ما نعرفه عن القوات الأمريكية في سوريا (س\ج)
كتبت- هدى الشيمي:
أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، قرارًا بحسب القوات الأمريكية من سوريا، موضحًا أنه لم يعد لبقائها هناك أي جدوى بعد هزيمة تنظيم داعش، وهو الأمر الذي فاجأ كثيرين في الولايات المتحدة وخارجها.
وقال ترامب، في تغريدة على تويتر، إن تنظيم داعش هُزم في سوريا، وهو السبب الوحيد لوجوده هناك خلال فترته الرئاسية.
وأعلن البيت الأبيض وكذلك البنتاجون، أمس، أن الولايات المتحدة بدأت في "إعادة القوات الأمريكية إلى الوطن مع انتقالنا إلى المرحلة التالية من هذه الحملة".
وقال البنتاجون إنه لن يقدم مزيدا من التفاصيل عن المرحلة التالية "لحماية القوات ولأسباب تتعلق بأمن العمليات"، في المقابل ألغت وزارة الخارجية الأمريكية بشكل مفاجئ الإحاطة الصحفية اليومية بعد إعلان الانسحاب.
واستعرضت شبكة (سي إن إن) الأمريكية، في تقرير نشرته اليوم الخميس، بعض المعلومات الأساسية عن القوات، موضحة المستفيدين الأساسيين من هذا القرار:
ما هي القوات الأمريكية في سوريا؟
تواجد أكثر من 2000 من جنود القوات الخاصة الأمريكية في شمال سوريا، للمشاركة في القتال ضد داعش، ومنع استعادته للمناطق التي سُلبت منه.
عملت القوات الأمريكية في سوريا جنبًا إلى جنب مع تحالف القوات العربية والكردية المتواجدة في شمال البلاد والمعروفه باسم "قوات سوريا الديمقراطية"، وكان من الممكن أن تبقى هناك إلى أجل غير مُسمى حيث يطاردون مقاتلي داعش في الصحراء.
ما أهداف التواجد العسكري الأمريكي في سوريا؟
ولفتت (سي إن إن) إلى أن مهمة القوات الأمريكية في سوريا كانت واضحة، كذلك أهدافهم كانت مُحددة، وهي التصدي لمحاولات داعش بالوقوف على قدميه من جديد، وهذا ما أكده محللون ومسؤولون أمريكيون بارزون بقولهم إن "الحرب ضد داعش لم تنتهِ".
وأشار تشارلز ليستر، الباحث في معهد الشرق الأوسط، إلى أن داعش أعلن مسؤوليته عن هجوم في مدينة الرقة السورية قبل 10 دقائق من إعلان ترامب بسحب قواته.
علاوة على ذلك، تقول (سي إن إن) إن القوات الأمريكية كانت الكتلة القوية التي تقف في طريق إيران وروسيا، اللذان حاولا زيادة نفوذهما في المنطقة من خلال التواجد في سوريا.
من هو المستفيد الأكبر من انسحابها؟
أولاً الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي تشير سي إن إن إلى أنه هدد أكثر من مرة، خاصة في الأيام الأخيرة الماضية، بإرسال قوات تركية للتصدي لأكراد الذين تدعمهم القوات الأمريكية الخاصة، موضحة أنه يعتبرهم تهديدًا على أمن بلاده، ويصفهم بالإرهابيين.
ما دفع أردوغان إلى التقرب من سوريا ورئيسها فلاديمير بوتين، وهو المستفيد الآخر من القرار حسب سي إن إن، لاسيما وأن روسيا هي القوة العسكرية الرئيسية في سوريا بعد الحرب، مُشيرة إلى أنه ربما يحاول ترامب استرضاء نظيره الروسي بعد التوترات الأخيرة التي شابت علاقتهما.
وأخيرًا، وهذا ليس مفاجئًا وفقًا لـ(سي إن إن)، هو أن الولايات المتحدة تخلت مرة أخرى عن الأكراد في الشرق الأوسط، فسبق أن فعلوا ذلك بعد حرب الخليج الأولى.
ترى الشبكة الأمريكية ان القضية هنا هي أن هذا الرحيل غير المتوقع والغريب والمثير للدهشة يبدو وأنه يتعارض مع العديد من المصالح السياسية الرئيسية للولايات المتحدة، وهو الأمر الذي يترك الكثيرين في واشنطن والعالم يتساؤلون لماذا قرر ترامب القيام بذلك الآن.
فيديو قد يعجبك: