت مفروضة على الخرطوم، أن الحكومة تحتاج إلى تحرير سعر صرف العملة بجانب مجموعة من الإجراءات القاسية مثل زيادة العوائد الضريبية، وذلك "حال أرادت الاستفادة من رفع العقوبات الأمريكية".

وارتفعت أسعار السلع مع بداية العام الجاري 2018، بنسبة تصل إلى مائة بالمائة، بحسب مواطنين ووسائل إعلام سودانية. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن الزيادة جاءت بعد قرار الحكومة بالتخلي عن استيراد القمح وترك المسألة في يد القطاع الخاص.

1

هذا التدهور الاقتصادي جعل السودانيون يستدعون الكلمات الأولى للبشير حينما وصل إلى السلطة في عام 1989، وقاد آنذاك ما وصفها بثورة الإنقاذ في الثلاثين من يونيو عام 1989.

وفي البيان الأول بعد الإطاحة بحكومة كان رئيس وزرائها المعارض البارز الحالي الصادق المهدي، قال البشير إنه التحرك الذي قامت به الجبهة الإسلامية الثورية بقيادة حسن الترابي جاء بعد التدهور الاقتصادي الكبير وفشل "السياسات الرعناء في إيقافه".

وقال البشير في البيان: "لقد تدهور الوضع الاقتصادي بصورة مزرية وفشلت كل السياسات الرعناء في إيقاف هذا التدهور ناهيك عن عدم تحقيق أي قدر من التنمية، وازدادت حدة التضخم وارتفعت حدة الأسعار بصورة لم يسبق لها مثيل واستحال على المواطنين الحصول على ضرورياتهم، إما لانعدامها أو لارتفاع أسعارها ما جعل كثيرون من أبناء الوطن يعيشون على حافة المجاعة".

وتابع: "بعد أن كنا نطمح لأن نكون سلة غذاء العالم، أصبحنا أمة متسولة تستجدي غذائها وضرورياتها من خارج الحدود... وكل هذا مع استشراء الفساد والسوق السوداء في الحكومة".

وبعد حوالي 30 عامًا من حكم الرئيس السوداني حسن البشير، عاد ليصرح يوم الإثنين قائلًا بحديث عن الإصلاح الاقتصادي الحقيقي الذي لا يمكن تحقيقه إلا برفع الدعم، حيث قال: "لا يوجد إصلاح اقتصادي حقيقي دون رفع الدعم، مشيرا إلى عدم وجود منطق لدعم الوقود خاصة البنزين لأن الدعم يذهب للمقتدرين.

وخلال اجتماع الهيئة التنسيقية العليا للحوار الوطني، أكد البشير، أن "السودان رغم الحصار المستمر لأكثر من 20 عاما وفقدان عائدات النفط التي كانت تشكل 90% من الصادرات و40% من الموازنة، ظل متماسكا ومحافظا على استقراره ويتمتع باقتصاد راكز".

وليست هذه المرة الأولى التي يتظاهر فيها السودانيون ضد البشير بسبب الأزمة الاقتصادية، كما شهد عصره انفصال الجنوب عام 2011 بعد استفتاء قرر فيه أغلبية سكان جنوب السودان الانفصال عن الجمهورية التي يرأسها البشير.

"عودة المهدي"

الصادق المهدي

أبدى أغلب أعضاء البرلمان السوداني تأييدهم هذا الشهر لتعديل الدستور في البلاد ليصبح ترشح الرئيس حسن البشير ممكنًا بعد انتهاء فترتي حكمة المقررتين بعد تعديل الدستور عام 2005.

ولا يمكن للبشير الترشح وفقًا للدستور السوداني إلا لو تم إجراء التعديل الذي يسمح له بالترشح لفترة جديدة.

وصل البشير إلى الحكم بعد التحالف مع حركة إسلامية برئاسة الشيخ حسن الترابي في عام 1989، وهم يمثلون حتى الآن نواة حزب المؤتمر الوطني الحاكم في البلاد برئاسة البشير.

وأمام حوالي 7 آلاف من أنصاره في مدينة أم درمان القريبة من العاصمة الخرطوم، تحدث زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي بعد عودته من بريطانيا إثر إقامته لمدة عام.

مع عودته في الأيام الماضية، رحب حزب المؤتمر الحاكم بالمهدي ودعاه للمشاركة في الانتخابات المقبلة وفي لجنة صياغة الدستور السوداني.

لكن المهدي رفض الدعوة، وقال إن "النظام فشل وهناك ترد اقتصادي وتهاوت قيمة العملة الوطنية". وأمام مؤيديه الذي هتفوا مطالبين بـ"نظام جديد"، دعا المهدي أنصاره لزراعة ملايين الأشجار لمقاومة الاحتباس الحراري وتدهور البيئة، بحسب موقع "سودان تربيون".

3

خطاب الصادق المهدي الذي جاء متزامنًا مع المظاهرات في الشارع السوداني، انصب على تقديم مقترح يدعو "لصيغة عقد اجتماعي جديد للخلاص الوطني يوقع عليه أبناء الوطن ويتم تقديمه بصورة جماعية سلمية لرئاسة الجمهورية".

وأضاف أن الصيغة التي يقترحها تشمل "التزام الجميع بوقف إطلاق النار ووقف العدائيات، وتسهيل مهمة الإغاثات الإنسانية، وإطلاق سراح المعتقلين والأسرى، وكفالة الحريات العامة بضوابط لتنظيم ممارستها، وتكوين حكومة قومية برئاسة وفاقية".

لم ترض قيادات وكوادر شبابية بحزب الأمة المعارض بالخطاب ما دفع العشرات منهم، بحسب وسائل إعلامية محلية، إلى الاستقالة وتجميد العضوية في الحزب.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان