لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

في 12 ساعة| استشهاد 3 فلسطينيين واعتقال 54.. وإضراب ومسيرات في الضفة

03:37 م الخميس 13 ديسمبر 2018

ارشيفية

كتبت – إيمان محمود:

في الساعات الأخيرة من ليلة الأربعاء؛ شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة مسعورة على أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، أسفرت عن اغتيال ثلاثة شباب فلسطينيين في كل من القدس ونابلس ورام الله، واعتقلت أكثر من 54 فلسطينيًا.

الشهداء الثلاثة؛ هم صالح عمر البرغوثي، وأشرف نعالوة، ومجد جمال مُطير، والذين طالتهم نيران الاحتلال في حوادث مُتفرقة جرت خلال 12 ساعة، حتى صباح الخميس.

صالح عمر البرغوثي

في قرية كوبر الواقعة شمال غرب رام الله؛ استشهد الشاب صالح عمر البرغوثي، 29 عامًا، برصاص قوات الاحتلال، بزعم أنه أحد منفذي هجوم على مستوطنة تُدعى "عوفرا"، والذي وقع الأحد الماضي.

وقال جيش الاحتلال -في بيان- إنه قتل البرغوثي، واعتقل بقية أفراد الخلية المنفذة للعملية –على حد زعمه- لكنه لم يذكر عددهم أو أسماءهم.

حادث "عوفرا" أسفر عن إصابة 6 إسرائيليين في إطلاق نار من سيارة مسرعة، قرب المستوطنة الإسرائيلية المُقامة على أراضي رام الله بالضفة الغربية.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، عن مصادر أمنية أن قوات خاصة إسرائيلية "مستعربون"، كانت قد اختطفت البرغوثي، الليلة الماضية، بعد إطلاق النار صوب مركبته العمومية عند مروره من شارع سردا باتجاه كوبر.

وبعد ساعات قليلة أعلن الاحتلال نبأ استشهاده.

كما نقلت الوكالة الفلسطينية عن شهود عيان، قولهم إن قوات الاحتلال اقتحمت بأعداد كبيرة منزل الشهيد البرغوثي قرية كوبر، وأخرجت والده واثنين من اخوته وكافة من بالمنزل، وبدأت بتفتيش محتوياته بشكل دقيق.

ودارت مواجهات عنيفة في محيط المنزل ووسط القرية، ما أدى لإصابة اثنين برصاص الاحتلال الحي، والعشرات بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع.

أشرف نعالوة

وبعد ساعات من حادث اغتيال البرغوثي، قال جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، فجر الخميس، إنه تمكن من قتل الفلسطيني أشرف نعالوة، بعد مطاردات دامت لنحو تسعة أسابيع.

وزعم الاحتلال أن نعالوة، الذي يبلغ من العُمر 23 عامًا، نفّذ هجومًا في مستوطنة "بركان"، أسفر عن قتل وإصابة مستوطنين.

وقال مسؤول كبير في "الشاباك" الإسرائيلي إنه "لولا المعلومات الاستخباراتية لما نجحت إسرائيل من الوصول إلى نعالوة وتصفيته".

وبحسب بيان "الشاباك" فإن تحديد مكان نعالوة، جاء بعد مطاردة معقدة تم خلالها استخدام وسائل تكنولوجية حديثة وإخضاع عدد من أقاربه للتحقيق.

ففي منتصف ليلة الخميس، حاصرت قوات الاحتلال بمساعدة طائرات من دون طيار منزلاً تحصن فيه أشرف نعالوة، في مخيم عسكر بشرقي نابلس، بحسب وكالة "معا" الفلسطينية.

وأضافت الوكالة أن قوات الاحتلال اشتبكت مع "نعالوة" الذي رفض الاستسلام، حتى تمكنوا من قتله داخل المنزل واختطاف جثته.

وأشارت الوكالة الفلسطينية إلى أن نعالوة "دوّخ إسرائيل على مدار شهرين عندما نفذ عملية إطلاق نار داخل المنطقة الصناعية بمستوطنة بركان وقتل مستوطين".

أما صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، فتقول إن نعالوة ارتكب خطأ في بداية ديسمبر الجاري، عندما غادر المكان الذي كان يختبئ فيه، وهو ما كان بمثابة "إنفراجة للشاباك والجيش الإسرائيلي للعثور على خيط بحث يصلوا إليه من خلاله".

وأضافت الصحيفة الإسرائيلية، أنه خلال عمليات البحث عن نعالوة جرى اعتقال العديد من الشباب الفلسطينيين الذين ساعدوه، والذين كشفوا أن نعالوة كان ينوي تنفيذ عمليات أخرى.

وخلال الأيام الماضية، أعلنت اسرائيل حالة استنفار قصوى في صفوف جنودها ودفعت بتعزيزات عسكرية إلى الضفة الغربية لحماية المستوطنين على الطرقات.

شهيد القُدس

في حوالي الخامسة فجرًا بتوقيت مدينة القُدس المُحتلة، أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي نيرانها على الشاب مجد جمال مطير، في أحد شوارع البلدة القديمة في القدس، بزعم طعنه اثنين من جنود الاحتلال.

ونقلت وكالة "وفا" عن شهود عيان، قولهم إن قوات الاحتلال أطلقت بين 10-12 رصاصة على مطير، وتركته ينزف لنحو 40 دقيقة قبل أن يرتقي شهيدًا، ومنع الاحتلال الصحفيين من الاقتراب من المنطقة التي تم فرض حصارًا عسكريًا في محيطها.

وأوضحت الوكالة الفلسطينية أن قوات الاحتلال أغلقت المسجد الأقصى المُبارك ومنعت المواطنين من دخوله لأداء صلاة الفجر، ما اضطرهم للصلاة في الشوارع القريبة من الأقصى في أجواء عاصفة وباردة وممطرة.

حملة اعتقالات

كما اعتقلت قوات الاحتلال، 54 فلسطينيًا على الأقل، في الضفة الغربية المُحتلة.

ففي طولكرم، اعتقل الاحتلال، خمسة فلسطينيين بينهم أسير محرر، بعد أن داهمت منزله وحطمت بوابته الرئيسية، بحسب وكالة "وفا".

وقال نادي الأسير الفلسطيني، إن قوات الاحتلال اعتقلت ثلاثة فلسطينيين بشمال محافظة طولكرم.

وفي القدس؛ اعتقل الاحتلال، 23 فلسطينيًا، كما اعتقل 15 فلسطينيًا آخرين في رام الله والبيرة، وآخرين من طوباس ومدخل مدينة أريحا، ومدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية.

إضراب ومسيرات غضب

وفي صباح اليوم الخميس؛ عمّ الإضراب التجاري، مدينة طولكرم وضاحية شويكة شمالها، حدادًا على أرواح الشهداء الثلاثة.

وجابت مسيرة جماهرية غاضبة في شوارع المدينة، أشعل فيها المتظاهرون إطارات المركبات وسط ضاحية شويكة شمال المدينة، وهي مسقط رأس الشهيد أشرف نعالوه.

وردد المشاركون الذين رفعوا الأعلام الفلسطينية في المسيرة الهتافات الوطنية المنددة بجرائم الاحتلال ومستوطنيه بحق الشعب الفلسطيني.

إدانات

وأدانت حركة فتح اغتيال الشهداء، مؤكدة أن "الاحتلال يستطيع بقوته وجبروته أن يقتحم مدننا وقرانا ومخيماتنا ولكنه لن يقحم الخوف والإرهاب الى نفوسنا سنبقى صامدين في معركة الوجود فوق ارضنا الفلسطينية ولن نرحل باقون هنا".

كما وجهت حركة الجهاد الإسلامي، التحية للشعب الفلسطيني الذي انتفض في وجه الاحتلال وواجه قواته وعصاباته دفاعًا عن أرضه، ورفضًا للإرهاب والقتل.

وأكدت الحركة: "المقاومة نهج متواصل، وستبقى جذوة المقاومة متقدةً في الدفاع عن الأرض والشعب والمقدسات. وإننا نعاهد الله تعالى ألا نحيد عن هذا النهج حتى العودة والتحرير".

فيما علّقت حماس على اغتيال اثنين من كوادرها في الضفة الغربية؛ قائلة: "نزف لشعبنا وأمتنا اثنين من خيرة مجاهدينا؛ الشهيد البطل أشرف نعالوة الذي دوّخ الاحتلال على مدار أكثر من 9 أسابيع بعد عملية بطولية نوعية في مغتصبة (بركان)، والشهيد البطل صالح البرغوثي منفذ عملية مغتصبة (عوفرا) الأسبوع الماضي شمال رام الله".

وشددت على أن "خيار الفلسطيني هو المقاومة، والضفة المحتلة ستبقى عصية على الكسر، اغتيالات الاحتلال الجبانة لن تثنينا عن حمل البندقية ومواصلة المقاومة، فقد عرف شعبنا خياره بالتحدي ولن يحيد أو يتراجع مهما كلف ذلك من ثمن".

فيما دعت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، إلى الالتزام بالإضراب والحداد، اليوم، على أرواح الشهداء باعتباره يوم غضب ضد الاحتلال الإسرائيلي، وإلى تصعيد الانتفاضة والمقاومة بكافة أشكالها.

وطالبت بتصعيد الانتفاضة والمقاومة بكافة أشكالها في عموم الضفة الفلسطينية والقدس المحتلة وقطاع غزة على طريق التحول إلى عصيان وطني شامل في وجه الاحتلال.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان